أكد رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة مجددا استعداد الجزائر على تعزيز تعاونها مع الصين وتنفيذ الشراكة الإستراتيجية التي تربط البلدين اللذين يعرف تعاونهما الاقتصادي في السنوات الأخيرة نموا متزايدا. وجدد بوتفليقة في برقية بعث بها إلى نظيره الصيني هو جينتاو بمناسبة الذكرى الواحدة والستين لتأسيس جمهورية الصين الشعبية ''استعداده التام'' لمواصلة الجهود المشتركة في سبيل ''تعزيز التعاون الثنائي أكثر فأكثر وتعميق التشاور المعهود بين البلدين على كافة المستويات وحول كافة المسائل الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك''. وأبدى بوتفليقة ''ارتياحه'' لجودة العلاقات العريقة القائمة بين الجزائر والصين و''اطمئنانه'' للتقدم المعتبر الذي سجله تنفيذ الشراكة الإستراتيجية التي تربط البلدين، مشيرا في هذا الإطار إلى التقدم الكبير الذي أحرزته بكين في شتى الميادين، ومعتبرا نجاح معرض شنغاي 2010 العالمي دليلا قاطعا على ''وجاهة'' سياسة الإصلاحات والتفتح التي انتهجتها الصين. وتعرف العلاقات الجزائرية تطورا متزايدا في السنوات الأخيرة، فإضافة إلى عراقة وتاريخ العلاقات السياسية بين البلدين التي تعود إلى خمسينات القرن الماضي، خطت العلاقات الاقتصادية بين البلدين خلال الأعوام العشرة الماضية مستويات متقدمة من التعاون، ففي جانفي 2010 وبمناسبة الزيارة التي قام وزير الخارجية الصيني يانغ جايشي إلى الجزائر وقع الجانبان اتفاقا اقتصاديا إضافة إلى آخر يتصل بتبادل المساعدة في مجال القضاء المدني والتجاري. وعملت الجزائر والصين على تطوير علاقاتهما الاقتصادية منذ العام ,2000 وخصوصا في ضوء برنامجى الإنعاش الاقتصادي ودعم النمو اللذين أطلقتهما الجزائر العامين 2001 و2005 لتطوير وتحديث بناها التحتية الأساسية، ومرشح أن يتطور هذا التعاون مع مخطط الاستثمارات العمومية الذي أطلقه الرئيس بوتفليقة في عهدته الرئاسية الحالية. وبدأ التعاون الصيني الجزائري في مجال المشروعات والعمالة عام 1979 إلى نهاية سبتمبر ,2002 ووقعت الصين مع الجزائر 198 اتفاقية لمقاولة المشروعات، قيمتها نحو 89835ر1 مليار دولار أميركي، وقيمة أعمالها نحو 48ر902 مليون دولار أميركي. وتنجز الشركات الصينية وفي مقدمتها الشركة الصينية العامة للمشروعات الهندسية وغيرها من 14 شركة صينية مجموعة من مشاريع السكن والأشغال العمومية في الجزائر، ففي عام 2001 كانت الصين في المركز الخامس العالمي والمركز الأول الأفريقي من حيث قيمة اتفاقيات مقاولة المشروعات والعمالة في الجزائر. وكانت الزيارة التي قام بها الرئيس الصيني هو جين تاو إلى الجزائر عام ,2004 قد أعطت دفعا كبيرا للعلاقات بين البلدين، ومنذ ذلك الحين تضاعف حجم التبادل التجاري بين البلدين، حيث بلغ 4 ,46 مليارات دولار عام 2009 بزيادة نسبتها 8,8 في المائة عن عام ,2008 في حين تبلغ قيمة الاستثمارات الصينية في الجزائر 900 مليون دولار بحسب السفارة الصينية في الجزائر.