قال قائد القيادة الأمريكية لأفريقيا افريكوم، الجنرال وليام وورد، إن زيارته للجزائر تأتي ضمن المساعي التي تبذلها إدارة أوباما، في إطار حملة مكافحة الإرهاب في إفريقيا ومنطقة الساحل بالتحديد، وأن دور الجزائر في معالجة قضايا الأمن ومكافحة الإرهاب التي تواجه دول المنطقة تثمنه واشنطن، التي أبدت التزامها بالعمل مع حكوماتها في إطار تبادل المعلومات والتنسيق وتقديم المساعدات• ذكر أمس قائد قيادة أفريكوم الجنرال، وليام وورد، خلال ندوة صحفية عقدها بسفارة الولاياتالمتحدةالأمريكية بالعاصمة، أن زيارته الأولى للجزائر تهدف، بالدرجة الأولى، إلى التقرب أكثر من المسؤولين الجزائريين لأخذ نظرة واضحة عن الأوضاع السائدة في المنطقة، باعتبار الجزائر رائدة في مجال مكافحة الإرهاب، موضحا أن ترقية التعاون الأمريكي- الجزائري على المستوى الأمني للتصدي لأي تهديد إرهابي لدول المنطقة، وذلك من خلال تبادل المعلومات وتكثيف التنسيق بين الأجهزة الأمنية وتقديم المساعدات العسكرية وفق طلبات أية دولة من الدول التي تعاني من الإرهاب، وقال ''قيادة أفريكوم هدفها مساعدة الدول الإفريقية بالتكوين والمساعدات العسكرية وتبادل المعلومات''، وأن القيادة تعمل وفق برنامج خاص بالتعاون والتكوين والمساعدة وليس التدخل• وأضاف وليام وورد، أن واشنطنوالجزائر لهما نظرة موحدة وتصور مشترك لمخاطر الإرهاب والجريمة المنظمة في المنطقة، جعلت التنسيق بين مختلف الهيئات يتطور من خلال شراكة، تهدف إلى تحقيق الاستقرار في المنطقة، معترفا، في سياق حديثه، بالدور الهام الذي تلعبه الجزائر في التصدي للتهديد الإرهابي ومساعدة دول المنطقة، موضحا أن الجزائر ليس لها دور ولا مهمة داخل قيادة أفريكوم، وقال ''الجزائر تتعامل مع أفريكوم بشراكة، وليست مكلفة بمهمة أو دور خاص''• ونفى قائد أفريكوم نية واشنطن نقل مقر قاعدة القيادة الأمريكية المتواجد بألمانيا، إلى الجزائر أو أية دولة إفريقية على المدى القريب، ''لا نية لنا في إقامة القاعدة العسكرية أو قواعد أخرى في إفريقيا في الوقت الحالي، مشيرا إلى أن القاعدة العسكرية المتواجدة بدولة جيبوتي ''إنما هي موروثة عن الإدارات الأمريكية السابقة''• وأكد قائد أفريكوم أن زيارته للجزائر والتقائه برئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة وقائد أركان الجيش الوطني الشعبي الجنرال قايد صالح، وعدد من المسؤولين السامين، كان بهدف الاستماع إلى الرؤية الحقيقية عن الوضع العام في المنطقة وترقية الشراكة والتعاون للتصدي ومكافحة الإرهاب والإجرام، مشيرا إلى أن اللقاءات شملت نقاشا وتبادلا لوجهات النظر حول عدد من المواضيع، خاصة في تبادل المعلومات والتكوين وتقديم المساعدات حسب الطلب في إطار العمل المشترك لمواجهة التهديد الإرهابي، نافيا تقدم السلطات الجزائرية بأية طلبية لشراء أسلحة، وأن تداول الحديث حول عزم إدارة أوباما إقحام القوات الأمريكية في الحرب على الإرهاب في منطقة الساحل لا أساس لها من الصحة، وقال ''كل ما في الأمر تمارين ومساعدات بطلب من دول المنطقة، والجزائر لم تطلب منا ذلك، فوجود قوات أمريكية في الجزائر غير صحيح''، موضحا أن وجود مؤسسات أمريكية بالجزائر سواء عسكرية أو ما دون ذلك لن يكون إلا بطلب من الجزائر• وأوضح وليام وورد أنه لم يتقدم بطلب إلى رئيس الجمهورية بوتفليقة، خلال استقباله لإيجاد مقر لقيادة افريكوم في المنطقة، وقال ''لم أتقدم بطلب كهذا وليس لدينا استعداد لذلك، وقيادة افريكوم متواجدة حاليا بألمانيا''، وأقر في السياق ذاته، بوجود تعاون كبير مع دول الساحل الجنوبية في إطار مساعدة عسكرية وتكوين ومشاركة في التمارين لترقية عمل القوات الأمنية للدول التي تعاني من خطر الإرهاب، وبهدف تحقيق الاستقرار في المنطقة، مشيدا بدور الجزائر دوليا في تحقيق السلم والاستقرار في عدة دول افريقية، ''دور الجزائر في الصومال كبير لتحقيق السلم في هذه الدولة الإفريقية''•