دعا عبد الوهاب زقاغ المدير العام للديوان الوطني لتسيير واستغلال المملكات الثقافية المحمية في الجزائر في تصريحه لجريدة ''الحوار'' في إشارة منه إلى الجهة الوصية على القطاع التربوي إلى ضرورة استغلال عطلة يوم السبت ومساء يوم الثلاثاء لفائدة أطفال المدارس و اصطحابهم إلى زيارة المتاحف و المعالم الأثرية المنتشرة عبر التراب الوطني. مضيفا أن هذا المعرض الذي يضم أعمال فنانين صغارا، الذين تخرجوا من متحف ناصر الدين دينيه الكائن ببوسعادة ولاية المسيلة، الذين نزلوا ضيوفا على متحف الطفل التابع للديوان السابق الواقع بحديقة بيروت، حاملين معهم ألواحهم الزيتية البالغ عددها أكثر من 30 لوحة استنطقوا بريشتهم الذهبية التراث الجزائري على تنوع أشكاله وثرائه، وبينوا جمال و بهاء الطبيعة الخلابة لمدينتهم التي سحرت أعين الزائر الأجنبي والمحلي، هذا وقد اعتبر ذات المسؤول هذا الحدث الثقافي الذي جاء تحت عنوان ''الريشة والإبداع'' الذي صنعته أنامل أطفال أبرياء فرصة أمام أطفال الجزائر العاصمة ليطلعوا عن كثب ما تزخر به بلده والمواقع الأثرية والصروح الحضارية التي تختزن في رحمها حضارة أمة بكاملها وثراء إنسانيا ضاربا في التاريخ. من جهته أبرز محمد لجلط مدير متحف ناصر الدين دينيه في حديثه مع '' الحوار'' أن هذا الحدث الثقافي يمثل نقلة نوعية للطفل البوسعادي ، هذا الأخير الذي اعتاد على ممارسة فن الرسم وأنتج لوحات مميزة تحوي مواضيع تطبعها البراءة والعفة وصدق العاطفة، لكنها بقيت محجوزة بين جدران متحف ناصر الدين دينيه، واقتصر زواره على سكان مدينته، وعليه يضيف لجلط فهذا المعرض سيسمح للفنان الصغير أن يخرج أعماله إلى النور وتنفض عليها الغبار، وسيفيد بخبراته المتواضعة في مجال الفن التاسع نظرائه في الجزائر العاصمة وربما حتى من الولايات الأخرى، خاصة يقول محمد أن هذا المعرض يتزامن مع العطلة الشتوية لأطفال المدارس،'' . إن هذه المبادرة كانت من طرف عمال المتحف حيث رحبت بها وبذلت قصارى جهدي لضمان السير الحسن، مضيفا أن المتحف فتح مسابقة موجهة لكل طفل يرغب في المشاركة، ورصدت لهذه المسابقة جوائز معتبرة كما تم تشجيع المتفوقين، وأخرى تحفيزية تم توزيعها على بقية المتبارين دون استثناء لمواصلة عملية الإبداع، كما أدرجت تلك الأعمال في نشرية مكتوبة تم توزيعها على المشاركين في المسابقة، موضحا في السياق ذاته أن الأعمال المنجزة من قبل الأطفال نكتشف من خلالها الشخصية السوية وغير السوية التي تطبع شخصية الطفل، لأن الرسم حسبه وسيلة مهمة للتشخيص يستعملها الأباء والمعلمون والأخصائيون في علم النفس، فمن جهة يمكن من خلال الرسم تقويم سلوكيات وطباع الأطفال في وقت مبكر، ومن جهة أخرى معرفة الطبيعة الإنسانية الفردية والاجتماعية ، وأكد لجلط في ذات الوقت أن رسوم الأطفال تحقق تكاملا للذات الإنسانية و تجديدها باستمرار.