المخرج التونسي شوقي الماجري فنّد المخرج التونسي شوقي الماجري أن يكون فيلمه الجديد "مملكة النمل" يتعرض للجدار الفولاذي، وأكد أن إشاعات الإعلام المصري مجرد خزعبلات من منتجين مصريين بدافع الغيرة، هذا وكشف عن تفاصيل جديدة في فيلمه "ذاكرة الجسد" عن رواية أحلام مستغانمي، بعد النجاح الباهر الذي حققه مسلسل "هدوء نسبي" قرر الماجري العودة إلى أحضان المغرب العربي بعمل سينمائي ضخم وأسرار فنية أخرى كشفها في هذا الحوار مع الشروق. * كثر الحديث مؤخرا عن منع جهاز الرقابة المصرية لفيلم "مملكة النمل" بسبب تعرضه للجدار الفولاذي الذي تقوم الحكومة المصرية ببنائه على طول الحدود مع قطاع غزة، ما صحة هذا الخبر؟ * لقد استغربت كثيرا من الكلام الذي روّجت له الصحافة المصرية وادعائها بأن جهاز الرقابة في مصر منع تصوير الفيلم بسبب تعرضه لقضية بناء الجدار الفولاذي الذي وتّر العلاقات بين مصر وحركة حماس، وأعتقد أن الأمر فيه سوء تفاهم والموضوع مبالغ فيه، لأن الفيلم لا يتعرض لمصر لا من بعيد ولا من قريب، وإنما يتحدث عن الجدار العازل العنصري الإسرائيلي، وأعتقد أن الصحافة المصرية التي تناولت الخبر لم تفرق بين الجدار الذي يتعرض له "مملكة النمل" وظنت أنه سيتحدث عن الجدار الفولاذي، وأنا حقيقة أستغرب غايتهم من وراء هذا الخبر الذي لا أساس له من الصحة. * ومن المستفيد في رأيك من وراء هذه الضجة الإعلامية، أم أن من استفادتك من التمويل المصري؟ * في الحقيقة أزعجني كثيرا هذا الخبر، لكن لا يهمني من في مصلحته الترويج لهذه الأكذوبة، فهل يعقل أن تساهم جهات إنتاجية مصرية في عمل ينقد نظام الحكم المصري، خاصة الجدار الفولاذي، وأنا أؤكد أن "مملكة النمل" ليست له علاقة بالسياسة المصرية، وأنا واضح في التعاطي مع الفيلم والجهات المنتجة على علم بموضوع الفيلم، كما أنه لم يتصل بي أي مسؤول من جهاز الرقابة المصرية لمعاتبتي على الفيلم أو أي شيء من هذا القبيل، لأن الخبر الذي نشرته الجرائد المصرية وبكل بساطة غير صحيح وخاطئ مائة بالمائة، الفيلم فلسطيني بحت يهدف إلى تسليط الضوء على معاناة الفلسطينيين من الجدار الإسرائيلي العنصري، أما الأنفاق التي يصوّرها فهي سراديب أثرية يستخدمها الفلسطينيون في الضفة لمواجهة الجدار، والأحداث تدور تحت الحصار بين عامي 2002 و2003، أي أنها بعيدة من الناحية الزمنية عن التوترات السياسية الحالية، كما أن الفيلم بعيد جغرافيا عن غزة، لأن الأحداث تدور في محيط رام الله، ويساهم في إنجاز الفيلم أكثر من جهة إنتاجية عربية، من مصر، فلسطين، سوريا، تونس وكذا شبكة راديو وتلفزيون العرب ART . * ومن هم الممثلين الذين سيشاركون في هذا العمل؟ * سيعرف الفيلم مشاركة نخبة من الممثلين العرب من جنسيات مختلفة، على غرار: الممثلة الأردنية صبا مبارك، السوري خالد تاجا، عابد فهد وجولييت عواد، إضافة إلى ممثل مصري لم أختره بعد، وستجري عملية التصوير في غضون الأيام القليلة المقبلة بكل من تونس وسوريا. * سمعنا أنك تنوي تحويل مسلسل "هدوء نسبي" الذي حقق نجاحا كبيرا عقب عرضه رمضان الفارط إلى عمل سينمائي، ما ردّك؟ * صحيح أن العمل على العراق المحتل يحتاج إلى جهود كبيرة، لكنني ضد فكرة تحويل مسلسل إلى فيلم سينمائي، علما أن هدوء نسبي يعد أول عمل عربي يتطرق إلى هذا الموضوع الهام والشائك في نفس الوقت، لكن هذا لا يعني أنني سأتوقف عن الاشتغال على العراق مستقبلا، لأنني أفكر جديا في إنجاز فيلم سينمائي حول العراق ومشاكله، وأنا شخصيا لا أحب طرق الأبواب المطروقة وليست لدي مشاكل أو حساسية من أي موضوع. * المتتبع لأعمالك يلاحظ أنك لا تشرك ممثلين من المغرب العربي، ما السر وراء ذلك؟ * الأمر وما فيه أن كل الأعمال التي أنجزتها كانت محلية بحتة، سورية وعراقية وفلسطينية، لكن في مسلسلي "هدوء نسبي" شارك ممثل تونسي، وإنشاء الله ستكون أعمالي المستقبلية مغاربية. * أين وصل مشروع تحويل رواية "ذاكرة الجسد" للكاتبة الجزائرية أحلام مستغانمي إلى فيلم سينمائي؟ * أحلام صديقة عزيزة، وأنا متحمس جدا للعمل معها وإنشاء الله ستكون البداية مع فيلم "ذاكرة الجسد" بمشاركة ممثلين جزائريين، وسأشرع في العمل مباشرة بعد الانتهاء من تصوير "مملكة النمل". * ما تعليقك على واقع السينما الجزائرية اليوم؟ * في الحقيقة أنا لست على اطلاع على آخر الانجازات السينمائية الجزائرية، وأتحسر كثيرا لما آلت إليه، خاصة وأنها كانت في وقت مضى أحد المراجع القوية إن لم تكن أحسنها، ولا أفهم ما الذي حصل مع لخضر حامينا الذي يعد من أهم المخرجين العرب، خاصة وأنه السينمائي العربي الوحيد الذي ظفر بسعفة مهرجان كان الذهبية برائعة "وقائع سنوات الجمر"، وما عساي أقوله عن السينما الجزائرية سوى أن يجتهد صناعها ويعيد إليها تألقها وبريقها.