قالت موريتانيا إنها تسيطر على الوضع في شمالي عقب الغارة العسكرية التي خاضتها وحدات الجيش في الأيام الأخيرة ضد التنظيم الإرهابي المسمى ''القاعدة في بلاد المغرب''. ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية أمس عن مصدر عسكري في نواكشوط تأكيده أن الوضع في شمال مالي بات ''تحت السيطرة'' بعد العملية العسكرية التي نفذها الجيش لثلاثة أيام ضد التنظيم سالف الذكر، حيث قال في هذا الشأن إن ''الوضع العسكري والأمني على الأرض حيث يطارد جيشنا الإرهابيين المسلحين هو تحت السيطرة''، مضيفا أن ''الوضع تحت السيطرة وجيشنا قام بعمل جيد في شكل يضمن الأمن في بلادنا''. وزاد بالقول إن ''الإرهابيين يفتقرون إلى كل شيء، المؤونة والدعم والقاعدة الخلفية ومخزون الذخائر، على الأقل في كل هذه المنطقة غرب تومبوكتو المحاذية للحدود مع موريتانيا حيث نفذنا عمليات ضدهم''. من جهة أخرى، أفادت مصادر أمنية ودبلوماسية في منطقة الساحل أن فرنسا أقامت أمس في نيامي ''قاعدة عملياتية'' تضم ثمانين جنديا في محاولة للعثور على الرهائن السبع، وهم خمسة فرنسيين وكونغولي وآخر من مدغشقر والذين خطفوا في 16 سبتمبر في النيجر ونقلوا إلى مالي. وذكرت المصادر نفسها أن هؤلاء الجنود المتمركزين في فندق في نيامي وضعت في تصرفهم طائرات استطلاع للقيام بطلعات جوية وهم موزعون على خمسة فرق، مشيرة إلى أنهم ''قاموا حتى الآن في المنطقة بطلعات استطلاع استمرت 21 ساعة لتحديد مكان وجود الرهائن''. وأعطت الحكومة النيجيرية أول أمس الضوء الأخضر إلى قوات خاصة فرنسية بدخول واستخدام أراضيها للبحث عن الرهائن الفرنسيين الخمسة الذين خُطفوا في النيجر، وقال مصدر قريب من حكومة نيامي إن بلاده سمحت للجيش الفرنسي بدخول مجالها الجوي وأراضيها لأول مرة منذ نحو 25 عاما في أحدث خطوة في قتال دول الساحل الإفريقي ضد تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، وكان الجيش الموريتاني بدأ الجمعة الماضية عملية عسكرية ضد تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي داخل الأراضي المالية، وتحديدا في منطقة تومبوكتو قرب الحدود الموريتانية، قالت عنها وزارة الدفاع الموريتانية إنها أسفرت عن 12 قتيلا وعدد غير محدد من الجرحى في صفوف القاعدة، فضلا عن ستة قتلى وثمانية جرحى في صفوف الجيش، إلا أن بعض المصادر تحدثت عن مقتل ما لا يقل عن 15 جنديا موريتانيا. وواصل الجيش الموريتاني هجماته يوم الأحد، حيث استعان بمقاتلة لقصف قافلة من الآليات قال إنها تقل عناصر من القاعدة، لكن شهودا من مالي أكدوا مقتل امرأتين وإصابة أربعة رجال جراء هذا القصف. وتحدث مصدر أمني مالي عن ارتكاب ''خطأ''، الأمر الذي نفته نواكشوط التي اعترفت بمقتل امرأة قالت إنها ''زوجة إرهابي''.