كشفت تقارير إسرائيلية منذ أسابيع عن عزم الجيش الإسرائيلي شن هجوم على قطاع غزة، واعتبر خبراء أن تكون ''القاعدة'' ذريعة إسرائيل الجديدة لعدوان آخر على غزة وتجريب أسلحة جديدة. وأصدرت جماعة تزعم ارتباطها بتنظيم القاعدة تهديدا بالعبرية توعدت فيه بالثأر من قتل إسرائيل لاثنين من ناشطي ''جيش الإسلام'' في غزة فيما وصفه خبير بأنها المرة الأولى التي تستخدم فيها هذه اللغة في تهديد من هذا النوع. تبذل الإدارة الأمريكية جهودها لإقناع الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي باستئناف المفاوضات، لكن إسرائيل تسابق الزمن لبناء المزيد من الوحدات الاستيطانية لإجهاض أي مشروع للدولة الفلسطينية. وبات الاستيطان مقوضا أساسيا للحلم الفلسطيني بإنشاء دولة مستقلة، بينما يمثل خطوة مهمة على طريق رسم الحدود المستقبلية ل''إسرائيل''، ويرى عدد من الخبراء أن عمليات الاستيطان توسعت في فترات السلام على ندرتها. يشار إلى أن لحكومة الإسرائيلية توقعت التوصل إلى اتفاق مع الإدارة الأمريكية ضمن صفقة ''الترسانة العسكرية مقابل تجميد الاستيطان لبضعة أشهر''، مما قاد وزير الدفاع الإسرائيلي ايهود باراك إلى تسخير كافة جهوده في إقناع اليمين المتطرف بالقبول بعرض واشنطن، بينما ترفض السلطة الفلسطينية أن تكون المباحثات بشأن عودة المفاوضات ذريعة لتزويد تل أبيب بالسلاح. وتدرك القيادة الإسرائيلية أهمية المقترح الأمريكي بمنحها ضمانات ومكافآت سياسية وأمنية، ومدها بأحدث الأسلحة ومنها القنابل الذكية مقابل تجميد الاستيطان لثلاثة أشهر فقط، في السير نحو إقامة دولتهم، دون التضارب مع الإرادة الدولية والأمريكية في استئناف المفاوضات مع الفلسطنيين. وقامت الحكومة الإسرائيلية بتسخير جهودها في سبيل إقناع اليمين المتطرف بالموافقة على صفقة واشنطن، وذكرت مصادر صحفية إسرائيلية أن إيهود باراك وعد زعيم حزب ''شاس'' اليميني المتطرف إيلي يشاي بإصدار عشرات المناقصات للبناء في المستوطنات بعد انتهاء فترة تجميد الاستيطان، مقابل امتناع الأخير عن معارضة تجديد تجميد الاستيطان. ولم ترض السلطة الفلسطينية على المباحثات الأمريكية الاسرائيلية مشددة على موقف الرئيس محمود عباس المتمثل بأن أي ربط بين تجميد الاستيطان وتسليح إسرائيل أمر مرفوض، وقال الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة، إن القيادة الفلسطينية أبلغت الإدارة الأميركية رسمياً بأنها لا تريد أن يكون المسار الفلسطيني ذريعة لقيام أميركا بتزويد إسرائيل بالسلاح. وأعطت التسريبات الإعلامية التي أُعلن عنها مؤخرا عن الإدارة الأمريكية بتجميد الاستيطان لفترة زمنية واستثناء القدس الضوء الأخضر لقرارات هدم المنازل، وبذلك ستكون القدس بعقاراتها ومواطنيها ومقدساتها الضحية لهذه الممارسات الخطيرة التي تشمل تغيير التركيبة الديموغرافية في المدينة. وأكد رئيس وحدة القدس في الرئاسة الفلسطينية المحامي أحمد الرويضي أن الأوضاع الميدانية في القدس مرشحة للتصعيد مع الرسالة التي صدرت عن المستشار القانوني للحكومة الإسرائيلية التي يطالب فيها بهدم مئات منازل المقدسيين. وأفادت تقارير بأن الإدارة الأمريكية قدمت رزمة ضمانات لإسرائيل تشمل تقديم 20 طائرة حربية من طراز أف-35 ستيلث بقيمة ثلاثة مليارات دولار، وتعهدات بتعزيز التأييد الدبلوماسي الأمريكي لتل أبيب في الأممالمتحدة، وذلك مقابل تجميد الاستيطان لمدة ثلاثة أشهر والكشف عن تفاصيل تتعلق بصاروخ ''تموز'' الذي طورته الصناعات العسكرية سرا منذ عشرات السنين وتم استخدامه للمرة الأولى في حرب لبنان الثانية قبل أربع سنوات وسيتم استخدامه لضرب أهداف في قطاع غزة.