رفضت السلطات الكندية استقبال الجزائري جمال أمزيان المفرج عنه مؤخرا من سجن غوانتناموا ضمن آخر دفعة من السجناء، حيث قضى في المعتقل الكوبي ثماني سنوات بدءا من تاريخ اعتقاله سنة 2001 بكندا من قبل "مرتزق" باعه للسلطات الأمريكية -حسب بيان مشترك لمجموعة من المنظمات الحقوقية على غرار المجلس الكندي للاجئين وكذا منظمة العفو والكنيسة الإنجليكانية. وكان جمال أمزيان قبل اعتقاله قد قضى خمس سنوات في كندا، حيث كان يعيش ويشتغل هناك، قبل أن ترفض السلطات الكندية سنة 2000 طلبه الأول للاستفادة من لجوء بعدما غادر الجزائر سنة1991 . وفيما أعربت السلطات الأمريكية عن تفاجئها من الموقف الكندي الذي اعتبرته غير منسجم مع إرادة الإدارة الأمريكيةالجديدة بقيادة أوباما حسب ما نقلت أول أمس وسائل إعلام أمريكية، فإن المنظمات الحقوقية انتقدت هي الأخرى موقف كندا معتبرة إياه دوسا على القوانين. كما كشفت المنظمات ذاتها بأن السلطات الأمنية الأمريكية لم توجه للجزائري جمال أمزيان أية تهمة تتعلق بالإرهاب رغم أنه لم ينج من آلة العذاب الأمريكية والإجراءات الردعية كالعزل في الزنزانة المنفردة طوال سنة كاملة، كما تحدّت هذه المنظمات السلطات الكندية بالكشف عما قد يثير التحفظ بشأن الجزائري جمال أمزيان. وكانت وزارة الدفاع الأمريكية قد كشفت قبل أيام أن نحو 250 معتقل مازالوا محتجزين في غوانتنامو، من بينهم 05 معتقلا قيد الترحيل أو الإفراج عنهم، لكن الولاياتالمتحدة تجد صعوبة في إيجاد دول تقبل استقبال المعتقلين المشمولين بقرار إخلاء السبيل على حد قول المسؤولين الأمريكيين. تجدر الإشارة، إلى أن السلطات الجزائرية على لسان عدد من مسؤوليها لعل آخرهم وزير العدل، كانت قد أعربت عن استعدادها التام لاستقبال جميع الجزائريين المعتقلين في غوانتنامو سواء أولئك الذين لازالوا قيد الاعتقال أو من تم الإفراج عنهم على فترات متفرقة. مركزان حقوقيان دوليان يفضحان تعذيبه ويتبنيان قضيته الجزائري جمال أمزيان نموذج لتعذيب معتقلي غوانتنامو كشفت وسائل إعلام أمريكية عن تعرض المعتقل الجزائري بغوانتنامو جمال أمزيان، لشتى أنواع التعذيب غير الإنسانية، وفق التقرير الذي قدمه مركز الحقوق الدستورية، ومركز العدالة والقانون الدولي الذي أودع التماسا إلى اللجنة المشتركة بين البلدان الأمريكية، من أجل التحقيق في الانتهاكات التي قامت بها الولاياتالمتحدةالأمريكية في حقه رفقة بقية المساجين ليصبح الجزائري جمال أمزيان أول معتقل يرسل التماسا من هذا النوع. وجاء تحرك مركز الحقوق الدستورية ومركز العدالة الدولية، اثر إرسال المعتقل الجزائري بغوانتنامو جمال أمزيان التماسا إلى اللجنة المشتركة بين البلدان الأمريكية بشأن حقوق الإنسان، يكشف خلالها عن تلقيه شتى أنواع التعذيب، حيث كان يعقد رأسه إلى الوراء، ثم يتم وضع خرطوم المياه بين أنفه وفمه لعدة دقائق، مما يجعله عاجزا عن التنفس ويملأون بطنه بالماء، كما كانوا يقومون بجرحه، ثم يقومون برش الفلفل على الجروح الموجودة في جسمه مما يجعله يخر مغشيا عليه من قوة الألم. وهي الطريقة التي كانوا يستعملونها معه قبيل الاستجواب إضافة إلى ربطه بواسطة سلاسل متينة وتكييف درجات حرارة متباينة في القاعة لعدة مرات، كما تم عزله طيلة الست سنوات ووضعه في زنزانة انفرادية بدون نافذة. وذكرت الصحف الأمريكية أنه من المنتظر أن يشرع فريق من ذات اللجنة، في أولى حالات التحقيق بعد التماس أمزيان لذلك، ويعتبر الفريق مستقلا عن أي وصاية ويضم 35 عضوا من هيئة الأممالمتحدة، ومنظمة الدول الأمريكية ومنتدى أمريكي مهتم بالقضية. وقد قدم الالتماس نيابة عن جمال أمزيان كل من مركز الحقوق الدستورية ومركز العدالة والقانون الدولي، حيث أشار بيان صادر عن هذا الأخير إلى أن "غوانتنامو أصبح رمزا عالميا للإفلات من العقاب وانعدام الإنسانية"، مضيفا "الآن هناك هيئة دولية ستتاح لها الفرصة لمطالبة الولاياتالمتحدة ومحاسبة المسؤولين عن تعذيب السيد أمزيان وسوء معاملته". وتعود أسباب قوة تعذيب أمزيان في كون القوات الأمريكية صنفته على أنه "مقاتل خطر"، وهو التصنيف الذي يتم من خلاله تسليط أقسى أنواع التعذيب على صاحبها، كما أن هذا التصنيف شمل عددا من الجزائريين.