تكشف لنا مديرة البالي الوطني الجزائري في هذا اللقاء عن أهم مشاريع البالي الوطني الجزائري وأجندة نشاطاته المستقبلية. كما تعرج مباركة قدوري على الأسباب الحقيقية التي تكمن وراء غياب ثقافة الرقص بالجزائر. كيف تقيمين الطبعة الثانية للصالون الوطني للرقص هذه السنة، وهل استطاعت برأيك بلوغ الأهداف المسطرة؟ الطبعة الثانية للصالون جاءت بنكهة التراث، حيث أردنا أن نسلط الضوء على كل ما هوتراث وطني. فالعروض الراقصة جسدت ما تكتنز عليه الجزائر من رقصات شعبية متنوعة، أما المجسمات فأردنا من خلالها استحضار أهم الرقصات الموجودة في القطر الجزائري. الإقبال كان كبيرا من طرف الجمهور الجزائري وهذا كان هدفنا. وكان همنا الأول والأخير التعريف بما تزخر به الجزائر من رقص شعبي يصب في خانة التراث غير المادي وإعطاء فرصة لمن لم يتمكنوا من التعرف على تراث بلادهم من خلال هذه المحطة. خصصتم دورة هذه السنة للصالون الوطني للرقص لتكريم روح الفنان مصطفى كاتب. لماذا وقع اختياركم على هذه الشخصية بالذات؟ هذه الطبعة حملت شعار ''التواصل''. وفي واقع الأمر هناك دائما استمرارية في الإبداع وفي التكوين، وعندما نتحدث عن التكوين الفني نتذكر مصطفى كاتب الذي كان من الأوائل الذين أسسوا للتكوين الفني، وفي الأيام القادمة سننظم تكريما خاصا يليق بمقامه. ذكرت وزيرة الثقافة خليدة تومي خلال إشرافها على افتتاح التظاهرة أن الطبعة المقبلة ستشهد مشاركة .48 هل سيتحقق ذلك؟ بمجرد انتهاء الطبعة الأولى سنبدأ في التحضير للطبعة الثالثة إن شاء الله، وسنوفي بما ذكرته وزيرة الثقافة وسنقوم بإشراك 48 ولاية. وانتقاء الفرق هذا العام كان من قبل مدراء الثقافة للولاية المشاركة لكن في الطبعات المقبلة سنقوم بتكوين لجنة خاصة للبالي تأخذ مهمة انتقاء الفرق المشاركة. وماذا يحمل البالي في أجندته خلال السنة الجارية؟ بالإضافة إلى التكريم الذي تكلمت عنه سننظم تكريما آخر عرفانا للفنان الحاج إبراهيم ياسين من خيرة فناني البالي الوطني. أما بالنسبة للمشاركات سيكون لنا برنامج ثري خاص، حيث سنقوم بعدة جولات نحو ولايات الوطن التي لم يزرها البالي الوطني من قبل، كما سيشارك البالي في تنظيم المهرجان الدولي للرقص المعاصر في شهر سبتمبر المقبل. كما أنه لدينا فرقة جديدة في طور التكوين مختصة في الفن المعاصر ستقوم فيما بعد بجولة أوروبية ابتداء من شهر سبتمبر القادم، كما سنشارك في إحياء ذكرى الاستقلال بمشاركة الأوركسترا السفونية الوطنية. على ذكر الرقص لماذا نفتقد إلى ثقافة الرقص في بلادنا؟ اظن أننا في بداية التأسيس لهذه المرحلة لأن البالي الوطني فتح أبوابه للصغار والعائلات تقبل على ذلك، والآن حان دورنا نحن كمؤسسة وطنية للتعريف بهذا الفن باعتباره فنا كغيره من الفنون الأخرى. لعل ما ميز صالون الرقص هذه السنة هو عرضه لأول مرة مجسمات خاصة بالرقصات الشعبية الجزائرية، كيف جاءتكم الفكرة؟ فكرة المجسمات كانت موجودة منذ فترة، وفي مرة من المرات أثناء تصفحي أحد السجلات قصد البحث عما جسده البالي الوطني، دفعني هذا للتفكير في تجسيد الفكرة على ارض الواقع واقترحت العمل الذي وجد آذانا صاغية من طرف الفنانين، وكانت الفكرة في البداية تبدو صعبة التجسيد نظرا لحجم المجسمات والحركات. ولكن على الرغم من ذلك إلا أن الفكرة نجحت بكل المقاييس وهذا فخر واعتزاز للبالي الوطني. وأتمنى أن تعمم الفكرة على الفنون الأخرى من مسرح وغناء وغيرها. وما نسعى إليه مستقبلا كأول خطوة هو تأسيس متحف للبالي الوطني والمشروع الآن قيد الدراسة.