عام يمر على ما اصطلح عليه ب “ملحمة أم درمان” التي أشّرت لتأهل الخضر للمونديال بعد طول غياب، قد تبدو كلمة ملحمة مبالغا فيها، مادام أن الجزائر كانت قد تأهلت قبل ذلك مرتين من قبل لنهائيات كأس العالم، كن الظروف الخاصة التي سبقت وأحاطت بتلك المواجهة الفاصلة أمام المنتخب المصري في ستاد المريخ تجعل من إطلاق وصف الملحمة على مباراة 18 نوفمبر أمرا منطقيا ومعقولا، الفوز على الفراعنة في تلك المباراة لم يكن يعني الوصول للمونديال بعد 24 سنة فحسب بل كانت قضية نيف وشرف وكرامة تلك التي أراد البعض في الجانب المصري الدوس عليها، وثأر لدماء لاعبينا وأنصارنا أياما قبل ذلك في القاهرة. مباراة أم درمان ستبقى محفورة في الذاكرة الفردية والجماعية للجزائريين الذين خرجوا في احتفالات لم تشهدها الشوارع الجزائرية منذ الاستقلال، ومشاهد احتفال الجماهير الجزائرية المحتشدة من مطار هواري بومدين لقصر الشعب ستبقى خالدة في الأذهان. اليوم تعود الذكرى، لكن بأي حال وجدت عليها المنتخب الجزائري، هزائم متلاحقة وانكسارات وعام يكاد يكتمل دون فوز. هذا ما يدركه بعض اللاعبين الذين خاضوا مواجهة أم درمان، هؤلاء الذين التقيناهم في معسكر الخضر في لوكسمبورغ والذين لا يريدون لعجلة التاريخ أن تتوقف يوم 18 نوفمبر وينتظروا سنوات وسنوات طويلة ليعيشوا مثلها، كما كان الحال في خيخون يوم الفوز على الألمان والتي نعيش على أطلالها لحد اليوم. أم درمان يجب أن لا تكون خيخون ثانية، هذا هو لسان اللاعبين الذين استحضرت “الهداف” معهم تلك المباراة الخالدة. «من منتخب مونديالي إلى منتخب يبحث عن التأهل لكأس إفريقيا” وسار حال المنتخب الوطني خلال العام المنصرم من النقيض إلى النقيض، فعرفت نتائجه منحى تنازليا خطيرا كانت الخسارة المهينة أمام إفريقيا الوسطى أكبر مؤشر على ذلك، وحتى الوصول لنصف النهائي من كأس إفريقيا في أنغولا كان ليحجب الحقيقة المرة بداية بكونه خسر بنتائج قياسية مع الثلاثة أمام مالاوي والرباعية أمام مصر والتأهل بفضل هدف حليش الوحيد في مرمى مالي، وبأننا كنا المنتخب المونديالي الوحيد بجانب الهندوراس الذي لم يحرز أدنى هدف خلال مونديال جنوب إفريقيا، وبأن تأهل الخضر لنهائيات أمم إفريقيا ليس مضمونا بعد النتائج المخيبة أمام تانزانيا وإفريقيا الوسطى. المنتخب الوطني خسر الكثير من مصداقيته وشعبيته الطاغية بعد عام من وصوله القمة في أم درمان، ومن منتخب مونديالي إلى منتخب مهدد بالخروج من نهائيات أمم إفريقيا، تساؤلات كثيرة تطرح وعلامات استفهام توضع عن أسباب هذا التراجع الرهيب. «إجماع على أن التغييرات التي أعقبت أم درمان لم تكن في محلها” ويجمع اللاعبون الذين تحدثنا معهم وفي مقدمتهم صاحب الهدف التاريخي في مرمى عصام الحضري عنتر يحيى على أن أسباب هذا السقوط الرهيب للمنتخب بعد عام عن التأهل يعود بالأساس للتغييرات الكبيرة التي طرأت على المجموعة التي أطاحت بأبطال إفريقيا في ستاد المريخ، تغييرات لم تكن مدروسة ولا منطقية وهزت تلك الوحدة والروح التي كانت سلاح سعدان في مواجهة قوة الفراعنة. إقصاء لاعب مثل زاوي الذي كان يلعب دورا رئيسا في اللحمة التي تشكلت بين المحترفين والمحليين مقابل لاعب متواضع مثل بلعيد كان خطأ جسيما لا يغتفر، التضحية بالقائد منصوري الذي دافع بإخلاص عن الألوان الوطنية لفائدة لحسن الذي لم يفز الخضر معه لحد الآن كان أيضا خطأ ثانيا أضر كثيرا بالمنتخب. الأخطاء كانت كثيرة والمنتخب دفع ثمنها بنتائجه المتردية وأدائه السلبي الذي قاده لفقدان ثقة جماهيره العريضة. «تأكيد على ضرورة نسيان أم درمان وفتح صفحة جديدة أمام المغرب” نقطة أخرى يجتمع عليها لاعبو الخضر الذين كانوا حاضرين يوم 18 نوفمبر 2009 بأم درمان وهي ضرورة نسيان ما تحقق يومها