اجتمع أعضاء الحركة الشعبية في جوبا أمس السبت لبحث عددا من السيناريوهات للتعامل مع اجراء استفتاء جنوب السودان بما في ذلك تحديد الموقف من التصويت للوحدة او الانفصال ومواجهة خيار تأجيل الاستفتاء عن موعده بداية العام المقبل. ونقلت صحيفة ''الشرق الاوسط'' اللندنية عن مصادر بالحركة الشعبية قولها: ''ان المكتب السياسي سيبدأ في عملية صوغ عدد من السيناريوهات فيما يتعلق بالموقف من استفتاء جنوب السودان بما في ذلك قضايا الوحدة والانفصال، وكيفية التعامل مع خيار تأجيل الاستفتاء عن موعده في جانفي المقبل، واعلان الاستقلال من داخل برلمان جنوب السودان بعد ان لوحت بآليات أخرى في مواجهة تعطيل الاستفتاء''. من جهته قال نائب الامين العام للحركة الشعبية وعضو المكتب السياسي ياسر عرمان: ''ان الاجتماع تاريخي مهم وسيكون للقرارات التي يتخذها آثار مهمة على الوضع السياسي في البلاد وعلى المسيرة التاريخية للحركة''. واضاف: ''سيتناول الاجتماع بالحوار العميق والجاد الاوضاع السياسية الراهنة والخطوات التي ينبغي عملها خلال ما تبقى من الفترة الانتقالية وقضايا الاستفتاء ودارفور والتحول الديمقراطي'' ، وسيتم كذلك تقويم شامل للمرحلة الماضية منذ آخر اجتماع للمكتب السياسي والتحضير لاجتماع مجلس التحرير الوطني الذي سيعقد في وقت لاحق.واشار عرمان الى ان الاجتماع سيتناول علاقة الحركة الشعبية مع كل القوى السياسية السودانية. في المقابل ، اتهم المؤتمر الوطني بعض قيادات الحركة الشعبية بتأخير ترسيم الحدود بين الشمال والجنوب، وادخال البلاد في حالة من الفوضى وقال امين الاعلام بالمؤتمر الوطني فتحي شيلا للمركز السوداني للخدمات الصحفية الموالي للحكومة: ''ان تهديدات الانفصاليين الغرض منها عرقلة ترسيم الحدود بين الشمال والجنوب، في الوقت الذي يطالبون فيه بقيام الاستفتاء في موعده وهو ما يؤكد الرؤية الضبابية في اتخاذ القرار السياسي لدى غالبية قادة الحركة الشعبية'' .واضاف ''ان بعضا من صفوف الحركة الشعبية تتبادل الادوار في تعقيد المسؤوليات والقضايا الحساسة لادخال البلاد في حالة من الفوضى''. وسكان جنوب السودان مدعوون في التاسع من جانفي الى استفتاء حول استقلالهم قد يؤدي الى انقسام اكبر بلد افريقي.ونص اتفاق سلام 2005 بين المؤتمر الوطني والحركة الشعبية على تنظيم استفتاء على انفصال الجنوب في جانفي ,2011 لكن مفوضية استفتاء جنوب السودان التي كان يفترض ان تكون شكلت في 2008 لم تعلن إلا في جوان الماضي. من جهة أخرى أكدت عدة تقاير اعلامية أنه لم يتبق سوى 150 يوما وينفصل جنوب السودان عن شماله، بعدها بستة أشهر، وفي شهر جويلية2011 تحديدا سيتم الإعلان عن مولد دولة جديدة ذات سيادة، ولها علمها الخاص وجيشها الخاص وعملتها الخاصة وسفارات بالخارج، إضافة إلى اسم جديد يتم التباحث حوله الآن! وأكدت التقاير أن هذا هو خلاصة ما هو متفق عليه في واشنطن، الرسمية وغير الرسمية، بخصوص مستقبل جنوب السودان، واستندت التقاير الى مقابلات مع العديد من الخبراء والمسؤولين المعنيين بالشأن السودان.ورغم أن واشنطن لا تهتم كثيرا بالتاريخ، إلا أن حالات حدوث انفصال دولة لتصبح دولتين على أثر صراعات مسلحة موجودة وحية في ذاكرة الكثيرين هنا، وذكرني عددا من الخبراء ''وكأنهم متفقون على تناول هذه النقطة'' بتجارب عدة دول منها حالة باكستان والهند، وحالة أثيوبيا واريتريا وحالة كوريا الشمالية وكوريا الجنوبية. ووسط ظهور دلائل متزايدة على تردى الموقف الأمني داخل جنوب السودان، وعلى عدم الالتزام بتطبيق بنود أساسية من اتفاقية السلام الشامل التي وقعت بين حكومة حزب المؤتمر الوطني الحاكم في شمال السودان، وبين الحركة الشعبية لتحرير السودان، في الجنوب، ترى الولاياتالمتحدة أن عليها دورا يجب أن تلعبه، مع الجماعة الدولية، وعلى عدة جهات، من أجل دعم التعبير بحرية عن إرادة سكان جنوب السودان، والقيام بما تستطيع من أجل منع العودة إلى تجدد المعارك بين قوات الشمال وقوات الجنوب.