صدر عن دار الأوطان للنشر للمجاهدة فاطمة زهراء سليمي كتاب يتضمن مجموعة من قصائد وأناشيد وأغانٍ وطنية يقع في 64 صفحة من القطع المتوسط. وتتضمن هذه المجموعة قرابة 30 قصيدة وأناشيد وطنية منها ''قسم الأبطال'' و''نشيد الإخوة'' و''شعب الجزائر'' و''نداء الأحرار'' وكذا ''نشيد الجهاد'' و''جمال بلادي'' و''أنين سبع سنين'' وقصيدة ''عيد بلادي''. استلهمت المناضلة هذه المجموعة من المعاناة اليومية التي عاشها الشعب الجزائري أثناء فترة الاستعمار وهي كلمات تعبر عن الآلام العميقة وترسم جزائر الأمس. ويقول الأستاذ جمال قنان أستاذ التاريخ بجامعة الجزائر الذي كتب مقدمة هذا الكتاب أن هذه المجموعة انبثقت من معاناة النضالات اليومية لإحدى بنات الجزائر اللائي كان لهن شرف المشاركة المباشرة في ثورة الشعب الجزائري، وهي تعبر عن تلك الروح المعنوية العالية وعن ذلك التعلق الشديد بالهدف الأسمى المتمثل في تحرير الوطن وبناء الجزائرالجديدة. وأكد الأستاذ قنان أن المناضلة اعتبرت تحرير الوطن وبناء الجزائر ''رسالة أوكلتها الأجيال من أجدادنا إلى جيل نوفمبر الذي كان له شرف تحقيقها''، وترجمت هذه المجاهدة أحاسيسها ومعاناتها أثناء هذه الحقبة في أشعار حية عن الأحداث والوقائع المريرة وبأسلوب إبداعي تزاوجت فيه كل الأحاسيس والعواطف الإنسانية الجياشة. وتقول السيدة فاطمة زهراء سليمي إن الكتاب هو عبارة عن ''ترجمة لإحساسات وانفعالات تكونت في ذهني ووجداني خلال ظروف استثنائية''عاشتها كما عاشها الكثير من أبناء الجزائر في الفترة المنحصرة تاريخيا بين أول نوفمبر 1954 و05 جويلية .1962 وذكرت المؤلفة أن هذه المجموعة المتواضعة كتبت في مناسبات مختلفة إلى حد ما غير أن تلك المناسبات تتحد جميعا في المكان لوقوعها في مكان واحد هو القصبة. ''وما اكثر الأحاسيس والمشاعر التي تتكون في وجدان الإنسان في مثل هذه الظروف والمناسبات -- تضيف المجاهدة -- ولكن أغلبها لا يرى النور لعدم إمكانية ترجمتها ترجمة واضحة وصادقة''. وأشارت الى أن الأحداث التي عاشتها خلال الثورة التحريرية أعظم من أن تعبر عنها تعبيرا صادقا في هذا العمل الإبداعي، مضيفة أنها شاهدة حية على همجية الاستعمار ووحشيته تجاه الشعب الجزائري.