وقلب الصفحة والتفكير في المستقبل والعمل من أجل أن لا تتوقف عجلة الانتصارات للمنتخب في ذلك التاريخ. بوڤرة، عنتر، زياني، يبدة ولموشية ممن عاشوا تلك التجربة الرائعة وحتى وإن كانوا يجزمون بأن عيش لحظات بقوة وحرارة الفوز والتأهل أمام المنتخب المصري والاستقبال البطولي الذي حظيوا به بعد العودة من السودان يبقى أمرا صعبا، إلا أن إدخال الفرحة والبهجة للجماهير الجزائرية لا بد أن يعود من بوابة مواجهة المنتخب المغربي شهر مارس المقبل، حتى لا يدخل المنتخب في نفق مظلم كالذي عاشه بعد أم درمان. ------------ عنتر يحيى: “أم درمان صارت من الماضي، وعلينا أن نعمل حتى نعيش لحظات قوية مثلها” «المجموعة تغيرت كثيرا، ولن نجد أفضل من المغرب لنعيد تلك الروح” تمر بعد غد (الحوار أجري قبل مباراة لوكسمبورغ) الذكرى الأولى للمباراة البطولية التي خضتموها أمام منتخب مصر في أم درمان والتي تأهلت بفضلها الجزائر لكأس العالم، ماذا تمثل هذه الذكرى بالنسبة لك؟ — هي ذكرى عزيزة بالنسبة لنا، وهذا لا خلاف حوله، لكن علينا أن لا نمنحها أكثر من حقها، ذلك الفوز صار من الماضي والتاريخ يجب أن لا يتوقف عند مباراة أم درمان. لا أريد أن تبقى أم درمان مناسبة هامة طيلة العشر سنوات المقبلة، علينا تجاوز الماضي والتفكير في المستقبل، في الرهانات الهامة التي تنتظرنا، والعمل بكل جدية من أجل تقديم مباريات جيدة ومقنعة ومرضية بالنسبة لجماهيرنا وأنصارنا، وإن شاء الله نعيش لحظات قوية وكبيرة مثل تلك التي عشناها في أم درمان. - لكنها تبقى حتما ذكرى هامة في مسيرة المنتخب الوطني، أليس كذلك؟ — أكيد، التأهل لنهائيات كأس العالم بعد طول غياب ووسط الظروف التي عشناها قبل تلك المباراة في أم درمان جعلت ذلك الفوز إنجازا هاما. كانت فعلا لحظات عجيبة، لكني كما قلت لا أريد أن نبقى نعيش على أمجاد الماضي، التاريخ لم يتوقف في أم درمان، ويجب أن لا نضيع عشر سنوات بعد ذلك، علينا أن نفكر في المستقبل ونعمل بجد حتى نعيش لحظات قوية وانتصارات كبيرة مثل ذلك الانتصار الهام. - خلال هذا العام أشياء كثيرة حدثت والمنتخب تراجع تماما، هل كنت تتوقع هذا السيناريو؟ — في كرة القدم، في مسيرة منتخب أو حتى في مسيرة اللاعب الأمور تسير بسرعة كبيرة، من الممكن أن تتقدم كما من الوارد أيضا أن تتراجع تماما، المهم هو أن تعمل على البقاء في المستوى الذي وصلت إليه. أمور كثيرة حدثت خلال العام الماضي، لكن كما قلت سلفا يجب أن لا نتوقف عند تلك المباراة وعلينا أن نفكر في المستقبل ونسعى من أجل عيش انتصارات أخرى، بداية بالفوز في مباراة اللوكسمبورغ، وبعدها أمام المغرب في شهر مارس المقبل. ولأجل ذلك لا توجد وصفة سحرية، العمل بجدية هو المفتاح لتحقيق ذلك. - تفضل قلب الصفحة إذن؟ — نعم أفضل أن نقلب تماما صفحة أم درمان والتفكير في المستقبل، ونفتح صفحة جديدة مع هذه المجموعة المتجددة والشابة. صحيح أننا نمر بمرحلة صعبة في الفترة الأخيرة، لكن ما تزال أمامنا فرصة للعودة وأعتقد أن مباراة المغرب فرصة كبيرة لنا من أجل كتابة التاريخ مجددا. وقبلها لابد من أن ننجح في الاختبارات الودية التي تنتظرنا أمام اللوكسمبورغ، وبعدها أمام تونس في شهر فيفري المقبل حتى نكون في أفضل حالاتنا المعنوية قبل مواجهة المغرب. - ما الذي تغير خلال عام وجعل المنتخب الذي سمي بمحاربي الصحراء يتحول لمنتخب يخسر أمام منتخب متواضع مثل إفريقيا الوسطى ويطرح العديد من التساؤلات؟ — حدثت تغييرات كثيرة، المجموعة التي كانت في أم درمان تختلف كثيرا عن تلك التي كانت في إفريقيا الوسطى، وهذا الأمر دفعنا ثمنه، نحن حاليا في مرحلة إعادة بناء المنتخب مع عناصر جديدة التحقت به. وأعتقد أنه لا يوجد أفضل من مباراة المغرب من أجل إعادة هذه الروح التي كنا عليها في أم درمان. ---------------- إعتبر إنجاز أم درمان من الماضي ويجب نسيانه... زياني: “من الضروري أن نقلب صفحة السودان ونفكّر في مستقبل المنتخب الوطني” رفض صانع ألعاب المنتخب الوطني كريم زياني أن يطيل في الحديث بخصوص لقاء مصر في أم درمان الذي أهل الجزائر إلى نهائيات كأس العالم في مثل هذا اليوم من السنة الفارطة، حيث اعتبر أن ذلك اللقاء قد مرّ وأصبح من الذكريات، حيث أن المنتخب الوطني الآن تنتظره تحديات جديدة وعليه أن يكسبها فوق الميدان أين تلعب، وليس بذكريات الماضي حتى لا يحدث له ما حدث في العشريتين الماضيتين. «لا يمكننا أن نواصل العيش على ذلك الإنجاز طيلة حياتنا” وقال زياني في تصريح ل “الهدّاف” على هامش الحصة التدريبية الأخيرة للخضر في “لوكسمبورغ” سهرة أول أمس : “يجب الكف عن الحديث عن الماضي والنظر إلى المستقبل، لأن هذا الأمر لا يمكنه أن ينفع المنتخب الوطني في شيء لأن لقاء السودان ذلك مرّ ولعبنا بعده حوالي 20 لقاء، وهنا أؤكد أنه لا يمكننا أن نواصل العيش على ذلك الإنجاز طيلة حياتنا حتى لا يحدث لنا ما حدث بعد مونديال 86، حيث بقيت الجزائر بعيدة عن كأس العالم 24 سنة كاملة”. «كل شيء تغيّر الآن في المنتخب مقارنة بما كان عليه قبل سنة” وواصل لاعب “فولفسبورغ” كلامه بالتأكيد : “المنتخب الوطني تغيّر حاليا كثيرا عمّا كان عليه الحال قبل سنة من الآن، خاصة أنه لم يبق في تعداده الحالي المتواجد في لوكسمبورغ مقارنة بلقاء مصر في السودان إلا عدد قليل من اللاعبين يعدّون على أصابع اليد الواحدة، كما أن الطاقم الفني تغيّر أيضا تماما وحتى نظرة الجمهور الجزائري نحو منتخبه تغيّرت حيث زادت ثقته ومطالبه نحو التشكيلة الوطنية”. «يجب مساعدة اللاعبين الجدد ومنحهم الوقت اللازم حتى نقود الجزائر مجدّدًا إلى المونديال” زياني لم ينس توجيه طلب عبر “الهدّاف” لوسائل الإعلام حتى تساعد المنتخب الوطني في هذا الظرف وخاصة اللاعبين الجدد المتواجدين فيه، لأنه هو وعنتر يحيى، بوڤرة وغيرهم من الكوادر لم يقودوا الجزائر في سنة للذهاب إلى كأس العالم بل إن ذلك كان ثمرة سنين من العمل على حد تعبيره، مؤكدا في ذات السباق أن اللاعبين الجدد يجب منحهم وقتًا من أجل التأقلم مع أجواء المنتخب وطريقة لعبه مؤكّدًا أن الجزائر قادرة على الذهاب مجددا إلى كأس العالم في وقت قصير إذا تضافرت جهود الجميع والتف الكل حول الخضر. ----------------- بوڤرة :«يوم 18 نوفمبر سيبقى راسخا في الأذهان وقادرون على تكرار إنجاز أم درمان” «الاستقبال الذي حظينا به في شوارع العاصمة لا يمكن للعقل أنه يتصوّره ولن أنساه أبدًا” مجيد، قبل كل شيء بماذا يذكرك تاريخ 18 نوفمبر ؟ أكيد أن هذا اليوم لن ينسى وهذا مثلما تعرفون أنتم ذلك، حيث أنه سيبقى راسخا في أذهان كل جزائري يعشق المنتخب الوطني، وأكيد أن الإنجاز الذي قمنا به السنة الفارطة هو نفسه الذي قام به جيل الثمانينات، حيث كان لاعبو ذلك الجيل هم قدوة لنا والأكيد أن الأجيال القادمة ستقتاد بما قام به جيلنا نحن أيضا. ما هي الصورة التي تحتفظون بها من إنجاز الخرطوم ؟ بصراحة كل ما عشته في ذلك اليوم لا يمكن أن يمحى من ذاكرتي، لكن الصورة التي أثّرت فيّ كثيرا تبقى لحظة الدخول إلى ملعب أم درمان أين شاهدت الآلاف من الجمهور الجزائري متواجدين فوق مدرجات ذلك الملعب، حيث تنقلوا رغم بعد المسافة بقوة من أجل الفوز في ذلك اللقاء المصيري. وما هي أحسن ذكرى لك من تلك المباراة ؟ الأحسن على الإطلاق كانت في اليوم الموالي للقاء حين عدنا إلى أرض الوطن أين كان التلاحم بيننا وبين الجمهور في الجزائر كبيرًا، وهذا لمّا جبنا شوارع العاصمة عند عودتنا من السودان، حيث أن ما عشناه يومها كان أمرًا رائعًا لا يمكن للعقل أن يتصوّره. خلال إقصائيات التأهل إلى مونديال 2010 ما هو اللقاء الذي فرحتم كثيرا عند فوزكم به، هل هو الذي لعب في السودان ؟ لا أبدًا، هو ذلك اللقاء الذي هزمنا فيه مصر بثلاثية في البليدة، حيث لمسنا فرحة لا توصف عند الجمهور الجزائري، وهذا الأمر منحنا نحن اللاعبين ارتياحا كبيرًا وشعرنا بفخر واعتزاز كبيرين. هل تصوّرتم أنكم ستعيشون تلك اللحظات التاريخية طيلة مشواركم الذي أهّلكم إلى المونديال ؟ بصراحة كنت متفائلا، حيث كانت لديّ ثقة كبيرة في المجموعة التي كنا نملكها، والآن إن شاء الله بالعمل مع تحسّن النتائج فإننا سنسترجع تلك الثقة التي فقدناها في اللقاءات الأخيرة. هل يمكن لك أن تروي لنا حادثة طريفة وقعت لكم في أم درمان ؟ هناك الكثير من الحوادث الطريفة التي وقعت لنا والتي لمّا أتذكرها أنفجر بالضحك، لكن صدّقوني لست قادرا الآن (الحوار أجري سهرة أول أمس) على سرد واحدة منها لأن هناك الكثير. منذ إنجاز أم درمان ماذا تغيّر بحق في المنتخب الوطني ؟ كي أكون معكم صريحا لم يتغيّر شيء كثير، ربما سوى أننا أصبحنا في كل لقاء مطالبين بتأكيد المستوى الذي وصله المنتخب الوطني، حيث أن اللقاءات أصبحت كثيرة، خاصة مع نوادينا، وصدّقوني أنه لم يعد لنا حتى الوقت الكافي من أجل معايشة نشوة كل انتصار. بالنسبة لإصابتك مجيد هل هناك أي جديد ؟ لا يوجد أي جديد وسأكون أكثر معرفة بنوعية إصابتي حين أعود إلى “غلاسكو” أين سأجري كشوفا أخرى، وما يمكنني قوله هو أن غيابي قد يمتد إلى أسبوعين أو ثلاثة عن الميادين. ------------------- يبدة: “إنجازات مثل أم درمان ممكن أن تتكرّر” من بين العناصر المتبقية من كتيبة سعدان التي حققت نصر أم درمان، اللاعب حسان يبدة الذي انطلقت مسيرته مع “الخضر” في تلك المباراة عندما استغل عقوبة لموشية في مباراة القاهرة يوم 14 نوفمبر ليحل مكانه في المواجهة الفاصلة في التشكيلة الأساسية لأول مرة. ذكرى التأهل استحضرها لاعب نابولي معنا وبدا فخورا جدا وهو يتحدث عن ذلك الانجاز في ذكراه الأولى، حيث قال: “لقد مر عام على ذلك الفوز الذي سيبقى محفورا حتما في ذاكرة الجميع، وأنا فخور جدا لأني كنت أحد المساهمين في كل تلك الفرحة التي عاشها الشعب الجزائري في ذلك اليوم، وانجازات مماثلة ممكن أن تتكرر، يجب أن لا تقلقوا”. «كانت مباراتي الأولى مع الخضر وكان فوزا تاريخيا” وكيف ل يبدة أن ينسى مباراة أم درمان وهي التي عرفت حدثين هامين في مشواره، الأول هو أول ظهور له في التشكيلة الأساسية في النخبة الوطنية مستغلا -كما ذكرنا عقوبة لموشية في مباراة القاهرة أربعة أيام قبل ذلك- والثاني كان الفوز الرائع والتأهل إلى المونديال بعد 24 سنة من الانتظار: “كيف لي أن أنسى تلك المباراة التي كانت أول مباراة لي في التشكيلة الأساسية مع الخضر والتي تزامنت مع ذلك الفوز التاريخي الذي لن أنساه أبدا وسيبقى محفورا في ذاكرتي وذاكرة الجميع”. «الرحلة من المطار إلى الرئاسة كانت اللحظات الأقوى في حياتي” وعلى غرار لموشية، يقول اللاعب الأنيق ل«الخضر” أن اللحظات الأقوى لم تكن الفرحة التي عاشها هو وزملاؤه بعد نهاية المباراة والفوز والثأر والتأهل على حساب المنتخب المصري، بقدر ما كان الاستقبال الأسطوري الذي خصت به العناصر الوطنية من طرف الجماهير الجزائرية من المطار إلى الرئاسة، حيث قال في هذه النقطة: “أقوى لحظات حياتي هي ذلك الاستقبالي الأسطوري الذي حظينا به من طرف الجماهير الجزائرية من المطار إلى الرئاسة، أين تم تكريمنا من طرف رئيس الجمهورية. من كل ما عشته أكثر ما أثر فيّ هو الاستقبال الضخم الذي قابلنا به الجمهور القياسي لدى عودتنا وكان أمرا رائعا، كان أمر خارقا أن ترى تلك الفرحة العارمة التي عمت جماهيرنا وهي فخورة بنا، كانت فعلا لحظات رائعة لا