صدرت، مؤخرا، عن ديوان المطبوعات الجامعية ''دراسة عن إفريقيا جنوب الصحراء في مآثر ومؤلفات العرب والمسلمين'' للمؤلف عبد القادر زبادية. تقع الدراسة في 287 صفحة ويهدف من خلالها الكاتب إلى إثراء المكتبة العربية من جهة، والمساهمة من جهة أخرى في إعطاء صورة عن القارة الإفريقية جنوب الصحراء قصد تمكين القارئ المعاصر من توسيع المجال المعرفي لديه في هذا الجانب. خصص الكاتب زبادية الفصل الأول لتقديم نبذة تاريخية مختصرة عن آخر ما توصل إليه حتى يومنا هذا علماء الآثار عن الإنسان الإفريقي وتطوره في الأزمنة القديمة، مركزا في ذلك على عامل المناخ، مراحل تطور الإنسان الأول في إفريقيا، التشكيلات السياسية والسلالات اللغوية. أما في الفصل الثاني فقد احتوى على التواجد العربي في القارة الإفريقية جنوب الصحراء قبل التوغل الأوروبي في داخل القارة، حيث بدأ الكاتب بالتحدث عن الهجرات العربية إلى الشرق الإفريقي ووجودهم هناك قبل أيام السيد سعيد وبعده، كما تطرق إلى سياسة محمد بن خلفان وشخصيته، لينتقل بعدها إلى العلاقات المتواصلة منذ القديم بين العرب المسلمين وشعوب الغرب الإفريقيين جنوب الصحراء التي ساعدت في انتشار الإسلام. وركز الكاتب في الفصل الثالث على ما سجله لنا المؤلفون العرب والمسلمون من رحالة ومثقفين وجغرافيين ومؤرخين وأثارهم، نذكر منهم محمد صامبا مومبيا، أبوبكر الصديق، الأمامي عبد القادر، ساموري توري، عثمان بن فودي، بيليومحمد بن عثمان، أحمد لوبر الماسيني، الحاج عمر الفوتي التيجاني، السلاوي الناصري وابن بطوطة شمس الدين. وحاول الكاتب في الفصل الرابع الإحاطة بالجوانب الأخرى التي لها علاقة بجنوب صحراء إفريقيا، حيث عرج على الطرق الصوفية ودورها الديني والحضاري لدى الأفارقة، معتمدا في ذلك على أهم رجالات الطرق الصوفية الأربع التي كانت لها التأثير الواسع والكبير في إفريقيا جنوب الصحراء، وذلك حسب التسلسل التاريخي لوصول كل واحد منها إلى المناطق الإفريقية وانتشارها فيها وهم عبد القادر الجيلاني، أحمد التيجاني، السنوسي محمد بن علي وأحمد بمبامباكي. وانتهى عبد القادر زبادية إلى وضع الخرائط التوضيحية وإدراجها ضمن صفحات الكتاب كلما استلزم الأمر، ذلك لتيسير كل ما يتعلق بالأماكن والدول والقبائل والمواقع الأثرية والتاريخية على القارئ.