أفرزت نتائج انتخابات ممثلي حزب جبهة التحرير الوطني في تجديد هياكل المجلس الشعبي الوطني أسماء جديدة، وسحبت البساط من أخرى كانت مرشحة للفوز بمنصب نائب الرئيس الذي لم يستطع كل من محمد عليوي ومحمد الصغير قارة العودة إليه من جديد، بعد أن اختار الصندوق من يحل مكانهما، وهما اللذان فاز أحدها بعهدة العام الأول من العهدة البرلمانية والآخر بالأعوام التي تلته. واستطاع مسعود شيهوب وعبد القادر مشبك وبوطالب عز الدين أن يفوزوا بمنصب نائب رئيس المجلس الشعبي الوطني، في حين لم يحالف الحظ الأمين العام لاتحاد الفلاحين الجزائريين محمد عليوي للحفاظ على هذا المنصب، إضافة إلى أن الوزير السابق للسياحة محمد الصغير قارة فشل هو الآخر في العودة إلى هذا المنصب، وهو الذي كان أول من تقلد منصب نائب الرئيس عند بداية هذه العهدة التشريعية، كما أن الصندوق لم يبتسم للكاتب والإعلامي محمد بوعزارة ممثل منطقة الجنوب في الفوز بمقعد نائب الرئيس. وبخصوص انتخابات رؤساء اللجان، فقد أبعدت نتائج الاقتراع عضو المكتب السياسي عبد الحميد سي عفيف من جديد عن رئاسة لجنة الشؤون الخارجية وهو الذي كانت له عهدتين فيها بالرغم من النشاطات التي قدمها، حيث اختار النواب رقيق بن ثابت عن جهة الغرب ليكون رئيسا لها، في حين عادت لجنة الشؤون القانونية لحسين خلدون ولجنة الدفاع ليرفع محمد، أما لجنة المالية فقد تمكن محمد كناي من الحفاظ على رئاسته لها. وجرت العملية في أجواء من الهدوء والانضباط بإشراف من رئيس المجموعة البرلمانية للحزب في الغرفة السفلى العياشي دعدوعة، حتى أن بعض الأسماء المترشحة حالت دون تحقيق مبتغاها في الظفر بمنصب فارق في الأصوات لم يتعد أصابع اليد الواحدة، على غرار الطاهر خاوة، محمد ضيف، أحمد خمنشول وحليمة لكحل. وقد ترشح 89 نائبا ل 15 مقعد ا في المجلس الشعبي الوطني من نصيب الافلان الممثل ب 163 نائب شاركوا كلهم في عملية الاقتراع التي جرت صبيحة الخميس الماضي، عشرون منهم صوتوا عن طريق الوكالة. وكان الأمين العام للحزب عبد العزيز بلخادم قد طالب نوابه عشية هذه الانتخابات بتجنب الوشاية والطعن في الظهر، والقبول بديمقراطية الصندوق، مبينا أن عملية تجديد هياكل المجلس الشعبي الوطني ومجلس الأمة تعتبر ''ظاهرة صحية وعائقا في الوقت ذاته بالنسبة للأفلان''، وأن الترشح لنيل مراكز مسؤولة أمر يفتخر به الحزب، إلا أنه من غير المقبول أن يصبح الوصول لهذه المراكز عن طريق الوشاية. وقال بلخادم ''إذا كان التقدم للوصول إلى مقاعد المسؤولية مفخرة، والامتثال للعملية الديمقراطية مقبول، ولكن ما هو غير مقبول أن نسيء إلى بعضنا البعض في عملية الوصول لهذه المقاعد''، مضيفا ''إياكم والإساءة إلى بعضكم البعض''.