جدد أمس أئمة المساجد في خطبة الجمعة براءة الدين الإسلامي الحنيف من الأعمال الإرهابية التي يرتكبها خارجون عن الشرع في الجزائر، والتي كان آخرها الاعتداءات التي مست الأسبوع الماضي كلا من يسر والبويرة، مبينين أن هؤلاء المجرمين لا يوجد لهم أي غطاء ديني يمكن أن يبرروا به أفعالهم الشنيعة التي ارتكبوها في حق أبرياء عزل. وذكر الأئمة في خطبهم أن الدين الإسلامي الحنيف كله سلام، ولا يجيز ترويع الناس وإرعابهم مهما كانت الظروف، فكيف الحال إن كان هذا الترويع يستهدف مسلمين موحدين، مستدلين في خطبتهم بالآيات الكريمة التي تحرم إزهاق دم المسلم يغير حق. وكذا بالأحاديث النبوية الشريفة التي تبين عظم جرم قتل المسلم، واستباحة دمه، ملفتين النظر إلى أن من قتل نفسا كأنما قتل الناس جميعا كما ورد في القرآن الكريم، وأن المسلم من سلم الناس من لسانه ويده كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم. ونفى الأئمة أن يكون فعل هؤلاء الإرهابيين ذا صلة بالدين، بل إن هؤلاء المجرمين بأفعالهم هاته أصبحوا خوارج كفرة، عندما أفتوا في الدين بما لم ينزل به الله من سلطان، وسولت لهم أنفسهم أن يروعوا المسلمين وهم في غفلة من أمرهم دون أن يكون لهم أي دليل شرعي أو سند قانوني، ولا حتى منفذ عرفي يبيح لهم ما اقترفت أيديهم التي ستظل ملطخة بدماء المسلمين الأبرياء ماداموا لن يرجعوا عن غيهم ولم يعودوا إلى طريق الله المستقيم على حد ما أشار أئمة المساجد الذين قال أحدهم في خطبته أن هؤلاء المجرمين ليسوا منا ولا نحن منهم، مدينا في الوقت ذاته ومستنكرا ما سولته لهم أنفسهم لارتكابه في كل من يسر والبويرة والذي أدى إلى إزهاق أرواح الأبرياء، وترويع مسلمين مسالمين آمنين لم يفعلوا ولو ذرة من منكر في حق هؤلاء القتلة. وفي السياق ذاته، أوضح خطباء الجمعة لاسيما بالعاصمة وجل مساجد الجمهورية أنه لا يمكن أن يكون ما تقترفه أيادي الإرهابيين بأي حال من الأحوال جهادا في سبيل الله، مبينين في الوقت ذاته أن العكس هو الأصح، كون أفعالهم البشعة هذه خروج عن أئمة المسلمين وأولي أمرهم، وهو الأمر الذي حرمه الشرع بناء على ما ورد في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.