تنسى”. «علينا أن نبعث حظوظنا في مباراة المغرب” ويضم يبدة صوته إلى صوت زملائه بأن أم درمان وإن تبقى محطة راسخة في تاريخ الكرة الجزائرية إلا أنه من غير المعقول أن تتوقف انجازات “الخضر” عندها وبالتالي فلا بد من فتح صفحة جديدة خلال الفترة المقبلة حيث قال: “نحن نمر بمرحلة تراجع بسبب النتائج السلبية التي سجلناها مؤخرا، والهزائم المتتالية أمام الغابون وإفريقيا الوسطى والتعثر أمام تنزانيا، علينا أن نعود بقوة من بوابة المغرب. الفوز أمام هذا المنتخب سيعيدنا إلى السباق، صحيح أن المغرب يعود بقوة ويضم عناصر جيدة، لكننا نملك الحظوظ نفسها، ولم نفقد الأمل وانتصارات مثل أم درمان ممكن أن تتكرّر”. --------------- رحو، زاوي وصايفي يسترجعون ذكريات أم درمان وموقعة القاهرة رحو: “تأهُلنا التاريخي في أم درمان خفّف عنا وطأة اعتداءات القاهرة” سليمان رحّو واحد من الدوليين السابقين الذين عايشوا الفترة الزاهية للمنتخب الوطني، وساهموا في تأهله إلى نهائيات كأس العالم 2010، ولم يكن لنا أن نمرّ مرور الكرام على ذكرى غالية كهذه دون أن نسترجع وإيّاه ما الذي لا يزال يحتفظ به في ذاكرته، حيث قال في اتصال هاتفي جمعنا به ظهر أمس: “أنتم تعودون بي سنة إلى الوراء وبالضبط إلى ذكرى غالية وعزيزة على قلوبنا وعلى قلوب كل الشعب الجزائري، لا يمكنني أن أنسى ما حييت ما عشناه خلال تلك الفترة، سواء الأيام الزاهية التي عشناها سويّا طيلة التصفيات، أو الأوقات الحرجة التي مررنا بها في الجولات الأخيرة من التصفيات، ولا اليوم الذي لا ينسى عندما عدنا بالتأهل من السودان، إنه أحد أفضل أيام حياتي، لأننا آمنا بأنفسنا ورفعنا التحدي ونجحنا”. وعن ما إذا كان قد نسي أحداث القاهرة بعد مرور أكثر من سنة على ذلك ختم محدثنا يقول: “مستحيل أن ننسى تلك الاعتداءات، أعترف أن فرحة التأهل يوم 18 نوفمبر خفّفت من وطأة وصدمة تلك الأحداث، وجعلتنا نعيش في عالم آخر، لكن لا يمكن أن أنساها شخصيا، لأني عايشت الجحيم رفقة رفاقي، صحيح أني لا أكنّ اليوم أي حقد للمصريين، غير أن التاريخ سيبقى يذكر أننا كنا عرضة لاعتداءات في بلدهم”. زاوي: “عندما أتذكّر أم درمان تنهمر الدموع من عينيّ دون شعور” صخرة الدفاع الشلفاوي سمير زاوي مهندس آخر من مهندسي الوصول إلى جنوب إفريقيا، ما إن اتصلنا به أمس هو الآخر وطلبنا منه تصريحا حول مرور سنة على ذلك التأهل، حتى أكّد أن بدنه اقشعر لاسترجاعه تلك الصور، مضيفا: “هي ذكرى غالية على قلبي كثيرا، من المفروض أن نحيي نحن اللاعبين الذين شاركنا في وصول الجزائر إلى المونديال عيد ميلاد لذلك التأهل في كل يوم 18 نوفمبر من كل سنة، أمور كثيرة جميلة حدثت يومها لا ولن تمحى من ذاكرتي، ومجرد تذكرها فقط يجعل الدموع تنهمر من عينيّ دون شعور، اليوم لا يسعني إلا أن أحمد الله على كل شيء، على أني كنت من بين الحضور والمساهمين في تأهل الجزائربأم درمان، وهو شيء قد يمحوه البعض من مخيّلتهم، غير أن التاريخ سيبقى يحفظ عن ظهر قلب بأن زاوي وغيره ساهموا في التأهل إلى المونديال”. وعمّا إذا كان قد نسي اعتداءات المصريين السافرة بالقاهرة، أضاف قائلا: “لا أنسى تلك الاعتداءات أيضا، لأننا كنا نعتقد بأننا أشقاء، فإذا بنا نستقبل بالطوب وغير ذلك لدى وصولنا، وما حز في نفسي أنهم ضربونا وبعدها كذبوا واشتكوا بأننا نحن من قمنا بتكسير الحافلة، وما حزّ في نفسي أكثر الاعتداءات التي راح أنصارنا ضحية لها، يومها أذكر أن صديقا “شلفاويا” اتصل بي في مصر وقال لي نحن نتعرض إلى الاعتداء من الأنصار، بكيت من أجله وغاضتني عمري كثيرا، فكيف تريدني أن أنسى، يا أخي حڤرونا والحمد لله أن ردّنا كان فوق الميدان بعد أربعة أيام فقط”. صايفي: “ذكرى أم درمان تزامنت وعيد الأضحى، ولا زلت احتفظ بالهاتف