وجه الرئيس السوري بشار الأسد أمس انتقادات لاذعة باتجاه الإدارة الأمريكية التي فشلت في فرض مقاربتها لإحلال السلام في منطقة الشرق الأوسط لصالح منطق الأمر الواقع الذي يفرضه الاحتلال الإسرائيلي الماضي في مخططاته الاستيطانية والتهويدية دون أن يجد رادعا على ذلك. واعتبر الرئيس بشار الأسد في حديث مطول نشرته صحيفة ''لاريبوبليكا'' الإيطالية أن الولاياتالمتحدةالأمريكية فقدت تأثيرها على مسار السلام في الشرق الأوسط وأكثر من ذلك خيبت الآمال التي كان أثارها الرئيس الأمريكي باراك اوباما لدى مجيئه إلى البيت الأبيض لإحلال السلام في المنطقة. وقال إن ''الولاياتالمتحدة لم يعد لديها نفوذ لأنها لا تفعل شيئا من أجل السلام رغم أنها تبقى الدولة العظمى الوحيدة'' في العالم. وأضاف أن ''الرئيس الأمريكي باراك اوباما أحيا آمالا لكن لم يعد بوسعنا الانتظار... فقد بدأت ملامح حقبة زمنية جديدة تتضح في وقت بدأت فيه قوى إقليمية تعمل من أجل إعادة رسم نظام جديد في المنطقة''. وجاءت انتقادات الرئيس الأسد بعدما أصبحت استراتيجيات كل من الولاياتالمتحدة وإسرائيل لا تسيران على نفس الخط في ظل الرغبة الأمريكية المؤمنة بضرورة إقامة دولة فلسطينية مستقلة لحماية الأمن القومي الأمريكي في مقاربة تصر حكومات الاحتلال على رفضها وهي لا تضيع مناسبة إلا وعملت على تقويض كل مسعى لعملية السلام من شأنه أن يحيي مفاوضات متعثرة منذ سنوات. وأشار الرئيس السوري إلى بروز سياق زمني جديد في كل العالم وليس في المنطقة فقط بظهور دول صاعدة مثل الصين والبرازيل اللتان لم تعد تنتظران أن تقوم الولاياتالمتحدة بتوزيع الأدوار'' مشيرا في هذا السياق إلى تنامي الوعي بأن الولاياتالمتحدة وأوروبا فشلتا في احتواء مشاكل المنطقة. وسبق للأسد أن انتقد الاتحاد الأوروبي بسبب فشله في لعب دور باتجاه إنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي والإسرائيلي العربي في عمومه وأعاب على الدول الأوروبية التزامها الصمت إزاء الاعتداءات الإسرائيلية الممنهجة ضد الشعب والأرض الفلسطينية. وهو الفشل الذي قال بشأنه الرئيس الأسد انه فتح الباب أمام قوى أخرى للعب دور لطالما احتكرته الإدارات الأمريكية المتعاقبة لكنها لم تنجح جميعها في تحقيق أي تقدم يذكر. وقال أن ''الجميع يريد أن يكون له دور في هذه المنطقة ولروسيا أيضا مصالحها وأضاف أن ''روسيا بصدد إعادة تأكيد دورها والحرب الباردة هي رد طبيعي على محاولة أمريكا الهيمنة على العالم''. من جهة أخرى ولدى سؤاله حول العلاقات مع إسرائيل قال الأسد إنه ''إذا كانت إسرائيل مستعدة لإعادة الجولان فلن نقول لا لمعاهدة سلام''. وأضاف ''وحده اتفاق سلام شامل سيرسي سلاما حقيقيا أي اتفاق لا يساهم في تسوية القضية الفلسطينية سيكون أقرب إلى هدنة منه إلى سلام''. وفي الوقت الذي أكد فيه الرئيس الأسد أن الولاياتالمتحدة فقدت نفوذها على مسار السلام في الشرق الأوسط أعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس عن قرب إجرائه زيارة إلى واشنطن للقاء الرئيس باراك اوباما. وقال انه تلقى دعوة من دون تحديد تاريخ معين لزيارة الولاياتالمتحدة قد تكون الشهر المقبل. ويسعى الرئيس الفلسطيني إلى افتكاك التزامات من الإدارة الأمريكية بدعم إقامة الدولة الفلسطينية خاصة وأن موفدها إلى المنطقة جورج ميتشل كان قد نقل في آخر زيارة له إلى الأراضي الفلسطينية إلحاح واشنطن على إثارة كل قضايا الوضع النهائي في غضون عامين قصد التوصل إلى حل الدولتين فلسطينية وإسرائيلية تتعايشان جنبا إلى جنب.