يوسف شقرة رئيس اتحاد الكتاب الجزائريين أرجع الأديب ورئيس اتحاد الكتاب الجزائريين يوسف شقرة أسباب ضعف النشاطات الثقافية التي دأبت كل المؤسسات الفاعلة في الميدان الثقافي من جمعيات ومنظمات على تنظيمها خلال السنوات الفارطة، إلى كون شهر رمضان لهذا العام تزامن مع العطلة الصيفية، حيث تعود الجزائريون أخذ عطلهم السنوية. فمسألة قلة النشاطات الثقافية خلال هذه الفترة بالذات لا تعود، حسبه، إلى أسباب تنظيمية بقدر ما هي مرتبطة بوجود أعضاء المكتب المكلف بتسيير النشاطات الثقافية بذات الهيئة في عطلتهم السنوية. فهم ليسوا، كما قال، بمنأى عن باقي عمال الجزائر الذين يعملون طول العام وينتظرون الفترة الصيفية ليتمتعوا بالراحة والاستجمام. بالإضافة إلى أن هذه المؤسسة التي يجتمع تحت رايتها العديد من الكتاب والأدباء أصحاب القرائح الجادة الذين أناروا بفكرهم وأقلامهم صفحات الفكر والثقافة الجزائرية، ما فتئت أن أثبتت وجودها طول أيام السنة من خلال سلسلة من النشاطات التي قامت بها، فعدم تنظيمها للنشاطات الثقافية خلال هذا الشهر الكريم ليس تقصيرا من القائمين عليها إنما ذلك، يقول يوسف، يرجع أيضا إلى أن أغلب العمال الذين يشتغلون بهذا المنبر الثقافي هم من مناطق خارج الجزائر العاصمة، فكيف يتسنى لهم قضاء شهر الصيام بعيدا عن أسرهم، علما أن شهر الصيام يعمل على جمع أعضاء الأسرة الجزائرية على مائدة الإفطار على خلاف سائر أيام السنة. نفيسة لحرش رئيسة جمعية المرأة في اتصال من جهتها تأسفت نفسية لحرش، رئيسة جمعية المرأة في اتصال، عن النشاطات الثقافية المحتشمة التي تنظم خلال شهر رمضان المعظم، مرجعة الأسباب إلى كون العائلة الجزائرية ''بيتية'' أي أنها تفضل إما البقاء بالبيت خاصة المرأة العاملة أو القيام بزيارة الأقارب والأحبة على ذهابها لحضور نشاط ثقافي معين في مكان ما. كما أن أغلب الشعب الجزائري، تقول نفيسة، يستغل ليالي هذا الشهر الفضيل للتردد على المساجد لصلاة التراويح وقراءة القرآن. ''صراحة، تضيف ذات المتحدثة، عملية تنظيم أنشطة ثقافية خلال رمضان ضرب من الجنون، والمنظم وحده من يتكبد جسامة الخسارة التي يمكن أن تلحقه جراء المصاريف التي ينفقها على كراء الفضاء الذي يحتضن الحفل والمردود الضعيف''. وانطلقت نفيسة في توضيحها هذا من تجربتها الخاصة ''ففي رمضان الماضي نظمت جمعية المرأة في اتصال نشاطا ثقافيا خاصا بالمرأة وقمنا بكراء قاعة سينما بمبالغ كبيرة وأرسلنا ما يزيد على 021 دعوة للنساء في مختلف التخصصات لنتفاجأ أثناء الحفل بإقبال محتشم للمدعوات، وعليه قررت إثرها أن لا تكرر التجربة''. وتعود نفيسة لتلقي اللوم على المؤسسات والهيئات العمومية التي حملتها مسؤولية تنظيم نشاطات ثقافية وأن لا تنحصر في تنظيم حفلات دينية فقط ''أنا لست ضد هكذا حفلات بل يجب أن يكون هناك تنوع في الفعل الثقافي للحديث عن مشاغل الشباب واحتوائهم نفسيا لتقويم اعوجاجهم وإسدال النصح لهم ''. توفيق ومان: رئيس الرابطة الوطنية والمغاربية للأدب الشعبي في سياق مماثل أعرب توفيق ومان، رئيس الرابطة الوطنية والمغاربية للأدب الشعبي، عن استيائه الشديد إزاء تقلص النشاطات الثقافية التي طبعت سهرات ليالي رمضان. فبالنسبة للرابطة، يقول توفيق، فقد سبق أن نظمت، خلال السنوات الماضية، عدة نشاطات منها ''الخيمة الشعرية''، حيث جمعت تحت ظلالها ألمع النجوم في عالم الشعر الشعبي في الجزائر، وصرفت الإدارة المالية التابعة لهذه الهيئة الفكرية أموالا باهظة لإنجاح نشاطنا. ''وفي أحيان كثيرة، يقول توفيق، كنا ندفع من أموالنا الخاصة التي نقتطعها من ميزانية عائلاتنا، لكن ولأن لكل شيء حدود فقد ضقت ذرعا ولم أعد شخصيا أتحمل أعباء الخسارة فيما ينعم غيري ونظرائي في المهنة بخيرات الدولة الجزائرية''، في إشارة منه إلى المؤسسات الثقافية التي تنضح، حسبه، تحت وصاية إدارة وزارة الثقافة والتي صارت كما قال تغرف من حوض أموالها بكل حرية وراحت تسطر برامج مكثفة لاستعراض العضلات، فيما بقيت أغلب الجمعيات، يضيف ذات المسؤول، مكبلة لا تقوى حتى على تنظيم فعل ثقافي بسيط. ''لا نستطيع القيام بالنشاطات ثقافية إذا لم توجد جهة داعمة بالعدة والعتاد خاصة خلال هذا الشهر المعظم، إضافة إلى ما سبق ذكره فالرابطة لا تتوفر على مقر خاص بها يكفل لها حرية تنظيم النشاطات متى استدعت المناسبة لذلك''، وقال توفيق متسائلا ''إلى متى نظل نستأجر قاعات بقيمة مالية معتبرة وبالتنسيق مع أطراف أخرى؟''. الدكتور عاشور فني في حين يرى الدكتور عاشور فني أن ضعف حجم النشاط الفني خلال فترة ليالي رمضان ليست وليدة هذا العام بل هي تقليد اعتدناه في الجزائر منذ سنين خلت، إلا أن ذلك لا يعني أن المثقف الجزائري قد رفع راية الاستسلام، يقول عاشور، بل راح يعوض هذا النقص بالنشر الافتراضي ووزع إبداعاته عبر المواقع الشبكة العنكبوتية، وذلك حتى لا يموت في صمته الرهيب، بالإضافة إلى هذا كله يقول محدثنا إنه على طاقم التحرير في الوسائط الإعلامية الجزائرية أن يعوض هذا النقص بإجراء لقاءات وحوارات مع المثقف والعمل على متابعة جديده في عالم الحرف والكلمة.