الذي التقط صور الاعتداءات في القاهرة” عندما تقول رفيق صايفي لا بد أن تقول أن أهدافه الثلاثة في التصفيات هي التي قادت المنتخب إلى “المونديال”، وعندما تقول صايفي لا بد أن تذكر أن هاتفه النقال هو الذي نقل كل صغيرة وكبيرة عن اعتداءات المصريين في القاهرة، وهو الآخر لن تمر الذكرى الغالية لتأهل الخضر إلى المونديال دون أن نأخذ انطباعه، حيث اتصلنا به ظهر أمس وقال: “18 نوفمبر ذكرى غالية، نسترجع من خلالها ذكريات جميلة لا تنسى، وتبقى راسخة في الأذهان والقلوب إلى الأبد، سواء لنا كلاعبين، أو الجمهور الجزائري أو العائلات وغير ذلك، تبقى راسخة في قلوب 36 مليون جزائري خرجوا يومها للشوارع من أجل الاحتفال بذلك الإنجاز، في رأيي هذه الذكرى عيد بأتم معنى الكلمة، لاسيما أنها تزامنت وعيد الأضحى... الله يبارك، وتزامنت أيضًا ولقاء الجزائر الذي سيُلعب هذا المساء أمام منتخب لوكسمبورغ (الاتصال تم أمس بصايفي لذلك حدثنا عن اللقاء الودي) الذي أتمنى أن يكون بمثابة الانطلاقة الحقيقية للمنتخب الوطني من جديد”، وعمّا إذا كان قد هضم حتى الآن ما كان ورفاقه عرضة له في مصر من اعتداءات أم لا، قال صايفي: “صدقني منذ 4 أيام فقط كنت رفقة أحد الأصدقاء بباريس، وأعدنا مشاهدة كل “فيديوهات” تلك الاعتداءات بالإضافة إلى صور الاحتفال بالتأهل، ومن خلالها استرجعنا كل الذكريات والأيام الجميلة التي لا تنسى، نحن لا ننسى والتاريخ لا ينسى، وسأكشف لك عن سرّ هام، وهو أني أحتفظ إلى يومنا هذا بالهاتف الذي نقلت به أحداث الاعتداء مباشرة من الحافلة، أحتفظ به وبكل الصور والفيديوهات التي يحملها، صور الرشق، صور المصابين والدماء تسيل من رؤوسهم، صور الحجارة، وكل شيء يتعلق بتلك الأحداث التي لن ننساها ولن يمحوها التاريخ إلى الأبد، ومن يدري فقد يكبر أبنائي يوما وأريهم الهاتف وما فيه من أدلة قاطعة تدين من اعتدوا علينا، وأحمد الله اليوم أني قدّمت أشياء ساعدت بها بلادي سواء بتلك الصور، أو بما كنت أقدّمه فوق الميدان”. ------------------------------ اللاعبون قضوا يوما غير عادي وحادثة مطمور أفسدت فرحتهم بالعيد لم يكن من السهل على أي واحد يتواجد في لوكسمبورغ قضاء عيد الأضحى المبارك بعيدا عن العائلة والأصدقاء سواء تعلق الأمر باللاعبين أو الطاقم الفني أو حتى الصحفيين الذين تنقلوا إلى هنا من أجل تغطية التربص، مادامت الأجواء كانت مختلفة جدا عمّا تعوّد عليه الجميع في غياب تام ل “بنّة” العيد رغم الجهود التي قام بها مسؤولو بعثة المنتخب الوطني حتى لا يحس اللاعبون بأنهم بعيدون عن عائلاتهم. ليلة العيد كانت صعبة خاصة على اللاعبين المحليين وقبل التفصيل في الكيفية التي قضى بها اللاعبون اليوم الأول من العيد، يجب التأكيد على أن اللاعبين المحليين دخلوا أجواء العيد منذ ليلة الاثنين الفارط حيث أنهم دون شعور ظلوا يتحدثون فيما بينهم عن الكيفية التي تعوّد كل واحد منهم أن يقضي بها العيد وكان كل واحد يسرد طرائف وقعت له في أحد الأعياد السابقة، في وقت بدا اللاعبون المحترفون وكأنهم متعوّدون على قضاء الأعياد بعيدا عن عائلاتهم بسبب إلتزاماتهم مع أنديتهم حيث بدا الأمر عاديا جدا لهم. الجميع يسأل عن الأحوال السائدة في “البلاد” وفي غياب تام لأجواء الاحتفال بهذا اليوم المبارك هنا في لوكسمبورغ فإن عودية وزملاءه لم يكن لهم من وسيله للتغلب على اشتياقهم للوطن خاصة صبيحة أول أمس الثلاثاء إلا الإتصال بعائلاتهم وأصدقائهم لمعرفة أجواء العيد في الجزائر، وحتى اللاعبين المحترفين ظلوا بدورهم متشوّقين لمعرفة ما يحدث في “البلاد” حيث ظلوا يسألون لموشية، زرداب والبقية عن كل ما يحدث في الجزائر بعدما أدركوا أن عقول وقلوب المحليين كانت عند ذويهم. «البورتابل”، “الفايس بوك” و«السكايب” للتغلّب