اليوم وقد انتهى مشوار ''الخضر'' بأداء ''مشرف'' لا غبار عليه، رغم انتقادات ''اللايمين'' والثائرين، حان وقت ''الصح''، ليس لأجل التأسيس لفريق قوي خال من الشوائب، أو لأجل التحضير لإقصائيات مونديال ,2014 ولا لأجل ضمان التأهل لكأس أمم إفريقيا المقبلة التي لم يسعفنا الحظ هذا العام باجتياز مباراة نصف النهائي منها.. ولكن حان وقت ''الصح'' لأجل معاتبة ووضع في ميزان العقل و'' فلترة'' بعض العناصر الغريبة العجيبة المسيطرة على كواليس ''الخضر''، والتي على الرغم من أننا نقف وقفة شكر وامتنان أمام كل ما قدمته للفريق الوطني والجزائر بطبيعة الحال وهي على ذلك مأجورة، إلا أننا نرى فيها ملامح ''شيبة النار وجرة النحس'' على المنتخب الوطني، كونها اعتقدت نفسها لوهلة ما أنها ''الكل في الكل'' وخير من فيه. بعض عناصر المنتخب الوطني التي لا تخشى الانضباط والانصياع، يلزمها من يؤدبها فعلا، كونها تخطت الحدود الحمراء، وصارت تلعب على المكشوف ألاعيب ''الصيع'' مثلما يقول المصريون. بعض عناصر الفريق الوطني، تحدت ليس صعاب المنافسة الكروية، ولم تبحث كيف تصحح مشوارها الخاطئ، أو التفوق على ذاتها بإبراز إمكانياتها، وإسعاد مئات آلاف بل ملايين المناصرين العاشقين ل ''الخضرة''، لكنها راحت تخرب بيتها بيدها، بالنيل من كل ما تبقى لها من حب ومودة وسط قلوب الجزائريين الذين إن أحبوا أحدا مدوه ملكوت الأرض وما عليها، وإن حدث العكس واكتشفوا عجرفته وخطاياه مسحوا به الأرض ومن عليها. الحقيقة أن عددا من لاعبينا اعتقدوا أن دوام الحال والنعمة ليس من المحال، وأنهم سيرثون المنتخب الوطني، بل وقيل إنهم يفهمون في كل شيء، قيل عنهم إنهم يضعون خططا للعب لأنفسهم دون عقدة، و''يا ريتها تصلح''، يدخلون إلى الملعب ويخرجون منه ب ''تفرعينهم''، ثم يعنفون بل ويضربون دون رقيب أو حسيب، فسبحان الله فيهم، آن الأوان لينزاحوا تماما، أم لم يقل لهم أحدا أنها نهاية المشوار وقد ''شاخوا''.. تحسبهم فوق أرضية الملعب ''عجايز'' وتصرفاتهم لا تليق بمنتخبنا إطلاقا. لن ألوم الشيخ سعدان مثلما يفعل البعض، فرغم كل شيء الشيخ يبقى ''شيخ الشيوخ'' أليس هو من أهلنا للمونديال 3 مرات، لكن صمته على ما جرى ويجري من كواليس خطيرة داخل المنتخب، لم تترك فينا شكا أن سعدان يقولها في نفسه: ''إن صمتي لا يعني جهلي بما يدور حولي .. ولكن ما يدور حولي لا يستحق كلامي''، إنما يستحق تحرك المسؤولين القائمين على شؤون الرياضة وكرة القدم تحديدا لإنقاذ واحتواء هذا الفريق الشاب الذي أسعدنا في الكثير من المناسبات.