يشهد المتحف الوطني نصر الدين دينيه ببوسعادة (المسيلة) إقبالا متزايدا للزوار، سواء للتعرف على مختلف اللوحات المعروضة أو لحضور ندوات ولقاءات. وأوضح مدير هذه المؤسسة الثقافية السيد خليل لجلط، أن المتحف ظل يحافظ على هذه الحركية المكثفة للزوار منذ تظاهرة إحياء شهر التراث لهذه السنة الذي تميز بتنظيم عديد المعارض ذات الصبغة الوطنية والتي نظمت بالتنسيق مع بعض المتاحف الوطنية ك''سيرتا'' (قسنطينة) ومتحف الفنون والثقافات الشعبية للقصبة بالجزائر العاصمة. واستنادا إلى ذات المصدر فإن إدارة المتحف ورغبة منها في توطيد علاقة المتحف مع المحيط، سعت جاهدة لمواصلة تنظيم المعارض المحلية والوطنية والتي لم تخرج عن تخصص المتحف المتمثل في عرض لوحات فنية لهواة وأخرى حول تاريخ وماضي مدينة بوسعادة، إضافة إلى تنظيم عدة ندوات حول هذه المواضيع. وحسب نفس المتحدث فإنه بالرغم من ضيق مقرها تبقى مكتبة المتحف تستقطب عديد الزوار من شباب وشابات يطلعون على كتب ذات صبغة أدبية وأكاديمية وعلمية قبل وبعد امتحانات آخر السنة. وشجع هذا الإقبال، استنادا إلى نفس المصدر، على ضبط برنامج للمعارض طيلة فصل الصيف الجاري فاتحته مسابقة للرسم موجهة للأطفال بهدف الكشف عن مواهب في هذا المجال والعمل على ضمان ديمومة واستمرارية الفن التشكيلي ببوسعادة على خطى الفنان الفرنسي الأصل نصر الدين دينيه الذي عاش بالمدينة في فترة العشرينات من القرن الماضي. واستنادا إلى مدير المتحف فإن قاعة العرض تبقى مفتوحة أمام الزوار الذين يتمتعون بمشاهدة 11 لوحة زيتية أصلية للفنان نصر الدين دينيه تم استرجاعها خلال الخماسي الماضي من متاحف وطنية لتعاد إلى المكان الذي عاش فيه الفنان. كما يستمتع بعض الزوار بالجلوس في إحدى غرف بيت الفنان بموقع المتحف ذات الطابع المعماري التقليدي، ممثلا في سقف مكون من أعمدة العرعر وجذع النخل، كما تنزوي بها مدخنة كثيرا ما استعملها الفنان الراحل للتدفئة خلال فصل الشتاء. ومن المنتظر أن تتكثف نشاطات المتحف خلال الشهرين المقبلين من خلال تنظيم معارض وندوات ولقاءات قصد الحفاظ على علاقة متحف بوسعادة بسكان المدينة خصوصا الأطفال والشباب منهم.