صدر، مؤخرا، عن دار الهدى كتاب يحمل عنوان ''جرائم المخدرات في ضوء الفقه الإسلامي والتشريع'' من تأليف كل من الأستاذة فاطمة العرفي والأستاذة ليلى إبراهيم العدواني، حيث يوضح الكتاب نظرة الشريعة الإسلامية بخصوص قضية تعاطي المخدرات. يقع كتاب ''جرائم المخدرات في ضوء الفقه الإسلامي والتشريع'' في 304 صفحة مقسم إلى ثلاثة فصول، حيث اعتمدت المؤلفتان في الفصل الأول على تقديم مدخل تحليلي للمخدرات وأسبابها ومخاطرها مركزتين في ذلك على تاريخ المخدرات في الجزائر الذي يعود إلى فترة ما قبل الاحتلال الفرنسي، وكذا حجم انتشارها في مختلف ربوع الوطن ونقص إمكانات مراقبة الحدود، هذا بالإضافة إلى موقع الجزائر القريب من مناطق الزراعة الشاسعة للمخدرات. وتطرقت كل من العرفي والعدواني إلى تعريف المخدرات في الشريعة الإسلامية والتشريع الجزائري اللذين يجرمان هذه المواد السامة، كما تحدثتا عن تصنيف المخدرات وطرق تعاطيها التي تختلف من شخص لآخر وهذا الاختلاف يؤدي بدوره إلى اختلاف تأثير المخدر. ومن بين الطرق والأساليب التي يتم استخدامها نجد التعاطي عن طريق الفم أو عن طريق الأنف أو عن طريق التدخين، كما توجد طريقة أخرى وهي أكثر وسائل الاستعمال تأثيرا وإحداثا للإدمان ألا وهي التعاطي عن طريق الحقن الوريدي أو العضلي. والفصل الثاني من الكتاب خصصته صاحبتاه لتوضيح جهود المشرع الجزائري في مكافحة المخدرات من خلال الاعتماد على إجراءات الوقاية والعلاج من ظاهرة تعاطي المخدرات، من أجل مكافحة انتشار آفة المخدرات، بالإضافة إلى ذلك عرجتا على جرائم المخدرات والنظام العقابي الجزائري من خلال خصائص القانون رقم 04-18 وكذا أركان جريمة المخدرات، لتكشفا بعدها عن العقوبات المقررة لجرائم المخدرات في التشريع الجزائري. أما في الفصل الثالث والأخير فتناولت المؤلفتان النظام العقابي الإسلامي وأثره في مكافحة المخدرات الذي يظل بكل مبادئه وتدابيره الروحية والمادية الحصن الأول والمنيع ضد الانحراف السلوكي وزعزعة أمن المجتمعات، حيث يركز في سياسته الوقائية على البناء العقدي والسلوكي والتدابير الاجتماعية. أما سياسة النظام الإسلامي العقابية فتنقسم إلى قسمين وهي العقوبات الأخروية والعقوبات الدنيوية، إلى جانب ذلك تحدثتا عن العقوبات المقررة لجريمة المخدرات في الشريعة الإسلامية سواء الخاصة بالشخص الطبيعي أو المعنوي، والأجهزة المتخصصة في مكافحة المخدرات في الشريعة الإسلامية من خلال مفهوم الحسبة ودورها في الوقاية من جريمة المخدرات ومكافحتها.