دعا الأمين العام لحركة الوفاق الوطني السيد علي بوخزنة أمس الإثنين الطبقة السياسية إلى تحمل مسؤوليتها لخلق رأي عام وطني ''متحاب ومتراص من أجل رفع التحدي، ودرءا لما أسماه'' بالخطط الخارجية التي تحاك ضد الوطن''. من جانب آخر دعا المتحدث السلطة التنفيذية إلى فتح الكفاءات والمجال أمام الكفاءات العاطلة عن العمل، ونبذ كل أسباب التعطيل في القطاع العمومي، والقضاء على البيروقراطية ومراجعة الجباية وتقليص الأعباء على السلع المستوردة وإصلاح النظام الجمركي. وكان الأمين العام لحركة الوفاق الوطني السيد علي بوخزنة قد زار نهار أمس مقر يومية ''الحوار''، حيث أدلى برأيه حول مستجدات الساحة السياسية والأحداث الأخيرة في الداخل والخارج، إضافة إلى النشاطات المزمع أن يقوم بها حزبه استعدادا للمرحلة المقبلة والتي سيكون أبرزها التحضير لاستحقاقات العام .2012 وقبل هذا كان المتحدث قد ثمن الإجراءات المعلن عنها مؤخرا من طرف رئيس الجمهورية والمتعلقة عن قرب الإعلان عن رفع حالة الطوارئ، داعيا الطبقة السياسية إلى تفهم وضعية البلاد والظروف القاسية التي مرت بها آنفا، ومناديا إياها إلى استنباط الدروس من أجل أن لا تقع الجزائر مرة أخرى في انزلاقات مشابهة. لكن بوخزنة في المقابل، أكد أنه من الضروري أن نعترف أن عملية التنمية الشاملة التي أعلن عنها في كذا مرة، بالإضافة إلى الإنجازات المحققة لم يلمسها-حسبه- الكثير من المواطنين البسطاء والذين بقوا يتخبطون في مشاكلهم اليومية الكثيرة. وقال ''إن الكثير من هذه الإنجازات جاء منقوصا من التأطير، نظرا لأن بعض الفاعلين في الحياة السياسية والعمومية لم يرقوا إلى المستوى المطلوب، لمواكبة هذه الإنجازات وهو الأمر الذي جعلها غير محسوسة لدى أبناء الجزائر العميقة، ناهيك عن ما يصنع من خلال بعض الفضائيات والجرائد من توجيه للرأي العام بصورة عدائية ومحبطة، ما جعله يسأل عن مستقبله. في ذات السياق، أكد بوخزنة أن هذا ما تسبب في جعل الكل يشكك في الكل، وانعدام الثقة، مطالبا بضرورة استدراك الأمور وهو الواجب الذي يجب على الجميع أن يتجاوز من أجله كل الأطروحات الضيقة، وليرتقي بروح المواطنة وينقلب على ذاته ليجسد ما يمكن تجسيده في بناء هذا الوطن، وليأخذ بيد كل من عليه تأثير ليضعه أمام واجباته الوطنية التي يجب أن يكون على رأسها اليقظة، من أجل ردع ما يحاك للوطن داخليا وخارجيا، ومن هنا لابد من معالجة كل الأسباب ودون استثناء. وضمن هذه الأسباب التي حوصلها المتحدث والتي قال إنها تعيق كثيرا الحياة التنموية في البلاد، ذكر من بينها ضرورة الاهتمام بالكفاءات وفتح المجال أمام كل قادر على العطاء، ونبذ كل أسباب التعطيل في القطاع العمومي، لأنه وبحسبه لا يمكن تسيير مصالح الدولة بما لا يشغل الشباب، إضافة إلى القضاء على البيروقراطية بأسلوب يجعل كل متعامل مع المواطنين في خدمته. نقطة أخرى ركز عليها الأمين العام لحركة الوفاق الوطني وهي المتعلقة بضرورة مراجعة الجباية، بحيث تسأل عن السر في مطالبة المستثمرين بدفع نسب كبيرة من الضرائب تكون في الغالب عامل تنفير لا ترغيب، زيادة على ذلك فقد طالب المتحدث بتخفيض الضريبة على السلع المستوردة وقيمة الحاويات وإتاوات الجمارك المبالغ فيها حسبه.