دعت عدة منظمات غير حكومية في منظمة الدول الأمريكية، إلى تسهيل الحوار بين الولاياتالمتحدة وبلدان أخرى في المنطقة من أجل استقبال جمال أمزيان المفرج عنه مؤخرا من معتقل غوانتناموا ضمن آخر دفعة من السجناء، حيث قضى في المعتقل الكوبي ثماني سنوات بدءا من تاريخ اعتقاله سنة 2001 بكندا. والتمس مركز الحقوق الدستورية ومركز العدالة الدولية إلى اللجنة المشتركة بين البلدان الأمريكية بشأن حقوق الإنسان، وهي كيان تابع لمنظمة الدول الأمريكية، في جلسة استماع في واشنطن، في حكومة الولاياتالمتحدة التي كررت عزمها على إغلاق مركز الاعتقال المثير للجدل في خليج غوانتانامو بكوبا عبر عريضة أصدرتها نهاية الأسبوع الماضي بإيجاد بلد يستقبل الجزائري أمزيان في أقرب الآجال الممكنة. وفي أوت الماضي رفضت السلطات الكندية استقبال جمال أمزيان المفرج عنه مؤخرا من معتقل غوانتنامو ضمن آخر دفعة من السجناء، حيث قضى في المعتقل الكوبي ثماني سنوات بدءا من تاريخ اعتقاله سنة 2001 بكندا من قبل ''مرتزق'' باعه للسلطات الأمريكية - حسب بيان مشترك لمجموعة من المنظمات الحقوقية على غرار المجلس الكندي للاجئين ومنظمة العفو والكنيسة الإنجليكانية. كان جمال أمزيان قبل اعتقاله قد قضى خمس سنوات في كندا، حيث كان يعيش ويشتغل هناك، قبل أن ترفض السلطات الكندية سنة 2000 طلبه الأول للاستفادة من لجوء بعدما غادر الجزائر سنة.1991 وفيما أعربت السلطات الأمريكية عن تفاجئها من الموقف الكندي الذي اعتبرته غير منسجم مع إرادة الإدارة الأمريكيةالجديدة بقيادة أوباما حسب ما نقلت أول أمس وسائل إعلام أمريكية، فإن المنظمات الحقوقية انتقدت هي الأخرى موقف كندا معتبرة إياه خرقا للقوانين. كما كشفت المنظمات ذاتها بأن السلطات الأمنية الأمريكية لم توجه للجزائري جمال أمزيان أية تهمة تتعلق بالإرهاب رغم أنه لم ينج من آلة العذاب الأمريكية والإجراءات الردعية كالعزل في الزنزانة المنفردة طوال سنة كاملة، كما تحدّت هذه المنظمات السلطات الكندية بالكشف عما قد يثير التحفظ بشأن الجزائري جمال أمزيان. وكانت وزارة الدفاع الأمريكية قد كشفت قبل أيام أن نحو 250 معتقل مازالوا محتجزين في غوانتنامو، من بينهم 50 معتقلا قيد الترحيل أو الإفراج عنهم، لكن الولاياتالمتحدة تجد صعوبة في إيجاد دول تقبل استقبال المعتقلين المشمولين بقرار إخلاء السبيل على حد قول المسؤولين الأمريكيين. تجدر الإشارة، إلى أن السلطات الجزائرية على لسان عدد من مسؤوليها لعل آخرهم وزير العدل، كانت قد أعربت عن استعدادها التام لاستقبال جميع الجزائريين المعتقلين في غوانتنامو سواء أولئك الذين لازالوا قيد الاعتقال أو من تم الإفراج عنهم على فترات متفرقة. وكشفت وسائل إعلام أمريكية عن تعرض المعتقل الجزائري بغوانتنامو جمال أمزيان، لشتى أنواع التعذيب غير الإنسانية، وفق التقرير الذي قدمه مركز الحقوق الدستورية، ومركز العدالة والقانون الدولي الذي أودع التماسا إلى اللجنة المشتركة بين البلدان الأمريكية، من أجل التحقيق في الانتهاكات التي قامت بها الولاياتالمتحدةالأمريكية في حقه رفقة بقية المساجين ليصبح الجزائري جمال أمزيان أول معتقل يرسل التماسا من هذا النوع.