كشفت إحصاءات حديثة صادرة عن الديوان الجزائري للإحصاءات، أن نسبة العزوبية في الجزائر بلغت 30 بالمائة في أوساط السكان الذين يفوق سنهم ال 15 سنة، أي أن 9 ملايين جزائري من الجنسين هم عزاب. وفي هذا الإطار، فقد بلغت نسبة العزوبة في صفوف الرجال 5,32 بالمائة وهو ما يعادل نحوخمسة ملايين أعزب، في حين قدرت في صفوف النساء فوق 15 سنة ب27 بالمائة أي نحو4 ملايين امرأة عزباء. وحسب نفس الإحصاءات فقد شهد معدل الزواج هو الآخر ارتفاعا محسوسا، حيث كشفت الأرقام أن معدل سن الزواج لدى الذكور في 1966 كان لا يتعدى 2,23 سنة قبل أن يرتفع في سنة 1977 إلى 3,25 سنة، بينما بلغ في سنة 7 1987,27 سنة ليصل مع سنة 1998 حدود ال 3,31 سنة، ثم 0,33 سنة في ,2002 كما وصل معدل الزواج في 2008 إلى 35 سنة. أما بالنسبة للنساء، فقد كان معدل زواج المرأة سنة 1966 لا يتعدى ال1,18 سنة قبل أن يرتفع إلى 9,20 سنة في ,1977 ثم 7,23 سنة في سنة ,1987 و6,27 سنة خلال سنة 1998 و6,29 سنة في سنة ,2002 فيما بلغ 32 سنة فما فوق خلال 2008. وقد كشفت دراسة حديثة أجراها باحثون جزائريون بالاشتراك مع خبراء من منظمة التنمية التابعة للأمم المتحدة، أن نسبة العزوبية بين فتيات الجزائر تصل إلى 1,31 بالمائة، فيما تبلغ نسبة المطلقات 9,36 بالمائة، بينما كانت نسبة المتزوجات 4,29 بالمائة. وأظهرت عملية مسح حول الصحة والعائلة أجراها الديوان الجزائري للإحصاء على عينات من الشباب، أن موضوع الزواج في صلب اهتمامات الشباب الجزائري، ويعتبرون أن السن المثالية للزواج بالنسبة إليهم تكون من 25 سنة فما فوق، في حين فضلوا أن تكون السن لدى الفتيات من 20 سنة فما فوق. ويفسر العديد من الباحثين الاجتماعيين هذه الظاهرة بالتحولات التي طرأت على المجتمع الجزائري، حيث باتت المرأة أكثر حرية في إدارة شؤون حياتها بعد أن ضمنت منصب شغل ورصيدا ماليا في البنك، ما جعل الزواج وتكوين أسرة كأولوية يتراجعان إلى المرتبة الثانية أو الثالثة في حياة المرأة الجزائرية لصالح ما بات يعرف اليوم بالعنوسة الاختيارية. لقد أصبح الطموح العلمي للفتاة من العوامل الرئيسية التي أدت لتفشي ظاهرة العنوسة وسط الجزائريات، حيث ترفض المرأة الزواج ممن يتقدم إليها حتي تحصل على الماجستير والدكتوراه، وتبقي على هذه الحال حتي يفوتها قطار الزواج وتجد نفسها في الأخير عانساً، فالكثير من النساء من هذه الفئة اخترن طواعية أن يكن عانسات لأنهن يرفض الزواج بمفهومه الحالي أي وسيلة لتسلط الرجل على المرأة وإحكام سيطرته عليها وعلى ممتلكاتها. من ناحية أخرى، وبعيدا عن العنوسة الاختيارية التي لجأت إليها بعض الفتيات أو حتى الشباب الذين فضلوا التحصيل العلمي والتدرج في المراتب المهنية العليا، نجد أن أغلب من استكانوا للعزوبة الاضطرارية فعلوا ذلك لأسباب اقتصادية بحتة، وأمثال هؤلاء يحذر الأخصائيون الاجتماعيون بأنهم يقعون فريسة الكثير من الأمراض الاجتماعية وأغلبهم يلجأون إلى التحرش الجنسي كوسيلة لإفراغ مكبوتاتهم، وإلى العلاقات غير الشرعية مما يفسر العدد الكبير من الأطفال غير الشرعيين الذين تتحملهم الدولة الجزائرية على عاتقها، وبروز من ناحية أخرى ظواهر أخرى دخيلة على المجتمع الجزائري كالمخاذنة وهي معايشة الطرف الآخر دون رباط شرعي أو عقد، وهو ما يدخل في إطار الزنا، ناهيك عن تفشي ظاهرة الزواج العرفي في الأوساط الجامعية بشكل وهيب وهو ما يهدد أواصر الأسرة بالتفكك وبالأمراض الاجتماعية وهو واقع يدعو الخبراء والأخصائيين إلى دراسته وإعطاء الحلول للحفاظ على الأسرة بمفهومها الصحيح .