بتواضع كبير وحفاوة أكبر استقبلنا وزير الثقافة السوداني السيد السموؤل خلف الله القريش في مكتبه الكائن بالعاصمة السودانية الخرطوم ليطلعنا على واقع القطاع الثقافي في السودان والسياسة التي تنتهجها وزارته في دعم الوحدة ولاسيما أن السودان مقبل على الاستفتاء وتقرير المصير باتجاه الوحدة أو الانفصال. السودان معروف بشساعته وتعدد ثقافته. كيف تقيم لنا المشهد الثقافي السوداني خاصة في ظل الوضع الراهن؟ ناقشنا، مؤخرا، وضعية القطاع مع المجلس الوطني، حيث اكد القائمون على هذا الجهاز انه سيعمل على دعم الابداع ومختلف الفنون، ونحن بدورنا نتوقع بناء بنيات ثقافية كبرى ذات شان عالي تتمثل في ''المكتبة الوطنية''، ''المسرح الوطني'' وغيرها من المنشآت التي تساهم في بناء الصرح الثقافي السوداني. كما سطرنا لأجندة العام الجديد خمسة مهرجانات كبرى لها وزنها وثقلها. كما ان جريدة ''الحوار'' كانت حاضرة في فعاليات معرض الخرطوم الدولي للكتاب في طبعته الخامسة عشرة. والجديد في المعرض خلال العام 2011 انه سيكون تحت تنظيم اتحاد الناشرين العرب، والميزة التي سيأخذها في الطبعة القادمة انه لن يتعارض مع معارض عربية أخرى، وسيكون هناك برنامج ثقافي كبير ومميز جدا وسيأخذ موعدا قاريا. وعندنا اهتمام بالمشاركات الخارجية للوزارة فيها خمس إدارات كبرى الآداب، الفنون، التنسيق والمالية والشؤون الإدارية، لذا حملنا على عاتقنا طرح شعار ''الثقافة تقود الحياة''. شهدت وزارة الثقافة السودانية مؤخرا انفصالها او استقلالها عن وزارة الشباب والرياضة وأصبحت هيئة قائمة بذاتها، ما هو الأثر الذي تركه هذا الانقسام؟ انفصال وزارة الثقافة عن وزارة الشباب والرياضة كان له تأثير ايجابي كبير، ولعل اكبر نقطة تصب في مصلحة القطاع الثقافي أنه في السابق الميزانية مثلا كانت تقسم ما بين الوزارتين والآن توجد لنا ميزانية مستقلة وميزانية خاصة بالفنون الموسيقية وسيزداد اهتمامنا بالثقافة. فهذا الانقسام جاء بالفائدة الكبرى على القطاع الثقافي. أيام قليلة تفصلنا عن عملية الاستفتاء وتقرير المصير نحو الوحدة أو الانفصال، فهل سطرت هيئتكم برنامجا خاصا لدعم الوحدة؟ لدينا دور كبير في دعم الوحدة حيث بعثنا قافلتين إلى جنوب السودان القافلة الأولى ضمت فنانين كبارا على غرار ''النور الجيلاني'' و''جويس''، قدموا أعمالا في إحدى المدن الجنوبية. أما القافلة الثانية فهي عبارة عن قطار فني سيجوب كل بقعة من بقاع الجنوب السوداني دعما لمسار الوحدة السودانية، ولم الشمل بين الشمال والجنوب. فالدولة كلها مع الوحدة ووزارة الثقافة كلها مع الوحدة وهناك أكثر من خمسين مبادرة ثقافية من بينها الفيلم الوثائقي، الغناء الدراما، المسرح والشعر وهناك أوبرات جاهزة للعرض ومشاريع أخرى تدعيما للوحدة والاستقرار. ولا أبالغ في الأمر إن قلت إن الوحدة بين الشمال والجنوب دائما موجودة ونحن نسعى لتنوير الناس حول ثقافة الاتصال. السودان لو انفصل سيشكل هذا خسارة كبيرة لنا، حيث سيشتت مواردنا ويشتت إمكاناتنا والحالة الثقافية المنسجمة هي التأسيس الحقيقي للوحدة. فالمجتمع السوداني قام بطريقة عفوية ولم يحدث تعايش بين الأديان إلا في السودان، لا يوجد لدينا صراع ديني ولا اقتتال سياسي لم نسمع يوما من الأيام في السودان ان حرقوا مسجدا أو هدموا كنسية... رغم انشغالكم بما هو حاصل في السودان إلا أنكم أصريتم على تنظيم معرض الخرطوم الدولي للكتاب؟ هل يمكن اعتبار هذه الخطوة مجازفة منكم في مثل هذه الظروف؟ المعرض هو واحد من الانشطة الايجابية في ربط الوحدة وكان ملتقى إيجابيا، حيث كانت هناك حريات كبيرة في طرح الكتب وهو واحد من الايجابيات التي تصب في الوحدة الثقافية. فاذا انتظرت ظروف المجتمع لن يقوم شيء في كل الحالات من المفروض ان تقدم دفعا للبلاد. تربط بين الجزائر والسودان علاقات جد طيبة، فما هو حجم التبادل الثقافي بين الجزائر والسودان؟ الجزائر شاركتنا في احتفالات العيد الوطني ولأول مرة في تاريخ البلد الاحتفال بالعيد الوطني يكون برعاية رئيسين وهذا إن دل على شيء فهو يعكس حجم العلاقة بين الجزائر والسودان ونحن بدورنا شاركنا الجزائر في احتفالاتها الوطنية المخلدة لثورة الفاتح من نوفمبر عن طريق مجموعة من المفكرين وفرقة للفنون الشعبية السودانية. هذا وشاركنا في السابق في عدة تظاهرات ثقافية جزائرية، على غرار ''الجزائر عاصمة الثقافة العربية عام ''2007 وكذا العرس الثقافي الكبير الذي احتضنته الجزائر عام 2009والمتمثل في ''المهرجان الثقافي الإفريقي الثاني''. ونأمل في تطور العلاقة اكثر على ماهي عليه الآن لأن الجزائر بلد شقيق وصديق ونأمل الذهاب في علاقات التعاون إلى أبعد الحدود.