على “الوحش” وأمام الظرف غير العادي الذي وجد أشبال بن شيخة أنفسهم فيه فإنهم لم يجدوا وسيلة للتغلّب على شوقهم لعائلاتهم إلا الإعتكاف في غرفهم بفندق “سوفيتال- كيرشبيرغ” من أجل الحديث مع ذويهم وأصدقائهم في الهاتف النقال أو “الفايس بوك” أو “السكايب”، وكان اللاعبون لا يغادرون غرفهم إلا عندما يطلب منهم بن شيخة ذلك لتناول وجباتهم الغذائية أو في الحفل المصغر الذي نظم في الفندق بمناسبة العيد. أداء صلاة العيد في المسجد كان مستحيلا وتأسف كثير من اللاعبين خاصة أولئك الملتزمين الذين لا يفرّطون في صلواتهم على عدم أداء صلاة العيد في المسجد، حيث كان مسؤولو بعثة المنتخب الوطني قد فعلوا المستحيل من أجل إيجاد مسجد قريب من مقر إقامة “الخضر” غير أن محاولاتهم باءت بالفشل لأن التنقل لأقرب مسجد كان يستغرق 45 دقيقة. مسؤولو المنتخب نظموا حفلا على شرف اللاعبين والإعلاميين وأهم ما ميّز صبيحة اليوم الأول من العيد هي المبادرة التي قام بها مسؤولو المنتخب الوطني، حيث نظموا حفلا مصغرا في فندق “سوفيتال كيرشبيرغ” حضره إلى جانب اللاعبين والطاقم الفني الإعلاميون الجزائريون المتواجدون في لوكسمبورغ لتغطية التربص، وهو الحفل الذي دام نصف ساعة وأنسى الجميع لدقائق بعدهم عن العائلة والأصحاب. أجواء رائعة والحفل أذاب الجليد بين بعض اللاعبين والصحافة وكان هذا الحفل فرصة لمشاهدة الوجه الآخر ل يبدة وزملائه حيث أن جميعهم ورغم وجود وسائل الإعلام كانوا يتصرفون بتلقائية شديدة، في صورة الحارس مبولحي الذي كان يتحدث بطريقة عادية مع الصحفيين وكان يمازحهم رغم أنه دائما يكون منزويا لما يحضر تربصات “الخضر” ويرفض الحديث للصحافة الجزائرية، ويبقى التأكيد أن ذلك الحفل مر في جو عائلي أنسى كثيرين البعد عن العائلة. بوڤرة قدم التهاني باسم اللاعبين و«تالبوه” بعنابة وطلب بن شيخة في بداية الحفل من بعض ركائز المنتخب الوطني أن يقدموا تهاني العيد باسم اللاعبين، وكان بوڤرة أول لاعب قام بذلك حيث تمنى الصحة والعافية للجميع وأن يكون هذا العيد فأل خير على المنتخب الوطني في لقائه أمام لوكسمبورغ. ويبقى التأكيد على أنه طيلة الكلمة القصيرة التي ألقاها “الماجيك” فإن زملاءه اللاعبون لم يكفوا عن مناداته ب “العنابي” بما أن أصوله من مدينة “بونة”. بن شيخة طلب من يبدة الحديث بالقبائلية وبودبوز “هربلو” وكان اللاعب الثاني الذي طلب منه بن شيخة إلقاء كلمة على الحضور بمناسبة عيد الأضحى المبارك هو وسط ميدان نابولي حسان يبدة، ويبقى الأمر اللافت للانتباه أن بن شيخة ألح على يبدة كي يتحدث باللهجة القبائلية التي يبدو أنه يجيدها، لكن اللاعب رفض ذلك بعد أن تهكّم زملاؤه عليه، في وقت أن بودبوز عرف كيف يراوغ مدربه ويهرب من القاعة لما ناداه لإلقاء كلمة أمام الحضور بمناسبة العيد حيث رفض أن يضع نفسه في موقف محرج. بن يمينة تحدث بالعربية وزياني كان “ميت بالحشمة” وتحدث الوافد الجديد إلى المنتخب الوطني كريم بن يمينة باللغة العربية التي يجيد الحديث بها، حيث غبّر عن سعادته بالتواجد مع المنتخب الوطني ومقاسمته فرحة العيد مع زملائه الجدد وهو ما جعله لا يحس بأنه بعيد عن العائلة، في وقت بدا زياني مرتبكا عندما طلب منه الحديث حيث أنه كان “ميت بالحشمة” وهو يقف بجانب بن شيخة وأمام كامل وسائل الإعلام سواء الصحافة المكتوبة أو كاميرات التلفزيون التي كانت متواجدة في الفندق. بن شيخة: “إن شاء الله يعود هذا العيد بالخير على الخضر” بن شيخة في المداخلة التي قام بها وجّه تهاني العيد لكل اللاعبين والصحفيين، كما أنه وجه تهاني العيد باسمه وباسم كامل أفراد المنتخب الوطني من لاعبين، طاقم فني ومسؤولين إلى الشعب الجزائري، متمنيا أن يعود هذا العيد بالخير على التشكيلة الوطنية وأن