نشر الروائي السوري المعروف ''حنا مينا ''وصيته أول أمس عبر الصحف الرسمية بعد أن بلغ من العمر 84 عاما. وأهم ما استهل به مينا وصيته طلبه عدم إعلان خبر وفاته فى أي وسيلة إعلامية وأن يحمل نعشه أربعة موظفين من دائرة دفن الموتى دون أحد من معارفه. وتابع مينا: ''بعد إهالة التراب علي، فى أى قبر متاح، ينفض الجميع أيديهم، ويعودون إلى بيوتهم، فقد انتهى الحفل، وأغلقت الدائرة''. كما أوصى بألا تقام له أى تعزية أو أي شكل من أشكال الحزن مشددا على عدم إقامة حفل تأبين له معقبا أن كل ما سيقال بعد موته، سمعه في حياته معتبرا أن إقامة اي نوع من مراسم الدفن يعد إساءة إليه. ولعل أغرب عبارة جاءت في هذه الوصية هي قوله ''استغيث بكم جميعاً أن تريحوا عظامي منها''. وختم الروائي السوري وصيته بترك حرية التصرف بما يتركه من إرث لمن شكك أنهم من اهله، ما عدا منزله فى مدينة اللاذقية الذى أوصى به لزوجته مريم دميان سمعان طوال حياتها. يذكر أن حنا مينا من مواليد اللاذقية عام 1924 وأنه نشأ فى أسرة فقيرة وعمل فى بداية حياته حلاقا ثم حمالا فى ميناء اللاذقية ثم بحارا إضافة إلى أعمال أخرى مشابهة قبل أن يصبح كاتبا لمسلسلات إذاعية ثم روائيا فى الأربعين من عمره حتى اصبح رئيسا لتحرير صحيفة ''الإنشاء'' فى دمشق. وكانت أولى روايات مينا ''المصابيح الزرق'' وأنتج حوالى 30 عملا أدبيا منها ''النجوم تحاكم القمر''، و''القمر فى المحاق''، و''نهاية رجل شجاع''، و''بقايا صور'' التى تحول بعضها إلى اعمال تلفزيونية. تجدر الإشارة إلى أن هذه المرة الأولى التى تنشر فيها شخصية معروفة وصيتها بهذه الصورة الدرامية فى سوريا.