يتواجد في الجزائر أزيد من 18 مليون شاب أعزب من الجنسين، منهم 11 مليون امرأة وسبعة ملايين رجل تجاوزوا سن الزواج ولم يتمكنوا من تكوين أسرة مما يتسبب حسب المختصين في عدم استقرار اجتماعي تنجرّ عنه انحرافات أخلاقية بات الشارع الجزائري مسرحا لها * كشفت دراسة أعلن عنها مركز إعلام وتوثيق حقوق الطفل والمرأة في إطار التحقيق الجزائري حول صحة الأسرة، أن 50 بالمائة من الشباب الجزائري صرفوا تفكيرهم عن الزواج بسبب مشاكل اجتماعية واقتصادية تعرضوا لها حالت دون تمكينهم من تحقيق حلم بناء الأسرة وإنجاب الأطفال، منهم 55 بالمائة من الوسط الحضري و45 بالمائة من الريف. وأضافت الدراسة أن 43 بالمائة من هؤلاء الشباب يفكرون جديا في الهجرة بشتى الطرق القانونية والسرية، 36 بالمائة منهم بسبب البحث عن عمل، و42 بالمائة بهدف تحسين ظروف الحياة، بينما أكد 4 بالمائة أنهم يريدون الهجرة من أجل الزواج بأجنبية توفر لهم فرصة العيش الكريم. * ومن جهته، أكّد رئيس الجمعية الخيرية لتزويج الشباب الجزائري "الموقوفة"، الشيخ شمس الدين، "أن الشباب الجزائري أجبر على العزوبية.. فهو مطالب بإكمال دراسته ثم أداء الخدمة الوطنية، وبعدها البحث عن عمل، ثم تأمين مسكن يؤثثه، وبعدها يفكر في تكاليف العرس التي لا تقل في الأعراف الجزائرية عن 50 مليون سنتيم ثم.." هذه كلها عراقيل تجعل من الزواج -حسبه- كابوسا حقيقيا يعزف عنه الشاب البسيط الذي بات الزواج بالنسبة له "من الأحلام التي يصعب تحقيقها". * وللتخفيف من هذا العبء، طالب العديد من رؤساء الجمعيات المدنية وحقوقيون بإنشاء صندوق وطني للزواج، مثلما هو معمول به في الدول الخليجية تساهم فيه وزارة الشؤون الدينية والأوقاف بأموال الزكاة، كما تساهم فيه جميع الوزارات والمؤسسات الرسمية بقدر من المال سنويا. كما يكون هذا الصندوق مفتوحا لتبرعات المواطنين بالأموال والتجهيزات المنزلية. وراهن المطالبون بالصندوق أنه سيحل مشكلة ثلث الشباب الأعزب الذي يجعل من تكاليف العرس وتأثيث البيت هاجسا وهاجسا يحول بينه وبين الزواج. * * الجزائر تحتل صدارة العزوبية بعد لبنان عربيا * الأرقام التي أشرنا إليها سالفا تؤكد أن قرابة 75 بالمائة من الشباب الجزائري من الجنسين دخل سن الزواج وهو في حالة عزوبية، وهو ما يجعل الجزائر من أكثر البلدان العربية عزوبية بعد لبنان التي مست نسبة العزوبية فيها 95 بالمائة من الذكور، و83 بالمائة من الإناث ما بين 25 و30 سنة، حسب أرقام وزارة الشؤون الاجتماعية والصحة اللبنانية، كما رصدت دراسة عربية بينت أن العزوبية مست 60٪ من المجتمع السعودي و50 بالمائة من الشباب السوري الذين لم يتزوجوا بعد، بينما لم تتزوج 60٪ من الفتيات اللواتي تتراوح أعمارهن ما بين 25 و29 عاماً. أما في مصر فقد أكدت دراسة صادرة عن المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية أن نسبة غير المتزوجين من الشباب من الجنسين بلغت عموما حوالي 30٪، وبالتحديد 29.7٪ للذكور و28.4٪ للإناث، وأشارت نتائج دراسة أردنية مماثلة إلى تأخر عمر الفتيات عند الزواج الأول إلى 29، مقابل 31 سنة لدى الذكور. وفي تونس، أشارت إحصائيات جديدة قامت بها مصالح الأسرة التونسية إلى أن ٪% من المنتمين إلى الفئة العمرية (25- 29) عزاب.