عائشة دحمان بلحجار هي عائشة دحمان بلحجار الأمينة العامة للمنتدى العالمي للمرأة المسلمة، إحدى أهم الناشطات الجزائريات في النضال النسائي، تقلدت مناصب عدة لعل أهمها أدائها دور برلمانية ممثلة عن ولاية وهران بالمجلس الشعبي الوطني، ومنصبها الحالي كأمينة عامة للمنتدى، استقبلتنا بكل صدر رحب وطرحت النقاش حول قضايا المرأة الجزائرية والمسلمة الناشطة في المجال السياسي، فكان لنا معها الحوار التالي. ------------------------------------------------------------------------ - المنتدى لم ينطلق منذ فترة طويلة؟ ------------------------------------------------------------------------ - بدأ ينشط منذ سنة واحدة فقط، ولم ينطلق من الفراغ والعدم بل من رصيد عمل نسائي طويل، فالنساء المؤسسات لهذا العمل من ذوات الخبرة في العمل الجمعوي، وعليه المنتدى عبارة عن تجميع لجهود منظمات وأعمال نساء ناشطات في الميدان، ليشكل مظلة استشارية للمنظمات الأخرى عبر العالم التي تهتم بقضايا الأسرة والطفل. ------------------------------------------------------------------------ - تشغل السيدة عائشة منصب الأمينة العامة للمنتدى العالمي للمرأة المسلمة، هل لنا أن نتعرف على المنتدى؟ ------------------------------------------------------------------------ - يرمي المنتدى إلى تبني قضايا المرأة والأسرة والطفل من منظور إسلامي معاصر، وكيف يمكن مد جسور التعاون والتواصل مع الحضارات الأخرى من أجل الارتقاء بالأسرة عبر العالم سواء المسلمة أوغير المسلمة، فالمنتدى عالمي يحمل مشروعا حضاريا، قد يكون مناسبا لكل المجتمعات. ------------------------------------------------------------------------ - كيف لكم أن تجعلوه عالمي؟ ------------------------------------------------------------------------ - يمكننا أن نقترح فيه سبل الحفاظ على الأسرة والطفل من أجر ترقية دور المرأة في المجتمعات الإسلامية وغير الإسلامية، حيث يعدّ المنتدى منظمة فتحت أبوابها لكل المنظمات في الدول الإسلامية وغيرها، للحفاظ على مكونات الأسرة وتأمين التربية الحسنة لأفرادها. ------------------------------------------------------------------------ - يظم المنتدى تحت لوائه العديد من المنظمات كم بلغ عددها الآن؟ ------------------------------------------------------------------------ - لا يمكن إحصائها بدقة، فنحن نعمل مع هيئة تعرف باسم''ائتلاف المنظمات الإسلامية'' وهوكيان يشمل منظمات أخرى تفوق المائة، نعمل وننسق مع اللجنة العالمية للمرأة والطفل التابعة للجنة الإغاثة، مع جمعية الإصلاح في الكويت، جمعية جنا اللبنانية، جمعية المرأة السودانية، اللجنة النسائية في إندونيسيا وماليزيا.هذه الجمعيات والمنظمات بدورها تعمل مع جمعيات ومنظمات أخرى، وعلى العموم نحن في طور التعامل والتنسيق مع إتحاد المنظمات الأهلية في العالم الإسلامي. ------------------------------------------------------------------------ - ألا تتعاملون مع المنظمات المسيحية؟ ------------------------------------------------------------------------ - نسعى أن تكون لنا علاقة وطيدة في التعامل مع المنظمات حتى المسيحية، التي تعمل على الحفاظ على الأسرة بصفة عامة فالمهم هوتحقيق أهداف الهيئة. ------------------------------------------------------------------------ - ما هي وسائل المنتدى في تحقيق أهدافه؟ ------------------------------------------------------------------------ - أول وسيلة نعتمد عليها هي الوسائل الإعلامية فلنا موقع إلكتروني أسس حديثا وعيّنا موظفين يسهرون على تطويره ونشر أهداف المنتدى من خلاله. ثانيا نعتمد على تنظيم المؤتمرات، الملتقيات، الندوات الصحفية، والمشاركة في الملتقيات الأخرى. كما نتبنى بعض المنتجات التي تخدم الهدف كميثاق الأسرة في الإسلام، والذي تبناه المنتدى بطريقة قوية جدا وجعل منه تقريبا الشريك الأول للجنة العالمية للمرأة والطفل في هذا المجال من خلال كتاب''ميثاق الأسرة هوالمنتدى العالمي للمرأة المسلمة''.إضافة إلى التنسيق مع المنظمات الأخرى، التواصل مع المؤسسات الرسمية وغير الرسمية والمنظمات الحرة والاعتماد على البحوث والدراسات. ------------------------------------------------------------------------ - على ذكر البحوث والدراسات ما هي آخر دراسات المنتدى؟ ------------------------------------------------------------------------ - المنتدى الآن في إطار تبني سواء الدراسات الموجودة، أوبالقيام بدراسات خاصة فالآن لدينا مشروع إنجاز سلسلة من الدراسات تصنف في شكل دراسات نسائية مطبوعة في شكل كتيبات. ------------------------------------------------------------------------ - ما هي المواضيع التي ستتناولها هذه الدراسات؟ ------------------------------------------------------------------------ - هي بحوث من شأنها أن تكون نظرية أوميدانية، لكننا نركز حاليا على العمل الميداني وبالتالي نستعين بباحثين ميدانيين في هذا المجال، فأطلقنا مشروع ''الحركة النسائية في العالم الإسلامي بين الواقع والمنظور الإسلامي'' وكيف نقدم نظرة الإسلام لها وكيف تتطور في ظل المبادئ الإسلامية وما هي المفاهيم المغلوطة المنتشرة وكيف نواجهها وما ينبغي أن تكون عليه الحركة النسوية في العالم الإسلامي. ------------------------------------------------------------------------ - ألا توجد دراسات سابقة لها في الميدان؟ ------------------------------------------------------------------------ - هذه الدراسة انطلقت منذ فترة وتحتاج على وقت طويل للكشف عن نتائجها فليست بالبسيطة، توجد دراسات كثيرة سابقة لها تناولت نفس المحاور ولكن أردناها أن تكون بديلا أومشروعا مقترحا من أجل تطوير العمل النسائي في العالم من خلال النتائج التي ستتوصل لها. ------------------------------------------------------------------------ - بعد الانتهاء من هذه الدراسات على مستوى من سيتم رفعها؟ ------------------------------------------------------------------------ - هذه الدراسات والتقارير منها ما يقدم إلى الهيئات الأممية ومنها ما يقدم إلى الهيئات الرسمية والمنظمات الحكومية حتى تكون كمشاريع ومقترحات قوانين، ومنطلقات لدراسات أخرى، إلا أن ما نركز عليه ونسعى لتحقيقه هوتقديم مشروع للمجتمع العربي والأوربي والإسلامي ليتبناه من أجل القيام بتطوير دور المرأة في العالم والنهوض به. ------------------------------------------------------------------------ - وفيما يتعلق بالدراسات حول الطفولة، على ما تركز وإلى ما تهدف؟ ------------------------------------------------------------------------ - مشروعنا الكبير هوإصلاح الأسرة من منظور إسلامي، بعدما تبنينا ميثاق الأسرة في الإسلام، والذي يتناول قضايا المرأة والطفولة أيضا. ونعمل على تجسيد كل ما خرجت به الدراسات السابقة وما ستخرج به الدراسات اللاحقة التي من شأنها تأمين الحياة الكريمة للطفل. ونحاول التنسيق مع بقية المنظمات المهتمة بالطفولة على المستوى الدولي للخروج بحلول سليمة. ------------------------------------------------------------------------ - كيف ذلك؟ ------------------------------------------------------------------------ مثلا فيما يتعلق بحرية المراهقين، المجتمعات الغربية المسيحية ترى أن للفتاة المراهقة الحرية التامة في الممارسات الجنسية، أما نحن وكمجتمع مسلم ننظر لهذه الحرية من زاوية مغايرة، من منظور أخلاقي كأن نعطيها الحرية الكاملة في اختيار التعفف.مثلا نحن نحارب الفقر الذي يفتك يوميا بمئات الأطفال فنحاول تأمينهم منه في ظل سياسة واقعية تتناسب وخصائص مجتمعنا دون المساس بحقوق هؤلاء الأطفال في التعليم والتربية. مثلا في مجال محاربة الآفات الاجتماعية كالتدخين وتعاطي المخدرات بين الشباب والمراهقين، نعمل على تدعيم كل عمل ميداني في هذا الإطار فيشكل المنتدى الفضاء الذي تنشط من خلاله الجمعيات بكل حرية. ------------------------------------------------------------------------ - من الناحية المادية، من أين يتلقى المنتدى دعمه وتمويلاته؟ ------------------------------------------------------------------------ - بما أنه عالمي ويتشكل من عدة هيئات غير حكومية، ولم ينطلق بعد بالنشاط على مستوى الجزائر بصفة رسمية، فمكاتبه النشطة إلى حد الآن موجودة في القاهرة، أوربا، إندونيسيا. فإن الهيئة تحصل على تمويلها من خلال تبرع المنظمات المنطوية تحت لوائه ومن خلال دفع أقساط الاشتراك للأفراد، أما في الجزائر فنتواصل مع الجمعيات التي تحاول الانضمام فقط ولا نجمع التبرعات لأن العمل الرسمي لم ينطلق بعد كفرع. ------------------------------------------------------------------------ - بصفتك برلمانية سابقة، كيف تنظرين إلى وضعية المرأة البرلمانية بالجزائر؟ ------------------------------------------------------------------------ - النساء البرلمانيات في الجزائر عددهن قليل جدا ولا يعكس بتاتا المشاركة الحقيقية للمرأة في العمل السياسي فهناك 24 امرأة في البرلمان الحالي من بين 380 عضو، فالعدد بدأ يتراجع حيث أن عدد النساء المنتخبات كان في البداية 3 الآن هوفي تراجع مستمر. ------------------------------------------------------------------------ - لم هذا التراجع؟ ------------------------------------------------------------------------ - ليس لأنهن لا تترشحن، لكن إلى حدّ الآن العمل السياسي للمرأة لا زال محتكرا من قبل الأحزاب فهونشاط حزبي فقطن وكان من المفروض أن يخرج وتتسع دائرته فعمل المرأة في البرلمان يخضع لتواجدها بالأحزاب أكثر مما يخضع لتواجدها الفعلي في الساحة السياسية.وهذا راجع لعدة أسباب من بينها: الأنانية في القيادات الحزبية التي لا تفتح المجال للنساء للتمثيل الحقيقي سواء على مستوى الحزب في المناصب القيادية أوخارجه كالتمثيل في البرلمان.فنجد مثلا أن على المستوى القاعدي، اتساع القاعدة النسائية للمناضلات اللواتي تلعبن دور أساسي في تقوية أي حزب، لكن لوعدنا إلى المناصب القيادية نجد على أكثر تقدير بين 15 و20 رجل تشغل المرأة منصبين يتبرع بهما لها، الأول مكلفة بشؤون المرأة وهذا أمر طبيعي، أويقدم لها منصب لا يكاد يكون له دور في القرارات وليست له مسؤولية وطنية مثلا كتكليفها بأمانة مكتب وهذا عبارة عن تقليص لدورها. ونحن نطالب دائما بمناصب قرار لا مناصب ''بريستيج'' قد تمثل المرأة نفسها ولا تمثل القطاع، نطالب بأن يكون للمرأة دور قيادي إلى جانب الرجل وأن تولى مسؤولية قطاعات رجالية سياسية حساسة، فلا يبقى دورها محصورا في قطاعات المرأة بالرغم من أهميتها الكبيرة.وبصفة عامة الأحزاب تقلص من الأداء السياسي للمرأة وعليه ندعوالمرأة للتحرر لتفتح لنفسها مجالات بالترشح في القوائم الحرة وتشجيع الرفع من أعداد الأحزاب التي تتزعمها المرأة. ------------------------------------------------------------------------ - يلاحظ أن بعض الأحزاب لها قاعدة نسائية أوسع من غيرها، ما سبب هذا؟ ------------------------------------------------------------------------ - عدد النساء المناضلات أكثر منه في أحزاب عن أخرى لكن إذا ما عدنا لمناصب القرار نجد المساواة، فيمكن أن نجد حزب تنشط فيه مائة امرأة إلا أن قيادته تتوفر على منصبين لها، وحزب آخر بمائة ألف امرأة يخصص فيه هوالآخر منصبين فقط للمرأة، فالمشكل ليس في أداء المرأة وإنما في إتاحة الفرص للمرأة. ------------------------------------------------------------------------ - كيف ترين مستقبل المرأة السياسية بالجزائر؟ ------------------------------------------------------------------------ - أراه بنظرة دولية، وأقول أن المستقبل للنساء، فأي حزب أوتنظيم أوتوجه لا يشرك النساء في عمله ويعطيهن مجالا للتواجد القوي يكون قد حكم على نفسه بالفشل. لأنه أصبح من غير الممكن إهمال هذه الطاقة العملاقة في المجتمع، فدور المرأة لم يعد شريكا فحسب وإنما يتعداه من حيث الكفاءة النسائية التي أصبحت تتطور كما ونوعا. ------------------------------------------------------------------------ - ما تعليقك على من يرى أن مكان المرأة الطبيعي منزلها؟ ------------------------------------------------------------------------ - هوكلام مردود عليه بحكم الواقع، فأولا الإسلام لم يحدّ من دور المرأة داخل حيز معين سواء في البيت أوخارجه وإنما حدد أولويات للرجل والمرأة، وحدد نظام حياة اجتماعي واضح للمرأة فيه دور الأمّ وللرجل دور الأب دون إهمال الأدوار الطبيعية.كما أنّ التاريخ الإسلامي وسيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وسير الأنبياء والمرسلين لم تحدد للمرأة دائرة تنشط داخلها، إلاّ أنها حددت للمرأة دور وأولوية الأمومة والعناية بالأسرة.