يعتبر الباحث الناقد المسرحي جمال الشايجي بأنه لا توجد طريقة محددة مضبوطة القواعد والمقاييس فيما يخص وضع المسرحيين العرب، على خط التعاطي مع القضايا والأزمات العربية الشائكة، موضحا بأن المسرحيين غير مرتبطين بوجود مسرح عربي، لأنه في الأساس يتناول ويحاكي مشاكل وأزمات ومآسي وقضايا بلاده بشكل أعمق. وأفاد ذات المتحدث بأن مايتقصنا اليوم هو الدعم المستمر من السلطات والهيئات العمومية المؤمنة والمخلصة. كما أكد الشايجي على حاجة المسرح العربي مثل أي حركة نضالية أوفنية إلى الطاقة الشابة التي تبحث وتهتم بهذا المسرح وتؤمن به. وبعدها يقول سينشر هؤلاء الشباب ما يتملكهم من مشاعر إن كانت قومية أووطنية وسيعملون على إيصالها للآخرين بأبسط وأفضل وأحسن السبل والوسائل. كما عرج الباحث الكويتي إلى ندرة النص المسرحي، مستذكرا عديد الكتاب والروائيين الذين اثروا مكتبة المسرح العربي، على غرار محفوظ عبد الرحمان، سعد الله ونوس، أحمد باكثير، توفيق الحكيم، ألفير فرج، سعد الدين وهبي، سعد الدين المدني، محمود تيمور ومحمد الشرقاوي.. هؤلاء الذين قال محدثنا كانوا ولا يزالون يديرون الدفة نحو قضايانا وهمومنا ومآسينا، وعلى هذا الأساس تمنى محدثنا من الاكادميين المغاربة والمشارقة والمتخصصين في تعليم الفنون والمسرح إلى الارتقاء فوق القضايا الشخصية، والنظر إلى القضايا التي تهم قضايا الشعوب المصيرية، كما دعا الدول العربية إلى دعم المسرح الجاد الذي يتناول قضايا التنمية، وكذلك ركز على أهمية فتح الورشات التكوينية التي اعتبرها مهمة للشباب الهاوي والمبدع، وهي مكان لاكتشاف هذه الإبداعات، التي ستستفيد وبلا شك منها قضايا الأمة، وكإسقاط قال جمال الشايجي ''كان بريخت العقل الكبير وكذلك العقل الصغير، حيث عمل مسرحية للأطفال حملت اسم ''كيف تقول نعم وكيف تقول لا'' كي يعلمهم ويزرع فيهم ثقافة الاختيار، ومعنى الاختيار، وكيفية الاختيار، ومتى تدافع عن هذا الاختيار، ونحن في أمس الحاجة إلى أطفال يعرفون كيف يختارون ومتى يختارون. هنا وعندما نبدأ بالطفل الذي سيصبح شابا ثم رجلا، وهذا الرجل الذي سيصبح صاحب مكانة مهمة وفاعلا في مجتمعه، سيعرف كيف يساعد في حل قضايا مجتمعه بصورة أكثر وعيا، ويلامس الخلل بطريقة أكثر دقة، ليضع لها الحل الصحيح والشامل.