استعانت السلطات بأئمة المساجد في أحدث طريقة لمواجهة ما أصبح يسمى ب''إرهاب الطرقات''، ولم تعد تخلو المساجد من خطباء أدركوا أهمية الموضوع ودور التوعية الدينية في كبح جماح المغامرين الذين يحصدون أرواح الأبرياء يوميا عبر الطرقات، إلى درجة أنه بعد كل حادث مرير تسمع الخطب المدوية والمحذرة من هذا الإجرام الذي بات يحصد أرواح الضحايا في كل مكان دون ذنب ارتكبوه، وبالتالي حق عليهم تسميته بالإرهاب. حملات في المساجد وخطب لا تخلو من الترهيب من حرمة الاستهانة تجنّد أئمة المساجد، منذ فترة، في حملة توعية أسبوعية لدعوة أصحاب السيارات ووسائل النقل الأخرى لاحترام القانون، وجرى التركيز على أن ''مخالفة القانون حرام شرعا''. وأوضح عدة فلاحي المستشار الإعلامي لوزير الشؤون الدينية الجزائري بوعبد الله غلام الله لموقع ''العربية.نت'' في هذا الإطار، أن ''المسؤول الأول في القطاع أعطى تعليمات للأئمة يحثهم فيها على الأخذ بعين الاعتبار ظاهرة إرهاب الطرقات''، وشدد وزير الشؤون الدينية على أن ''الاستهانة بقوانين المرور التي تؤدي إلى إزهاق الأرواح تعد جريمة في نظر القانون وحراماً في نظر الشرع''. وقال مستشار وزير الشؤون الدينية إن دعوة الأئمة بالتحذير من خطر إرهاب الطرقات يدخل في إطار استراتيجية الوزارة لترقية دور الإمام في تبني هموم المواطنين الدينية والدنيوية، فلا يستغرب أن يتطرق الإمام لمثل هذه القضايا كما تطرق في الجمعة الأخيرة لخطر مرض الإيدز رغم أنه موضوع علمي'. وبالأرقام، تستقبل حظيرة السيارات في الجزائر، حسب آخر الإحصائيات 5.5 مليون سيارة، فيما أكد مدير المركز الوطني للوقاية والأمن عبر الطرقات الهاشمي بوطالبي في تصريحات صحفية سابقة أن 21 شخصا يموتون يوميا ويصاب 711 آخرون بجروح متفاوتة الخطورة يوميا نتيجة حوادث المرور بمختلف ولايات الوطن. وخلال النصف الأول من السنة الجارية، توفي ما لا يقل عن 2000 شخص نتيجة وقوع 20 ألف حادث مرور، حسب إحصاءات المركز الوطني للوقاية والأمن عبر الطرق. ودعا المتحدث وقتها إلى ضرورة إنشاء محاكم خاصة بمخالفات قانون المرور، فيما كشف أن الجزائر تصنف في المرتبة الثالثة عالميا بعد المغرب وفرنسا في مجال حوادث المرور، ففي العام 2007 فقط بلغ عدد الضحايا 7714 قتيل. ولم يحسم الجدل بشأن المتسبب الرئيسي في حوادث المرور، إلا أن أصابع الاتهام تتجه دائما للإنسان، ثم يأتي مشكل اهتراء الطرقات، قبل مشكلة الاختلالات الموجودة في المركبات.