اعتبر الرئيس السوري بشار الأسد أن الولاياتالمتحدة ''ضعيفة'' للغاية لإنجاح عملية سلام في الشرق الأوسط، ودعا إلى إقامة منطقة منزوعة السلاح النووي في هذه المنطقة، وذلك في مقابلة نشرتها صحيفة كلارين الأرجنتينية. وقال الأسد الذي اختتم في بوينس ايرس جولة في أمريكا اللاتينية ''عندما لا نحصل على نتائج، نكون ضعفاء''. وأضاف ''إن تجربتنا مع الولاياتالمتحدة هي أن هؤلاء عاجزون عن إدارة عملية سلام من البداية إلى النهاية''. واعتبر الأسد ''أن الثقل السياسي الأساسي لبعض دول الشمال، مثل أوروبا أو الولاياتالمتحدة، تغير'' وانتقل إلى ''دول أخرى في جنوب العالم مثل تركيا والبرازيل''. وأشار بصراحة إلى الاتفاق الأخير الذي تم التفاوض بشأنه عبر برازيليا وأنقرة مع طهران حول تبادل اليورانيوم الايراني المخصب مقابل وقود. وعرضت طهران في 17 ماي على الدول الكبرى في إطار هذا الاتفاق، تبادل 1200 كلغ من اليورانيوم الايراني ضعيف التخصيب ''3,5٪'' على الأراضي التركية مقابل 120 كلغ من الوقود المخصب بنسبة 20٪ لمفاعل إيراني للأبحاث في طهران. وتلقت الدول الكبرى بتحفظ هذه المبادرة وصوت مجلس الأمن الدولي في التاسع من جوان على قرار يتضمن عقوبات جديدة ضد إيران التي يشتبه في أنها تريد امتلاك السلاح النووي. وعلى إثر هذه الإجراءات، جمدت إيران محادثاتها حول البرنامج النووي مع الدول الكبرى، لكنها تريد مواصلتها مع البرازيل وتركيا حول تبادل الوقود النووي. وقال الأسد ''اعتقد ان هذه المبادرة البرازيلية والتركية هي بداية علاقة تعاون جنوب-جنوب''. وبشأن إشكالية الطاقة النووية عموما، أوضح الأسد أن موقف سوريا، حليفة إيران منذ ثلاثين سنة، هو ''تحويل الشرق الأوسط إلى منطقة خالية من الأسلحة النووية ''. وحذر من أنه لو انطلق سباق إلى التسلح النووي في هذه المنطقة ''فلن يكون بالإمكان التحكم به''. وقال ''الأمور ستذهب إلى النهاية، وهنا يكمن الخطر. وإذا واصلت إسرائيل أن تكون دولة نووية بالمعنى العسكري، فهذا السباق سيبدأ يوما ما''. ووصف الأسد المبادرة التركية البرازيلية بأنها ''عنصر أساسي لحل المشكلة دون نزاع، بينما تواصل إسرائيل تهديد السلام الإقليمي بأسلحة نووية''. والجولة التي استمرت أسبوعا وكانت تهدف إلى تعزيز علاقات دمشق بدول أميركا اللاتينية التي تحكمها حكومات يسارية، قادت الرئيس السوري قبل ذلك إلى فنزويلا وكوبا.