انطلقت، أول أمس، بالمسرح الوطني محيي الدين بشطارزي، فعاليات المهرجان الثقافي الدولي للرقص المعاصر في طبعته الثانية تحت شعار ''التقارب''. وقد حضر حفل الافتتاح الرسمي نخبة من الفنانين إلى جانب سفراء الدول المشاركة في هذه التظاهرة الثقافية التي تدوم إلى غاية 23 من الشهر الجاري. جاء في كلمة وزيرة الثقافة خليدة تومي التي ألقاها بالنيابة عنها السيد نور الدين لارجان، أن الجزائر قررت التكفل الكامل بمتطلبات الرقص المعاصر وجعله من الأولويات لتحقيق طموح الشباب وتطلعاته، وذلك بتوفير الموارد المالية اللازمة لتكوينه وتطوير مهاراته، وهو ما أكد عليه فخامة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة في العديد من المناسبات. وأضافت خليدة تومي ان احتضان الجزائر للعديد من المهرجانات الثقافية والفنية الدولية والوطنية والمحلية يترجم بصدق إرادتها ورغبتها القوية، باعتبارها نقطة التقاء دولي كبير في تعزيز اللقاءات بين الأمم وتقريب أفكار الرجال والنساء معا. واكدت المسؤولة الاولى عن القطاع ان الجزائر كانت ولاتزال فضاء للتفاعل الإبداعي والفني الذي يشهد على عراقة تقاليده فن إيقاع المواسم واللحظات الرائعة من الحياة البشربة الاجتماعية والدينية بما فيها إحياء ذكرى استعادة الاستقلال، تضيف تومي، التي وجدت تعبيرها الحقيقي في الرقص الجزائري بألوان وأشكال متعددة ولكنها عميقة بمعنى واحد يعبر عن انتمائها لهذه العالمية. ومن جهتها تحدثت محافظة المهرجان الثقافي الدولي للرقص المعاصر، السيدة قدوري مباركة، عن الدور الكبير الذي يلعبه هذا المهرجان في تكوين الشباب الموهوب، حيث سيشهد مشاركة 12 فرقة جزائرية و14 أجنبية من كل من لبنان والعراق وفرنسا ومالي واسبانيا وكوت ديفوار وجيورجيا والمغرب والسويد والبرتغال وسوريا والولايات المتحدة وتونس. وأشارت قدوري مباركة إلى أن المهرجان يرمي إلى التعريف بالرقص المعاصر وترقيته من قبل الشباب الجزائري، كما أنه يشكل جسرا بين الفرق الجزائرية والأجنبية وسيسمح بخلق فضاء تبادل وإثراء متبادل بين الفرق. ولعل ما ميز سهرة افتتاح المهرجان الثقافي الدولي للرقص المعاصر في دورته الثانية، عودة البالي الوطني الجزائري الذي لطالما كان النواة الأولى للرقص المعاصر في الجزائر رغم ما شهدته الفرقة من مشاكل خلال الأيام الماضية ورغم القرار الذي اتخذه البعض من أعضاءه مؤخرا والقاضي بالمطالبة باللجوء السياسي بكندا، الا ان هذا لم يؤثر على اداء الفرقة التي اكدت مشاركتها في هذه التظاهرة. قالو عن المهرجان مسؤول بوزارة الثقافة: نور الدين لارجان في الحقيقة وزارة الثقافة، كما تعلمون، رسمت المهرجان الدولي للرقص المعاصر منذ سنتين وذلك في إطار ترقية النشاطات الثقافية الكبرى، حيث تزامنت الطبعة الأولى مع أكبر تظاهرة احتضنتها الجزائر ألا وهي المهرجان الإفريقي الثاني، فأخذ المهرجان في دورته الأولى صبغة إفريقية أكثر منها عالمية. أما ما يميز طبعة هذه السنة فهو تنوع العروض بين العربية والأوروبية، كما أن الفرق الجزائرية موجودة بقوة في هذا العرس الثقافي، والهدف من هذه التظاهرة هو تمكين شبابنا من الاحتكاك مع الفرق والتعاونيات الأجنبية التي عندها تجربة كبيرة في هذا المجال. وأؤكد أن المواهب موجودة ووزارة الثقافة مستعدة لمد يد العون لهؤلاء الشباب لتمكينهم من التعبير الجسدي والفني، من خلال فتح الفضاءات وتوفيرمسؤول بالمسرح الوطني إبراهيم نوال المهرجان الدولي للرقص المعاصر هو أولا فضاء مفتوح على التبادل الفني وعلى الأفكار الحديثة التي يأتي بها الشباب في هذا النوع من الفن الراقي الذي نشأ مع الإنسانية ومع البشرية منذ 14 ألف سنة في الجزائر، والدليل على ذلك أن منطقة جنات والطاسلي معروفة منذ القدم برقصاتها الفلكلورية المعاصرة. لكن الشيء الجميل في هذه التظاهرة الثقافية هو أننا نلتقي بفنانين وفنانات يبدعون في هذا النوع من الفن الذي يعطي مكانة كبيرة للتعبير الجسدي كما أنه يعطي أيضا مكانة للأخوة والمحبة. فالعروض التي تمتعنا بمشاهدتها الآن سواء التي قدمها البالي الجزائري أوالفرقة الايطالية تبرز تعانق الشاعرية الجسدية والشاعرية الجمالية لكل دولة، وفي الأخير أقول أن الشعوب التي تحب الحياة تحب الرقص. مدير منتدى المسرح بالعراق إبراهيم حنون أعتقد أن هذه التظاهرة مهمة جدا لأنها تعمل على تعميق العلاقات الثقافية بين الشعب الجزائري والشعب العراقي، ومشاركة فرقة من العراق دليل على وجود حياة ثقافية ومسرحية في المنطقة، كما يسعدنا أن نشارك في هذا المهرجان بعرض ''منى الطوفان'' وهوواحد من علامات الشبابية في المسرح العراقي فعمر أعضاء الفرقة لا يتجاوز 20 سنة وهم قادرين على أن يقدموا درسا في مجال الثقافة وفي مجال الرقص. ونحن عازمون على تقديم عرض مسرحي متميز يعكس وجه الثقافة العراقية ويعكس حالة الامتداد الثقافي مع الدول الأخرى خاصة الجزائر التي كانت دائما سباقة لاحتضان الثقافة العراقية، وتشهد بين الفترة والأخرى عروضا مسرحية عراقية بالجزائر. وأعتقد أن هذا العرض سيكون واحدا من الأشياء المهمة في تعميق التواصل والمحبة بين الشعبين الشقيقين الجزائري والعراقي. راقصة وممثلة بمركز الشباب القصبة دردوش أمينة لقد تبين لي، من خلال حضوري لليوم الأول من المهرجان الدولي للرقص المعاصر في طبعته الثانية، غنى الجزائر بثقافتها التي تشرفها، وتأكدت أننا قادرون على المنافسة في هذا المجال والوصول إلى العالمية. أتمنى التطور والازدهار لثقافتنا العريقة لأن الثقافة هي مرآة الشعوب والأمم، ومن خلالها تبرز الشخصية الوطنية لكل أمة.