جذبنا سحر أناملها حين رأينا ما أنتجته من حليّ ساحرة الجمال، فأبينا إلا التقرب أكثر من السيدة ''سعاد ملولي بخوشة'' الفنانة والرسامة، لنكشف سر ولعها بمجال الإبداع، ونتعرف أكثر على منتجاتها التي تنوعت بين أساور وحليّ، إضافة إلى ملابس تقليدية كالشدة التلمسانية والقفطان العاصمي. كان لقاؤنا بابنة مدينة تلمسان من خلال معرض أقيم بقصر رياس البحر، بخصوص الحرف والمنتجات التقليدية، عرضت فيه السيدة ''سعاد بخوشة ملولي'' آخر ما أبدعته أناملها السحرية والتي تحولت من أنامل متخصصة في الحقن المخدرة، باعتبارها تكونت في مجال الطب واشتغلت به كطبيبة مخدرة في مستشفى مصطفى باشا (بالعاصمة) لفترة قاربت ال10 سنوات، إلى أنامل لفنانة ورسامة محترفة، تفننت في تجسيد كل ما يمليه عليها خيالها الخصب والمستوحى من جمال وأصالة مسقط رأسها ''تلمسان''. حلي تقليدية بلمسة عصرية جذابة تستهوي أغلب النساء على اختلاف أعمارهن مختلف أنواع الحلي والأكسسوارات الخاصة بالزينة، لهذا السبب تبحث المرأة الجزائرية على وجه الخصوص دائما عن أجمل وأنسب الحلي التي يمكن أن تتزين بها، خاصة أثناء الحفلات والأعراس، وهو الأمر الذي تفرغت له السيدة ''سعاد ملولي''، لتبدع أشكالا عصرية وجميلة من الحلي المختلفة. وقد جذبنا الفضول إلى التساؤل عن أسمائها المختلفة ومادة صنعها الأساس، وبهذا الشأن أخبرتنا السيدة ''ملولي'' أنها تحرص على كل مرة على المزج بين ما هو تقليدي وما هو عصري يتماشى مع ما تمليه الموضة في الوقت الحالي، فمن خيط الروح الذي يميز اللباس العاصمي، إلى الخرزة والزروف الخاصة بالشدة التلمسانية، إلى أنواع الأساور والأقراط العصرية البحتة المصنوعة من حجر الكريستال، المرجان والجوهر والتي علقت بها أشكال جميل من الفضة الخالصة، هي إذن معظم منتجاتها التي تعرف، حسبها، إقبالا واسعا على اقتنائها وذلك خاصة من طرف الشابات اللاتي أصبحن يفضلنها على حساب الذهب، لألوانها الزاهية والمتماشية مع ألوان الألبسة التي يرتدينها من جهة، ولسعرها المعقول بالنسبة إليهن من جهة أخرى. هذا ولم تكتف السيدة ''سعاد ملولي'' بمداعبة أحجار الكريستال والمرجان وكذا معدن الفضة فحسب، بل دفعها عشقها وولعها بكل ما هو أصيل وجميل إلى التفنن في إضفاء لسمة الإبداع على أنواع مختلفة من الألبسة التقليدية. ولأن الأعراس في السنوات الأخيرة أصبحت تقام على مدار السنة كلها، على خلاف ما كان عليه الحال من قبل، حيث كانت تشهد الصائفة أعراسا كثيرة فيما تغيب بقية شهور السنة، فقد أصبح الإقبال على الملابس التقليدية كالقفطان والشدة وغيرها كبيرا وفي كل أوقات السنة، وهو ما أكدته السيدة ''ملولي'' حيث أخبرتنا أنها وطوال فترة السنة، تتوالى عليها الطلبات لخياطة هذه الألبسة خاصة من طرف المقبلات على الزواج، وذلك بالنظر إلى لمسة الإبداع والجمال التي تتسم بها معروضاتها، من قفطان عاصمي أنيق إلى شدة تلمسانية لا تتنازل عنها أي عروس في هذه المنطقة أثناء حفل زفافها. وهي للإشارة عبارة عن ثوب مكون من ثلاث قطع، يملأ عن آخره بأنواع الحلي المتمثلة في الأقراط الطويلة المسماة بالخرزة، وكذا العقد الطويل المملوء بأحجار الجوهر والمعروف بتسمية ''الزروف''. إلى جانب هذا كله فإن السيدة ''ملولي'' حريصة على التعريف بحرفتها وهو ما يفسر انتقالها إلى عديد من الولايات داخل الوطن، حيث شاركت في معارض كثيرة بكل من الجزائر العاصمة، مستغانم، عنابة، ورڤلة وغيرها. في حين يبقى مشروعها المستقبلي هو نقل وتعليم هذه الحرفة الراقية إلى الفتيات المهتمات بهذا المجال.