الخرجة الأخيرة للفريق الوطني على أرضية ملعب لوكسمبورغ، يوما فقط قبل احتفالنا بذكرى فرحة ''أم درمان'' التي أماتت ثم أحيت شعبا بأكمله في ظرف سويعات قليلة... لا زلنا نتلذذ بنشوتها حتى اليوم.. النتيجة السلبية التي افترق عليها الفريقان، لم تترك فينا شكا: ''لا الشيخ ولا بن شيخة'' قادرين عليها، أو سيأتيان في واقع الأمر بالجديد، وكل ما كان من الممكن أن يقدمه سعدان فإنه لم يبخل به. فلا القادمون الجدد برعوا وتمكنوا من خلق ''الديكليك'' ولا القدامى عادوا ل ''عز ياماتهم''، وصنعوا فرجة ''يامات زمان'' وإن لم يكن ذلك بالبعيد جدا، والدليل نتيجة المباراة ''الودية'' التي انتهت غير مرضية تماما، بالنظر إلى حجم التأييد الذي لقيه الفريق هناك من طرف جاليتنا التي حولت مدرجات الملعب إلى ''عرس حقيقي''، وذكرتنا فعلا بشهر نوفمبر من العام الماضي. هذا الفريق ورغم نقائصه التي يظهر عليها حاليا يعمل على قدم وساق لاسترجاع ما كان في يوم من الأيام متاحا وبسيطا، يحضر لاستقبال نظريه المغربي الأشهر المقبلة، هذا الأخير الذي يسعى هو الآخر لتخطي عقبة الفريق الوطني، الذي مهما كانت نتائجه اليوم ضئيلة وغير مقنعة، فإنه يبقى فريقا ثقله لا يقارن سوى بثقل ''الموندياليين''.. الذين أرعبوا الإنجليز. الحقيقة أن التحضير لمباراة مارس لا تستدعي ''هول'' كبير ولا ''تقلاق'' ولا حتى ذرة ''زعل'' على ما قد يحدث عقب انتهاء المباراة، فيكفينا ما حدث من قبل، والأجدر بصحافتنا اليوم الاهتمام بكيفية إعادة إحياء هذا الفريق دون الضغط عليه ولا على اللاعبين. من العبث أن تعيد صحفنا ''المبجلة'' طرح تلك ''المانشيتات'' الباعثة على الكره والشقيقة بين البلدين الجزائري والمغربي، وليتفادى جميعنا تلك التعليقات الساذجة التي أوقعنا فيها المصريون من قبل، وليتفادى جميعنا التصريحات النارية، ودفع اللاعبين إلى تهويل المباراة ونتيجتها. علينا جميعا ومن اليوم، التحضير لمباراة لا هي ''مصيرية '' ولا هي ''قتالية'' ولا هي ''نارية'' مثلما يتوقع الجميع، خصوصا أولئك الذين تعودوا على الاقتيات من حطب النميمة والانشقاق، ليرقصوا على أجساد الضحايا، ويجنوا ما يجنوا ... لسنا بحاجة إلى نتيجة مباراة، ولن يمهنا إطلاقا إن فاز فريقنا أم فشل، ومثلما صنعنا مجدنا بالأمس عندما كنا قادرين على خلط أوراق ''الفراعنة''، فإننا سنتقبل بكل عفوية مجد غيرنا على حسابنا، وليست نهاية العالم لو فاز الفريق المغربي علينا، بل فقط هي نتيجة أخطاء متراكمة صنعتها أطراف فاعلة في الفريق الوطني وفيدرالية كرة القدم لدينا، فلنتحمل عاقبتها.