إن الذوق الإسلامي في قضية الضيوف عجيب ، فقد ثبت عن الرسول الله صلى الله عليه وسلم أنه ما استقبل بابا بعد أن طرقه مرة ، يعني لما يطرق الباب لا يظل واقفا هكذا ، وإنما يستدير إما على يمين الباب أو يسار الباب ، أو أنه كان يعطي ظهره للباب عليه الصلاة والسلام، هكذا علمنا هذا الذوق العجيب. و إذا دخلت كضيف إجلس في المكان الذي طلب مني صاحب البيت أن أجلس فيه ، و لا أجلس إلا إذا أذن لي بالجلوس. حتى وصل الأمر أن أحد الصحابة دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم و أربعة من الصحابة للأكل عنده، و يمر صحابي آخر فيرى النبي صلى الله عليه و سلم ومعه أربعة فتبعهم ، فلما طرق الباب و خرج صاحب الدار قال الرسول صلى الله عليه و سلم به ( لقد دعوتنا خمسة وهذا تبعنا ، فإن شئت قبلته، وإن شئت أرجعته)، فقال : قبلناه من أجلك يا رسول الله ، هذا أدب. حتى يصل الأمر إلى : (وَإِنْ قِيلَ لَكُمُ ارْجِعُوا فَارْجِعُوا). و لا داعي لأن تقولها لي بلسانك، فمثلا أسألك: هل عندك وقت فراغ الآن؟ تقول لي : و الله أنا مشغول ، ولا وقت لدي الآن، و الله عندي مراجعة أمر ما مع الأولاد ، جزاك الله خير. أما إن قال لك بعد هذا: سوف أجلس معك ساعتين فقط إن شاء الله فهذا من قلة الذوق. ''وما أخذ بسيف الحياء فهو حرام'' كما ورد في الأثر. إن بعض الأخوة الذي لم يدرسوا حقيقة الإسلام يمسك الهاتف الذي معك ويقول ماشاءلله هاتف جميل ، هل تأذن لي بمكالمة قصيرة؟!! بالله عليكم ماذا تقول؟ هذا حرام؛ لأنك تستغل حياء الطرف الآخر لتستغل ماله و أغراضه أو أدواته فينا لا يحل لك . فهذه الذوقيات في قضية الضيف، و كان صلى الله عليه و سلم إذا دعي حتى في بيته وهو يأكل ، كان لا يرفض موجودا و لا يتكلف مفقودا.