عقد أمين اللجنة الشعبية العامة الليبية البغدادي المحمودي ورئيس الوزراء الموريتاني مولاي ولد محمد الأغظف أول أمس السبت اجتماعا موسعا بنواقشط لبحث سبل دعم تعزيز العلاقات الثنائية والتعاون المشترك بين البلدين، في وقت رجحت بعض الأطراف أن يكون هذا اللقاء محاولة من طرابلس للقيام بوساطة بين مالي وموريتانيا، خاصة وأن الدول الثلاث منضوية تحت تجمع دول الساحل الصحراوي التي تضم الجزائر أيضا. وحل المحمودي بنواقشط مساء السبت الماضي في إطار زيارة عمل ووساطة بين موريتانيا ومالي، على حسب ما ورد في صحيفة ''أويا'' الليبية التي قالت إن الرجل البارز في نظام العقيد معمر القذافي الذي قدم إلى موريتانيا من العاصمة المالية باماكو يسعى لاحتواء التوتر الذي ساد العلاقات بين نواقشط ونيامي على خلفية العمليات العسكرية التي جرت بمشاركة قوات فرنسية وموريتانية على الأراضي المالية أواخر الشهر الماضي، وكذا بسبب إقدام مالي في فيفري الماضي على إطلاق سراح أربعة إرهابيين كانوا بسجونها، هم جزائريان وموريتانيان، وذلك من أجل إفراج التنظيم الإرهابي المسمى ''القاعدة في بلاد المغرب'' عن الجاسوس الفرنسي بيار كاميت الذي اختطفه في 26 نوفمبر ,2009 ما أدى بموريتانيا إلى استدعاء سفيرها في مالي للتشاور، والذي لم يعد إلى هناك إلى الآن. ورأت الوكالة الموريتانية للأنباء أن زيارة المسؤول الليبي تدخل في إطار تبادل الزيارات بين البلدين لتوطيد علاقات التعاون بينهما في مختلف المجالات، بما يخدم الأهداف المنشودة في تحقيق آمال الشعبين الشقيقين تنفيذا لتوجيهات قائديهما، وإلى متابعة اتفاقيات التعاون المبرمة بين البلدين والدفع بها إلى الأمام، ومتابعة ما تم التوصل إليه خلال الدورة الثانية للجنة العليا المشتركة الموريتانية الليبية، لكن أوساطا سياسية مطلعة في موريتانيا أكدت أن المحمودي البغدادي أجرى مشاورات مع القيادة الموريتانية بشأن وساطة ليبية مرتقبة في ملف التوتر القائم بين نواكشوط وباماكو. ولم تؤكد السلطات الليبية رسميا نبأ الوساطة الحالية، كما ترفض نواقشط الاعتراف بوجود أزمة بينها وبين مالي رغم أن البلدين دخلا في قطيعة تامة منذ حادثة الجاسوس الفرنسي. ويصف الإعلام الموريتاني الحالة التي يعيشها البلدان بأنها أقصى توتر بلغته علاقات البلدين منذ أحداث 1992 الدامية التي سقط فيها قتلى من الجانبين بعد مواجهات حدودية عند نقطة لبيزي، واندلعت بعد عبور المتمردين الطوارق للأراضي المالية باتجاه موريتانيا بعد تنفيذهم لهجوم دام على أحد الأسواق الرئيسية بجمهورية مالي والتورط في اغتيال عسكريين ونهب بعض الممتلكات.