تؤدي عناصره لقاء جيدا أمام لوكسمبورغ حتى يكون ذلك أحسن هدية تقدّم للجمهور الجزائري. لموشية: “الحفل كان جيدا وأحسست بغياب العائلة فقط في هذا العيد” من جهته، أكد لموشية ل “الهدّاف” أن الحفل المصغر المنظم على شرف اللاعبين وممثلي وسائل الإعلام كان مبادرة جيدة، وأنه خفّف الشعور بالاشتياق إلى عائلته التي أحس كثيرا بغيابها عنه في هذا الحفل، موضحا أن واجب الدفاع عن المنتخب الوطني يتطلب منه ومن بقية زملائه التضحية مؤكدا أن ما يهم كان تأدية لقاء جيد سهرة أمس أمام منتخب لوكسمبورغ. «الخضر” ذبحوا أضحيتين في “داندورانج” وقرّر مسؤولو بعثة المنتخب الوطني في نهاية المطاف ذبح أضحيتين وقد استلزم ذلك التنقل إلى منطقة “داندورانج” التي تقع شرق لوكسمبورغ وتبعد عن عاصمتها بحوالي 30 كلم ويوجد هناك المذبح الوحيد الشرعي، وقد تنقل إلى هناك في الحافلة الموضوعة تحت تصرف التشكيلة الوطنية مند حلولها بلوكسمبورغ ممثلون عن الطاقم الفني واللاعبين إلى جانب ممثلي وسائل الإعلام. بوڤرة ومطمور مثّلا اللاعبين في ذبح الأضحيتين وكان كثير من اللاعبين يتمنون التنقل إلى “داندورانج” من أجل المشاركة في ذبح الأضحيتين غير أن المدرب الوطني بن شيخة كان له رأي آخر، حيث منع كل اللاعبين الذين كانوا معنيين بمواجهة أمس من مغادرة فندق “سوفيتال كيرشبيرغ”، وهو ما جعل فقط بوڤرة ومطمور اللذين كانا غير معنيين باللقاء يتنقلان إلى هناك خاصة أن إصابة يبدة حدثت في الحصة التدريبية التي جرت سهرة أول أمس. بن شيخة كلّف كاوة وبلحاجي بتمثيل الطاقم الفني بن شيخة بدوره رفض التنقل إلى “داندورانج” وأصر على البقاء رفقة مساعده الأول شعيب مع اللاعبين حتى يتناول معهم وجبة الغداء، وكلّف كلا من كاوة وبلحاجي بتمثيل الطاقم الفني في ذبح الأضحيتين. تيكانوين أشرف على كل شيء وقام بعملية النحر وأشرف مدير المنتخبات الوطنية فضيل تيكانوين على ذبح الأضحيتين في “داندورانج” بالتنسيق مع لاعب شبيبة القبائل سابقا كمال مفتوح الذي دله على المذبح الشرعي الوحيد المتواجد هنا في لوكسمبورغ. وللإشارة فإن تيكانوين هو من قام بعملية نحر الأضحيتين وتبين للجميع أنه إختصاصي ومتعوّد على ذلك، حيث لم يظهر عليه أي إرتباك وهو ما وقف عليه كل من شاهد عملية نحر الأضحيتين. تاسفاوت صنع أجواء كبيرة ويفتخر بأنه صحراوي وكان المناجير العام ل “الخضر” عبد الحفيظ تاسفاوت نشطا كثيرا خلال تواجد الوفد في مذبح “داندورانج”، حيث لم يتوان عن إضفاء أجواء مرحة هناك من خلال مزاحه مع الجميع وخاصة الصحفيين وظل يؤكد أن يفتخر بأنه “صحراوي حر”، وهو الأمر الذي لم يصدقه كثيرون الذين كانوا يظنون أن أصله من مدينة وهران قبل أن يفاجئهم تاسفاوت بالتأكيد أنه ينحدر من منطقة المشرية الواقعة شمال الصحراء الجزائرية. تاسفاوت: “العيد الحقيقي في الجزائر ولا شيء يعوّض ذلك” وبعيدا عن كل هذا فإن تاسفاوت في حديث مع “الهدّاف” أكد لنا أن هذه هي المرة الأولى التي يقضي فيها العيد مع المنتخب الوطني حيث لا يتذكر أنه كان متواجدا في مرة من المرات في تربص مع التشكيلة الوطنية في فترة عيد الأضحى، ولو أنه تعوّد على قضاء العيد بعيدا عن الجزائر لما كان يلعب في فرنسا. “حفيظو” أكد لنا أن العيد الحقيقي يبقى في الجزائر ولا شيء يمكن أن يعوّض ذلك. مطمور “قلبو رهيف” ولم يتحمّل مشاهدة الدماء عكس بوڤرة وتأكدنا خلال تواجدنا في عملية ذبح الأضحيتين أن مطمور “قلبو رهيف” ولا يتحمل مشاهدة الدماء والسكاكين وهو ما جعله يفضل متابعة كل شيء من بعيد، عكس زميله بوڤرة الذي لم يجد حرجا في الاقتراب من المكان الذي تم فيه نحر الأضحيتين وكان يتجاذب أطراف الحديث مع الجميع ويستمع إلى الشروحات التي كان يمدها له بعض أعضاء المنتخب الوطني الذي كانوا هناك.