البرمجة اللغوية العصبية علم سلوكي .. و مدرسة للعلاج النفسي السريع .. و هي نموذج للاتصال الفعال .. و هي تقنية لبرمجة الجهاز العصبي عن طريق اللغة أي تدريب العقل باللغة بنوعيها المنطوق و المتخيل.. بل هي الدراسة الموضوعية للخبرة .. فهي موضوعية ممنهجة منهجيتها النمذجة .. و هي تهتم بخبرة الخبراء الناجحين الفعالين المبدعين و نقل هذه التجربة الذاتية المخزنة في باطن العقل و مستودعها بعد تشفيرها و صياغتها ثم من بعد تدريبها.. إنها بكل اختصار برمجة للعقل.. برمجة نفسية.. فغن كانت كذلك فلماذا سميت بالبرمجة اللغوية العصبية ؟ ------------------------------------------------------------------------ - ولكن لماذا نسميها برمجة لغوية عصبية ؟ ------------------------------------------------------------------------ في دورة من الدورات التكوينية التي أقدمها في البرمجة اللغوية العصبية سألتني إحدى الطالبات: - لماذا نقول برمجة لغوية عصبية ولا نقول برمجة نفسية .. التسمية أسهل .. ولماذا اللغوية، العصبية كثنائية غريبة عمن يسمعها ؟ و بدلا من الإجابة المباشرة سألتها ما النفس؟ ما هي ؟ صمتت تستقي من ذهنها إجابة ثم ألقت إلي بمجموعة من الكلمات التي كانت تظنها مترادفات لكلمة نفس.. أجابت : - هي الروح؟ - هي العقل ؟ قلت لها .. هذه مترادفات قد لا تكون كذلك أريد تعريفا دقيقا. حينها سكتت و أومأت بوجهها .. أن لا إجابة حينها أجبتها .. هل أدركت أن التعريف ليس سهلا للغاية كما قد يبدو. - دعيني أسألك سؤالا آخر. - عرفي لي .. ما هي '' الغرفة '' ؟ أجابت بطلاقة : الغرفة هي أربع جدران + باب + نافذة - قلت لها : هذه حدود الغرفة .. هل حدود الغرفة هي الغرفة ذاتها. - هل الغرفة هي الجدران والباب والنوافذ أم هي ما حوته هذه الجدران؟ - هل الدائرة هي المحيط أم مساحة القرص؟ - هل الغرفة هي ما دخل فيها من أثاث وأدوات وأفرشة أم هي الجدران بحجارتها وطلائها والباب بخشبها وقفلها وزجاج النوافذ. - أجابت: هي كل ذلك.. ثم سكتت لم تعجبها إجابتها . قلت : و لكنك تعرفين و تدركين جيدا معنى غرفة .. فأنت تسكنين في غرفة و تعملين في غرفة، وتدرسين في هذه القاعة التي نحن بداخلها، إننا لا نستطيع أن ندخل إلى أو نخرج من الغرفة إلى من الباب .. ولا نستطيع أن نحضر شيئا جديد إلى بإذن الجدران و ما تركته بينها من منافذ .. حتى ضياء أشعة الشمس .. حتى نظراتنا التي نلقيها خارجا نحو المنظر المقابل لمنازلنا كلها تحترم قوانين الحدود. وكما عرفنا الغرفة بحدودها الإطار- وكما تعرف الدائرة بمحيطها.. نعرف النفس بحدودها الداخلية و الخارجية. "فالنفس هي ذلك الكائن الذي ينام على فراش الأعصاب و يتغطى برداء اللغة." العصبية.. أو القاعدة البيولوجية للجهاز النفسي. و اللغة هي أداة التواصل مع العالم الخارجي فكل لغة تواصل وكل تواصل لغة. بل كل رسالة لغة و كل علاقة لغة أيضا. سواء كانت لغة لفظية أو دون ذلك من لغة الجسد و ما أوحت به العيون و الإيماءات و الإشارات و لو لا العصبية لما كانت اللغوية.. فلولا السمع لما كانت الكلمات و لولا البصر لما كانت الصور .. و كليهما يشتركان شراكة من لا نزاع بينهما في صناعة الخبرة الإنسانية .. تلك الخبرة التي نستقي مادتها الأولية من البيئة المحيطة فالإنسان ابن بيئته هل رأيتم قالب ''الموسكوتشو'' .. وشكله كذلك النفس. فالجزء الصلب الداخلي هو العصبية والمحيط الخارجي هو اللغة ذات العلاقة بالآخر والبيئة المحيطة، وما صب في القالب من عجين فتلك هي الخبرة، وما طهي على النار فذلك هو النضج . ذلك هو إذا سر هذه الثنائية .. فأي برمجة نفسية هي بالضرورة برمجة لغوية عصبية.. " النفس هي ذلك الكائن الذي ينام على فراش الأعصاب و يتغطى برداء اللغة. يتبع moc.liamy@jatmiharbi