كشف نور الدين بن براهم القائد العام للكشافة الإسلامية الجزائرية عن مساع حثيثة للصلح مع الجماعة المنشقة، قامت بها أطراف من داخل الكشافة وخارجها وبطلب من هذه الجماعة، التي قال إنها تريد دخول الصف عشية الدورة الطارئة للمجلس الوطني التي تبقى الأنظار مشدودة إليها اليوم. بن براهم الذي بدا جد مرتاح، قال إنه يرفض عودة الجماعة وأصر على أن الأمر يتعلق بسمعة الكشافة وصورتها، وتحدث عن كل أطوار هذه القضية وخلفياتها في لقاء صريح خص به '' الحوار '' . كيف هو الوضع الآن على مستوى الكشافة بعد أسبوع من سحب الثقة التي قام بها بعض القادة ضدكم؟ الكشافة الإسلامية الجزائرية تتمتع بسلامة وعافية في كل هياكلها، وقد اجتمعت القيادة العامة ومجلس الإدارة والمحافظين الولائيين وقررنا عقد دورة طارئة للمجلس الوطني باعتبارها الإطار الشرعي والأعلى بين مؤتمرين من الناحية النظامية، وباعتبارها أيضا الإطار الشرعي لكل القيادات الذين سيلتقون اليوم بفندق الأروية الذهبية لإزاحة كل هذا الغبار وهذه الضجة والتي نعتبرها خارجة على أطر وأخلاق الحركة الكشفية من حيث تمويلها ومصادرها. الكشافة الإسلامية ككل التنظيمات كانت لها دائما مشاكلها لكنها كانت تعالج في الأطر النظامية، ونحن عقدنا دورة المجلس الوطني أيام 28 ,27 ,26 فيفري الماضي وتم مناقشة كل الأمور بدءا من الحصيلة والأمور المالية والبرامج والآفاق، والوضع غير القانوني الحالي سيعالج من خلال هيئة رسمية هي المجلس الوطني، ونضبط أمورنا خصوصا مع الدخول الاجتماعي لنكون في مستوى ما هو منتظر منا بعد عودة الأطفال من المخيمات الكشفية وحلول شهر رمضان المبارك، أعتقد أن ما اصطلح عليه بالأزمة أو خروج بعض القيادات التي جعلت من أعمدة الصحافة فضاءات للدخول في حملات غير أخلاقية وغير نظيفة أن سلطة ونظافة المجلس الوطني ستكون بمثابة الهيكل الذي سيحتوي كل هذه الأمور. ما هي أهم النقاط المدرجة في جدول أعمال هذه الدورة؟ ستكون هناك نقطة واحدة وهي الوضعية الحالية للكشافة بعد الأحداث الأخيرة، والتي ستناقش من منظور قانوني لأننا لا نؤمن بمنطق اللاعقوبة لأنها في مثل هذه الحالات وبهذه الحدة ستؤسس للفوضى، ولا منطق القيادة، ويصبح '' كل من يؤلمه رأسه في مكان ما يسمي نفسه قائدا عاما '' ، وسنتناقش مطولا في هذه النقطة كما سنضع مصلحة الحركة الكشفية ووحدتها كهدف إستراتيجي مهما كانت نتائج هذه الدورة، الكشافة ستبقى موحدة ورسالتها صافية للمجتمع، وأيضا هذه '' المعركة الفنجانية '' التي قام بها بعض الأشخاص ستعرف نهايتها. ماذا عن لقاء السبت القادم بدار العمال؟ بالنسبة للقاء الوطني للإطارات والشباب نحن برمجناه مع المركزية النقابية منذ وقت، وجاء بعد لقاءات جهوية عديدة لدعوة الإطارات الكشفية وكل إطارات المجتمع المدني ومن خلالهم كل الشباب، وجعل أبواب الحوار بين الشباب والسلطات العمومية والحديث عن قضايا مهمة كالشغل والتكوين والحوار مع المنتخبين المحليين ... نفهم من كلامكم أن ما وعدتم بكشفه لن يتم، وموضوع الأزمة لن يطرح في هذا اللقاء؟ والله كل شيء ممكن ويوم 30 من الشهر الجاري سيجتمع أكثر من 2000 إطار من قيادات الحركة الكشفية على المستوى الوطني، وهذا اللقاء سيكون دليلا على سلامة الكشافة الإسلامية ومصداقية قيادتها وقائدها العام، وهذا بطبيعة الحال مؤشر من مؤشرات الانسجام بين القيادات الكشفية التي هي أعمق من بعض القيادات الذين يقومون بالفوضى والشغب داخل صفوف الكشافة. اتهمت صراحة حزبا سياسيا كبيرا بالوقوف وراء عملية الانشقاق وقلت إنك تملك الأدلة الدامغة، هل لنا أن نعرفها وهل ستكشفها يوم السبت؟ سأرجئ الرد على هذا السؤال إلى يوم 30 أوت الجاري للجواب عنه بشكل واضح. مادامت الكشافة الإرث الحضاري لكل الشعب الجزائري مستهدفة من طرف جهة سياسية كما تقول، أليس من مسؤوليتكم كشفها للرأي العام ولما لا الاقتصاص منها بالقنوات القانونية؟ الكشافة منذ أن وجدت في 1936 تعايشت مع جمعية العلماء المسلمين وتعايشت مع حزب الشعب الجزائري، وتعايشت أيضا مع جبهة التحرير الوطني والتعددية السياسية، لأنه يجب أن نتسم بأسلوب التحيين ولا يمكنك أن تقول أنا هكذا والمجتمع يتحول أمامك، وقد تعايشنا مع جميع التيارات السياسية، ولم يكن هناك أي مشكل لكن السطو على الكشافة وابتلاعها بهذه الطريقة ومن أي جهة كان مرفوضا مهما كان الحزب والجهة السياسية، لأنه لا يمكن تحزيب المدرسة لأن الكشافة ملك الشعب الجزائري وإن كانت بعض القيادات تعمل على انحراف هذا الإرث، لا أعتقد أن الشعب والدولة الجزائرية سيسمحان بذلك، ومادمت منتخبا من طرف كل إخواني وفق قوانين الجمهورية سأقف لأجعل من الكشافة منظمة مستقلة عن كل التيارات السياسية ومرتبطة مباشرة بالدولة الجزائرية. المنشقون يقولون إنهم يملكون فواتير ووصولات تثبت التجاوزات المالية التي يتهمونك بها. كل هذه الوثائق وهذه الأدلة التي يتحدثون عليها منذ ستة أشهر، هذه المجموعة شاركت في المصادقة والنقاش والتسيير معي كقائد عام للكشافة الإسلامية الجزائرية على الحصيلة المالية والأدبية، ولدي كل الأدلة التي تثبت ذلك، كما تثبت تزكيتي كقائد عام من طرف هذه المجموعة وتثبت النسبة العالية للعدالة والشفافية في توزيع اللباس الكشفي على القواعد الكشفية التي سيصل عددها إلى 117 ألف بذلة وزعت مجانا، في تصوري كل ما قيل هو تغليط للرأي العام عن كل ما يحدث في الكشافة لأن الحقيقة ليست هذه، والجماعة المنشقة هي نفسها التي كانت تقول إن القائد العام هو مثال الصدق والطهر والنظافة وحتى أنهم كانوا يريدون ترشيحي في مناصب أكبر وأسمى. أما بالنسبة لحساباتنا المالية كلها مضبوطة ومدققة ومصادق عليها من طرف عين من أعين الدولة ألا وهو محافظ الحسابات الذي يعمل باسم الدولة، وكلها مقدمة أمام السلطات العمومية وهي وزارة المالية والداخلية ووزارة الشباب والرياضة ورئاسة الحكومة، نحن لا نعمل في غابة نحن نعمل مع مؤسسات رسمية وتحت أعين الدولة وليس لدي أي مشكل لأني أعمل رفقة القيادة في إطار الشفافية. خصومك اتهموك بمحاولة ابتزاز الرئيس من أجل الاستوزار كيف ترد على ذلك؟ أنا شخصيا انتخبت في أول برلمان تعددي في جوان من سنة ,1997 ثم انتخبت من طرف إخواني قائدا عاما في نوفمبر من نفس السنة، ولم أستغل قط منصبي كقائد عام من أجل الحصول على مناصب سياسية، الإخوان في القيادة رأوا أنه لابد من شخصية تقدم للحركة الكشفية الاحترام وتحظى باحترام السلطات وقادرة على تحقيق المكتسبات واختاروني وأنا فخور بذلك، أما علاقتنا برئيس الجمهورية فهي علاقة قناعة انطلقت منذ أن تولى الرئاسة، كنت شخصيا معينا ممثلا شخصيا له ومديرا لحملته الانتخابية في 1999 على مستوى العاصمة في نفس الوقت، وكانت هذه ثقة كبيرة تشرفت بها وتقاسمتها مع عدد من الجمعيات والأحزاب السياسية وكان هناك انسجام، وواصلنا على هذا النهج في تطبيق برنامج رئيس الجمهورية خصوصا ما تعلق بالشباب، نحن لسنا مطالبين بأن نكون - وأستسمح القارئ الكريم على هذا التعبير- مثل '' المداحات '' نحن لدينا قناعة ومبدأ واحترافية في العمل ورئيس الجمهورية ندعمه منذ الأمس واليوم وغدا، نحن دعونا إلى عهدة رئاسية ثالثة وكنا من الأوائل الذين دعوا إلى ذلك ولازلنا نطالبه بذلك وسنعمل معه بعد ذلك هذه قناعتنا وقناعة المجموعة الوطنية. سمعنا بأن هنالك مساع للوساطة والصلح من بعض الأطراف هل تؤكد ذلك؟ نعم الجماعة المنشقة بدأت تتراجع، وهي الآن تبحث عن الصلح وهناك مساع من قبل الكثير من الأطراف التي اتصلت بي وطلبت ذلك. هل لنا أن نعرفها؟ أقول إنها من داخل الكشافة ومن خارجها. وكيف ستتعامل معها.. هل ستقبل الصلح؟ أعتقد أن الأمر أصبح يتجاوزني الآن، وهو ليس من باب أقبل أو لا أقبل، الأمر يتعلق بحرمة وقدسية الكشافة، والأشخاص الذين يطلبون الآن الصفح أساءوا كثيرا إلى الكشافة وشوهوا صورتها الناصعة، وأعتقد أنه من العدل معاقبتهم حتى لا تتكرر هذه الأمور، وكما قلت لك نحن في الكشافة لا نؤمن بمنطق اللاعقوبة لأنه منطق يؤدي حتما للفوضى والتسيب. أما بالنسبة لبعض المحافظين الولائيين الذين غرر بهم إن صح التعبير فهؤلاء اتخذنا في حقهم بعض الإجراءات، وهي التوقيف مع الاستفسار وبعد ذلك لكل حدث حديث. هل يعني أن القادة المنشقين فصل في أمرهم؟ هؤلاء مفصولون وكما قلت قد أساءوا كثيرا للمنظمة، وإن أرادوا العودة فعليهم بعقد ندوة صحفية يعترفون فيها للرأي العام بأنهم قد شوهوا صورة الكشافة، ويتحدثوا عن الجهات التي حركتهم ثم بعد ذلك نتحدث عن الرجوع. كلمة أخيرة لا يجب صرف الرأي العام إلى مثل هذا النوع من المسلسلات اللاتينية، أعتقد أن الألعاب الأولميبة انتهت، من حقق الميدالية فقد حقق، ومن لم يفلح عليه بالمزيد من العمل لتحقيق ذلك، وكذلك الشأن بالنسبة للألعاب الكشفية التي جرت طيلة الأسبوعين الماضيين، وموسم اللهو قد انتهى والناس تحضر للدخول الاجتماعي كما يقال بالدارج '' الواحد يستحي شويا على عرضو '' .