حاول المخرج التونسي إلياس بكار، من خلال فيلمه الوثائقي ''حائط المبكى'' الذي انتهى من تصويره مؤخرا، أن ينقل جانبا من معاناة أطفال وشيوخ وشباب فلسطين من جراء الجدار العازل، فتجول بكاميراته في الخليل والضفة الغربية ليرصد وقائع مؤلمة ينام ويصحو الفلسطينيون عليها كل يوم. ''حائط مبكى''' فيلم تسجيلي من إنتاج قناة الجزيرة للأطفال يسلط الضوء على حياة الأطفال والبالغين الذين يعيشون على امتداد الجدار العازل الذي يفصل الضفة الغربية عن الأرض المحتلة، عرض فيه المخرج كيف أن الجدار العازل الذي حاصر الفلسطينيين من الداخل والخارج تسلل إلى نفوس الأطفال، وتحول إلى حصار أذهان ونفوس، ما جعل المستقبل يبدو مظلما بلا أفق. كما حاول مخرج ''حائط المبكى'' أن يكشف للمشاهد في هذا الفيلم وفي ساعتين من الزمن الطرق المختلفة التي يلجأ إليها الفلسطينيون للتعايش مع الجدار، وأن يدرك التبعات اليومية لهذه الحقيقة المفروضة عليهم. ويظهر من خلال الفيلم أن بكار لم يكن محايدا في عمله، بل كان منحازا للفلسطينيين حين ركز على نقل مشاهد من جانب واحد هو الجانب الفلسطيني، فالفيلم نقل إحساس سكان الضفة الغربية، وبيّن بشكل موجع أحيانا القهر الذي احتلّ نفوسهم، وسمم قلوبهم، وأطفأ براءة أطفالهم.وتبرز في الفيلم شهادة مؤثرة لطفلة فلسطينية كانت تقرأ قصيدة كتبتها عن أرضها وأهلها ومعاناتها، وعبرت خلالها عن الأم وتحدي كل طفل فلسطيني في مواجهة رصاص الجيش الإسرائيلي. وبرغم هذه القتامة التي طغت فإن المخرج حاول أن يضفي جانبا مشرقا في الفيلم حين نقل صورا أخرى للتعايش مع الجدار، حيث جعل منه البعض متحفا فنيا يعكس رغباته وأحلامه وآماله. وقد واجه إلياس بكار صعوبات كبيرة لتصوير الفيلم حتى أن سلطات الاحتلال الإسرائيلية صادرت الشرائط التي صورها. ويتوقع أن يشارك الفيلم في العديد من المهرجانات العربية بعد عرضه الأول في تونس.