دق أعضاء الرابطة الجزائرية ضد الرثية ناقوس الخطر حول انتشار أمراض الروماتيزم في الجزائر، والتي باتت تستدعي ضرورة إعادة تأهيل الأطباء للتكفل بهذه الأمراض من خلال ضمان التكوين المتواصل وتوفير الأدوية اللازمة التي أصبح المريض يقتنيها بنفسه وهو على سرير المستشفى. صرحت البروفيسور لعجوز خلال إحياء اليوم العالمي لداء الرثية أن أمراض الروماتيزم تشهد انتشارا ملحوظا في الجزائر يقابله نقص في التكفل الطبي بسبب نقص التكوين في الوسط الطبي وعدم الاطلاع على المستجدات المتعلقة بها تنجم عنه أضرار كبيرة، ولاسيما أن البعض منها يستهدف المرأة بصفة خاصة على غرار مرض هشاشة العظام الذي يمس ما بين 30 و35 في المائة من السيدات بعد سن اليأس نتيجة لأسباب هرمونية. وأضافت المتحدثة أن إشراك الجمعيات المهتمة بمكافحة أمراض الروماتيزم وكذا المرضى في التكوين أمر ضروري للمساهمة في تحسين التكفل بأمراض الروماتيزم في الجزائر، والتي يسبب استفحالها انعكاسات سلبية على عدة أصعدة. أوضحت البروفيسور دحو من مستشفى ''لمين دباغين'' بباب الوادي، ''مايو'' سابقا، أن هذا المرض الذي يؤدي إلى ضعف الكتلة العظمية يعرض المصابين إلى مشكل الكسور التي قد تتطلب تدخلا جراحيا عندما تكون خطيرة. كما أنه يؤدي إلى تراجع الأمل في الحياة بمعدل سبع سنوات. وحسب المصدر فإن الوقاية أحسن سبيل للتقليل من احتمالات التعرض للكسور بسبب هذا المشكل الصحي الذي يصيب المرأة أكثر من الرجل، ما يستدعي المداومة على تناول الأغذية الغنية بالكالسيوم وفيتامين (د)، إضافة إلى تجنب التدخين، الإكثار من الملح والقهوة وحمل الأثقال خاصة بالنسبة للأشخاص المتقدمين في السن. وتطرقت من جهتها البروفيسور لفقير من مستشفى بن عكنون إلى مشكل آلام الظهر الذي يستهدف كلا الجنسين وكذا الكبار والصغار على حد سواء، حيث ذكرت أن هذا المشكل الذي يتعلق بالعمود الفقري يعرف انتشارا ملحوظا في وسط شرائح مختلفة، وقد تقف وراءه عدة عوامل منها حمل الأثقال، السمنة، الجلوس لمدة طويلة واعوجاج العمود الفقري. أما تشخيص أسباب الألم فيعتمد على معرفة موضع الألم وعدة متغيرات أخرى على غرار أوقات الشعور به، مدى استمراريته، هل يرتبط ببذل مجهود وهل يصل إلى حد إيقاظ المريض من النوم؟ ذلك لأن آلام الظهر تعكس أمراضا مختلفة كما يمكن أن ترتبط بالحالة النفسية للمريض. التعرض للصدمة يضاعف احتمال الإصابة به وعن مرض التهاب المفاصل الروماتيزمي شرحت البروفيسور لعجوز أنه يعد أيضا من الأمراض التي تنتشر في وسط النساء أكثر مقارنة بالرجال، وأن تشخيصه صعب نظرا لاختلاف الأعراض من شخص إلى آخر. مشيرة إلى أنه يرتبط بأسباب جينية، في حين أن ظهوره قد يرتبط بأحداث مؤثرة تسبب الاكتئاب مثل الطلاق أو الموت المفاجئ لأحد أفراد العائلة. ويعد هذا المرض جد مكلف لاسيما في ظل انعدام علاج شاف، ما يستدعي الإسراع في مباشرة العلاج من أجل الحد من مخاطره التي قد تصل إلى حد الإعاقة، حيث يتطلب التشخيص المبكر وإعلام المريض إلى جانب المراقبة الطبية المستمرة وكذا التكفل النفسي حتى لا ينقطع المصابون به عن العمل، بعدما تبين أن 50 في المائة من المصابين بداء التهاب المفاصل الروماتيزمي يتوقفون عن العمل وأن معظم المصابين به ينتمون إلى الشريحة العمرية التي تمتد ما بين 30 و50 سنة.