لازالت الأمور تتجه نحو التعقيد في بيت الكشافة الإسلامية بعد عملية سحب الثقة من القائد العام الحالي نور الدين بن براهم التي أعلن عنها أعضاء من القيادة العامة بمعية أعضاء من المجلس الوطني، والذين لوحوا هذه المرة باللجوء إلى القضاء من أجل تصحيح الأوضاع والخروقات التي وصفوها بالخطيرة واتهموا بن براهم بارتكابها خلال عهداته الثلاث التي قضاها على رأس المنظمة الكشفية . وقال خليفة كلون عضو القيادة العامة المكلف بالتدريب سابقا بعد تجميد عضويته رفقة الأعضاء المنشقين من طرف بن براهم، أن عملية سحب الثقة التي قاموا بها وتشكيليهم للهيئة الوطنية لتقويم الكشافة هي رد فعل متوقع وإفراز طبيعي على تصرفات بن براهم التي وصفها بالخطيرة والأحادية والمسيئة للمنظمة الكشفية . وبخصوص الأوراق التي ستلعبها جماعته للإطاحة ببن براهم قال ذات المتحدث أنها تعكف حاليا على إتمام نصاب الثلثين القانوني من أجل عقد دورة طارئة للمجلس الوطني تحضيرا لعقد مؤتمر استثنائي في أقرب الآجال، مضيفا أن أكثر من نصف أعضاء المجلس الوطني الحالي يؤيدون عزل بن براهم، هذا الأخير الذي قال إنه يتعمد تبرير فشله باتهام رئيس حزب كبير بالوقوف وراء العملية من أجل الاستيلاء على أموال المنظمة . ونفى ذات المتحدث أن يكون للأمر علاقة بأي حزب كان محاولا التأكيد في نفس الوقت على أن الأمر شأن داخلي يخص أبناء المنظمة الذين قال أنهم سئموا من سياسة التهميش والإقصاء التي قال إن بن براهم يمارسها ضد إطارات وقيادات المنظمة، مضيفا أن قيادات المنظمة خليط من أحزاب متعددة على غرار حمس والأرندي والأفلان. كما شكك ذات المتحدث أن يتمكن بن براهم من جمع كل المحافظين الولائيين رفقة 2000 كشاف في نهاية الشهر الحالي بالعاصمة، مضيفا أن بن براهم يريد الزج بالأطفال في هذا الأمر من خلال جمع الأطفال الكشفيين في اللقاء الذي يريد تنظيمه بدل دعوة القيادات والمحافظين الولائيين. وفي الجانب الآخر وصلت عدة بيانات مساندة من بعض المحافظات الولائية الداعمة لبن براهم على غرار محافظات سطيف والبليدة والبيض وتمنراست ومستغانم وورقلة وبسكرة والمدية، الذين أعلنوا دعمهم لبن براهم ورفضهم للانقلاب الذي أعلن بعض القياديين وتنديدهم لما أسموه بنشر غسيل المنظمة خارج الأطر النظامية والرسمية. وبين حرب البيانات والتصريحات الإعلامية تبقى المنظمة الكشفية مسرحا لتصفية الحسابات وتتجه نحو المجهول في ظل إصرار جماعة سرير على الذهاب بعيدا في موضوع سحب الثقة وإصرارها على إدخال الملف إلى ساحة القضاء الأمر الذي سينذر بأن القضية ستعرف تطورات خطيرة خلال الأيام المقبلة