أجزم الداعية الكويتي الدكتور طارق السويدان، أن العمليات الانتحارية التي يرتكبها الإرهابيون بالجزائر وباقي الدول، محرمة شرعا، باعتبار أنه لا يوجد أي سند في الدين الإسلامي لهذه العمليات الانتحارية·واعتبر الشيخ طارق السويدان في حديث مع جريدة "الخبر" نشر أمس، أن أصحاب هذه العمليات مجرد "عصابات إجرامية" وأنهم "أسوء من الخوارج" لأنهم يضعفون ويسيئون للأمة الإسلامية بأعمالهم الإجرامية· وأضاف المتحدث أن هذه الأعمال الإرهابية لا تجوز شرعاً على الإطلاق وتحت أي مبرر داعيا الجميع حكومات، جماعات إسلامية وعلماء دين للتصدي لهذا الفكر الذي وصفه بالتخريبي والإجرامي الذي هو أقرب إلى الخوارج الذين استهدفوا وقتلوا علماء وشخصيات عظيمة في الإسلام· وقال الشيخ طارق السويدان أن بعض الناس تُسول لهم أنفسهم ويوسوس لهم الشيطان فيستخدمون نصوصا مبتورة لتبرير ما يرتكبونه من جرائم وهم يستغلون براءة الشباب للعب بعقولهم ودفعهم إلى ارتكاب جرائم· وأكبر دليل على ضلالة هؤلاء أنه لا يوجد بينهم عالم واحد، ولا يوجد أي عالم يقف وراءهم ويبرر أفعالهم الإجرامية· داعيا الشباب الجزائري للتمسك بأقوال العلماء حتى ينجوا من الفخ المنصوب لهم· وفي هذا السياق اعتبر الداعية أن ما يحدث من أعمال إرهابية في الجزائر "فجور ومجون وفسق وكفر بالنعمة وأيضا انحراف عن دين الله عزو وجل، وهو أقرب إلى الإجرام ومنطق العصابات"·كما فسّر الشيخ طارق السويدان أن نظرية "التترس" التي يستند إليها الإرهابيون لتبرير أعمال القتل ضد الأبرياء حيث يرون أن رجال الأمن والجيش يحتمون بالمدنيين ليجيزوا بالتالي لأنفسهم قتل الأبرياء، أن هذا التفسير من وسوسات الشيطان وانحراف عن الفهم الصحيح للدين الإسلامي· موضحاً أن الذين وضعوا هذه النظرية تصوروا واقعاً يكون فيه العدو الكافر محتلا لأرض مسلمة وأنه يحتمي بفئة من المسلمين لذا أجاز بعض العلماء الهجوم على الكفار حتى لو تسبب في قتل بعض المسلمين إذا كان في ذلك نصرة للدين وإهلاكا للعدو تماما مثلما يفعل هؤلاء الذين يكفرون الحكومات ورجال الأمن والجيش، وحتى وإن اختلفت عقيدة هؤلاء عن الخوارج إلاّ أن أساليبهم وتطبيقاتهم السياسية متشابهة لما كان يفعله الخوارج، فهم يضعفون الأمة ويسييئون لها أيما إساءة بإنحرافاتهم وأعمالهم الإجرامية التي يقومون بها باسم الدين الإسلامي·