أكد رئيس مجلس المحاسبة عبد القادر بن معروف أن الجهاز الأعلى للرقابة الجزائري يولي اهتماما خاصا بالتعاون الدولي والانفتاح على ممارسات الأجهزة العليا للرقابة الأخرى في مجال التنظيم وتطوير أدوات الرقابة والإشكاليات المرتبطة بتعزيز القدرات التأسيسية للأجهزة العليا للرقابة المالية. وأبرز في تدخله أول أمس بتونس أمام الملتقى الدولي للتعاون جنوب- جنوب حول الرقابة على المالية العمومية، أن الجهاز الأعلى للرقابة الجزائري يعد جهازا فتيا، نشأ منذ قرابة الثلاثين سنة، واختار خلال السنوات الأخيرة الانفتاح بعزم على كل أشكال التعاون وخاصة مع الأجهزة العليا للرقابة لبلدان الجنوب، حيث يتجسد هذا التعاون في إطار العلاقات الثنائية وفي إطار العلاقات متعددة الأطراف. وشدد على أن العالم الحالي مترابط فيما بينه حيث أن التقدم والتطور يمر حتما عبر تبادل الخبرات المستمدة من تنوع التنظيمات واختلاف الأنظمة التأسيسية والتاريخ الخاص بكل دولة. وطرح رئيس مجلس المحاسبة إشكالية تمويل التعاون بين الأجهزة العليا للرقابة لبلدان الجنوب، داعيا إلى ضرورة عقلنة الاحتياجات والأهداف والوسائل المادية الواجب تفعيلها. تجدر الإشارة إلى أن الملتقى اختتم أول أمس، وقد خصص لبلورة إستراتيجية متكاملة للتعاون بين الأجهزة العليا للرقابة والمحاسبة وذلك بمشاركة عدد من الوفود العربية والإفريقية من بينها الوفد الجزائري. وقد استعرضت خلال أشغال الملتقى مختلف تجارب الدول المشاركة كما تم وضع تقييم شامل للنتائج التي تم تحقيقها في هذا الميدان فيما تطرق المشاركون إلى السبل الكفيلة بتحقيق نقلة نوعية في مجال الرقابة على المال العام انطلاقا من تجارب دول الشمال مع الاستفادة من عمليات التمويل التي تمنحها المؤسسات المالية الدولية كالبنك العالمي وبرنامج الأممالمتحدة الإنمائي والبنك الإفريقي للتنمية.