لا يخال لزائر بلدية بوقاعة بالجهة الشمالية الغربية لولاية سطيف أنه أمام أحد أكبر المراكز الحضرية المرشحة لأن تكون ولاية منتدبة حسب الأصداء الواردة من هنا وهناك، وذلك بسبب الفوضى والتسيب والمشاكل التي تحيط بها من ناحية التنمية الحضرية على وجه التحديد. سيما أمام انعدام دراسة جادة للتنسيق بين مختلف القطاعات المكلفة بنقل الغاز والماء والكهرباء وشق المسالك والطرقات. إذ وفي كل مرة تتجدد الأشغال عبر الأزقة والأحياء تغرق بلدية بوقاعة أكثر فأكثر في المطبات والحفر على طول السنوات، كما هو حاصل في الظرف الراهن في الطريق الفاصل بين السوق المغطى مرورا بالمحكمة ووصولا إلى مركز البريد أين تحولت هذه المسافة إلى حقل تجارب المشاريع. وأصبحت قاب قوسين أو أدنى من أن توصف بواد فوضوي وعكر، فالأشغال أثرت سلبا على المنظر العام لوجه المدينة وتركت قاطني وقاصدي هذه الأحياء يطرحون عشرات التساؤلات حول انعدام الرقابة في تسيير المشاريع والضغط على المقاولات المشرفة على عمليات الإنجاز للإسراع في الأشغال، إضافة إلى تكرر هذه الأشغال للعديد من المرات في السنة مما يحول الطريق إلى مستنقع عكر تتجمع فيه مياه الأمطار لمدة طويلة عند أدنى تساقط للأمطار. وبالمقابل لا زالت بوقاعة ورغم الأغلفة المالية الموجهة إليها، مهددة بخطر الفيضانات وتنتظر برنامج ودراسة شاملة لكافة أحيائها، خاصة وأن قلب المدينة ما يزال في صورة الأحياء القديمة جدا، فهو يحتوي على ''حارات'' تنتمي إلى العرش كما يسمى، ولم تستطع الدولة فرض هيمنتها وإعادة ترميم البنايات أو إنجاز أخرى تتماشى لما يتطلبه الارتقاء الحضري الراهن مما جعل بوقاعة تجتاح المساحات الزراعية من الجهة الشرقية لتوسيع محيطها الحضري وإنجاز المشاريع المدرجة في إطار مختلف البرامج كأحياء تالة، نتروميت، وعين مداح الواقعة بين الطريقين الوطني رقم 74 والولائي رقم .63 وأمام كل هذا ما يزال مشكل الرمي العشوائي للقاذورات سيد الموقف وسط هذه الأحياء القديمة، بالنظر إلى انعدام المفرغات التي بإمكانها استيعاب كل ما يفرزه السكان والشركات المنتجة من فضلات يومية، وذلك بعد عجز المفرغة المتواجدة بحي 300 مسكن استيعابها يحدث هذا وسط التذمر الكبير لسكان الحي المذكور من دخان القمامة اليومي. تجدر الإشارة إلى أنه تم برمجة إنجاز مركز لطمر النفايات بضواحي بني وسين ويوجه للدائرة ككل باعتبارها تشمل عين الروى وبني وسين .