اليوم؛ سيتحدث لك النوراني إليك عن شيئين جميع الناس في العالم يعرفونهماَ؛ الشروق؛ والغروب؛ ولو عدنا بالزمن إلى الوراء لوجدت أن رحلة الشروق مرت عليك بآلاف وأن رحلة الغروب مرت عليك بآلاف عينها. النوراني يسألك دائما: هل استيقظت يوما باكرا واعتليت هضبة أو تلة عالية يمكنك أن تبصر فيها الشمس وهى تخرج وجههاَ للعالم وهل أبصرتها وهى تشيحهه عن العالم؛ لعلك متردد قليلا أو مرتبك. لم تتذكر لا يهم، فربما قد أبصرت الحالتين ربما لم تبصر ذلك ليس ما يريد النوراني أن يرشدك إليه فهو متأكد تماما أن الصورة لم تكن في يوم من الأيام مطلبه أو مآربه ولكنه يريد أن يرشدك إلى الحكمة في صورتين متباينتين تماما. النوراني يولد من الظلام فلاَ تيأسْ وتركن للعادة. النوراني يبدأ ببطء؛ يكون في البدء خافتاً وناعماَ ثم يشتدّ نوره ويمكنه إضاءة كل شيء. النوراني هو راعى الحياة فإذا غاب طويلاً دبّ فيها الهلاك والدمار. النوراني حين لا يتجلى في العالم يرتعب الناس ويسألون: إلى متى ونحن نتعذب؟'' متى يظهر النوراني، إنّا لم نعد نحتمل؟ وتذكر دائما أن ذلك من حبهم الشديد لك؛ فالناس تعشق النور دائماً. النوراني ثابت على مسار واحد؛ قد يتغير المكان وقد يتغير الزمان لكن النوراني يعلم جيدا إلى أي مدى يمكنه أن يسير، ولديه نقطة محددة يتوقف عندهاَ دائماَ؛ لا تحزر أبدا: إنها البداية عينهاَ. النوراني لا يتعجل إذا ما خلف شيئا في ماضيه ولا يتعجل في ما سيأتي، بل هادئ جدا، سيعود حتماَ إلى ما تخلف عنه وسينال ما لم يصل إليه، إنه مسار النور الوحيد والمعروف سلفاً الذي يسلكه كل يوم. فكل طريق مجهولة لا تمت بصلة إلى المغامرة أو إلى السعادة، فأجمل المغامرات تلك التي نغامر بهاَ بأجسادناَ أو أموالناَ، ولكن بقلوبناَ حين نعرف أنه يجب عليناَ أن نتحدى ذلك الشعور بالخوف، ولعله ليس خوفاً إنما هو أقرب إلى عدم القدرة.