تميزت السهرة الثالثة من المهرجان الثقافي الدولي للرقص المعاصر في طبعته الثانية التي يحتضنها المسرح الوطني محيي الدين بشطارزي، والتي تستمر إلى غاية 23 من الشهر الجاري، بالتنوع في تقديم العروض، حيث أبدعت الفرق المشاركة في أدائها لأجمل العروض الراقصة التي تعبر عن ثقافتها وأصالتها. افتتحت الفرقة الافوارية سهرة أول أمس، بأدائها للوحة غنائية تعبر عن أحزان شعب تمزقه الصراعات ويتوق إلى العيش الكريم، وزيادة على الإيقاعات التي تصدر من الآلات التقليدية للموسيقى الإفوارية فالرقصات عبرت عن حركية حضارية تناسق في الأداء، ناهيك عن الموسيقى التراثية المعبرة عن سمو الروح وخفة الجسد. كما عبرت الرقصات عن التقاليد القبلية المختلفة التي تسيطر عليها الروح الأبوية، ولعل ما ميز العرض رقصة الرماح المعبرة عن الروح الحربية لدى الشعب الافواري. إلى جانب ذلك صدحت في أجواء العرض أنشودة أفريكانو التي تمجد القارة السمراء. أما العرض الثاني فوقعته الفرقة العصرية ثارتس الجيورجية التي قدمت رقصات عصرية من نوع الهيب هوب، أبرزت من خلالها سعي الفرقة لربط الفن التقليدي الجورجي بالعصرنة في حلتها الغربيةالأمريكية. كما أبرزت العروض الرغبة الإنسانية في نشر ثقافة المحبة والإخاء، وأكثر ما يميز الفرقة الجورجية هو احتواؤها على اصغر راقص في المهرجان والذي لا يتجاوز سنه 13 سنة. لتختتم السهرة مع مجموعة الشباب المغربي بعرض راقص يحمل عنوان ''نقطة الانطلاق''، وتحتوي الفرقة على راقصين في الفن المعاصر من كزابلانكا بالإضافة لفنانين من شتى المجالات كالفنون التشكيلية، الديزاين وغيرها من الفنون. هذا وقد سبقت عروض السهرة عروض أخرى احتضنها قصر الثقافة مفدي زكرياء، حيث أعادت التعاونية الثقافية ''واش'' التي أسست سنة 2006 تقديم عرضها ''رصاصة يوم بين الكعب والتراب'' الذي افتتح المهرجان الثقافي الدولي للرقص المعاصر في دورته الثانية، وهوعرض مشترك مع البالي الوطني الجزائري يتناول تضحية الشهداء، حيث تمكنت الفرقة من خلق فضاء من البهجة ممزوج برسائل تبث الروح الوطنية، فضلا عن العرض الكوريغرافي الذي مجد الثورة الجزائرية وسلط الضوء على الحقبة الاستعمارية والمجازر التي ارتكبت في حق الشعب الجزائري. كما استعمل أعضاء الفرقة الإسقاط الضوئي لإظهار بعض المقتطفات والصور إبان الاستعمار مصحوبة بأنشودة ''من جبالنا''. إلى جانب ذلك أبدعت كل من جمعية ورشات الرقص لولاية عنابة وفرقة الرقص لدار الثقافة لولاية السعيدة في أدائها لأجمل الرقصات المعاصرة.