هيمن الركود الذي يهدد الاقتصاد الأميركي على أول مناظرة تلفزيونية بين المرشحين لانتخابات الرئاسة الأميركية التي جرت في جامعة ميسيسيبي واحتلت فيها السياسة الخارجية بما فيها مواضيع العراق وإيرانوباكستان حيزا كبيرا وانتهت وكل معسكر يدعي الفوز، في حين قالت الصحف إن أيا من المرشحين لم يحقق تفوقا على الآخر. ورغم اتفاق الديمقراطي باراك أوباما والجمهوري جون ماكين على دعم جهود الكونغرس للتوصل إلى اتفاق على خطة إنقاذ ب700 مليار دولار فإنهما تحاشيا التصريح بموقفهما من الخطة ذاتها. وقال كلاهما إنه حذر سابقا من الأزمة لكن أوباما ذكّر غريمه بأنه صرح يوما بأن الاقتصاد الأميركي أساسا اقتصاد ''قوي''. وقال أوباما إن العبء المالي الذي ستتركه الخطة سيؤثر على ميزانيته ويؤخر عددا من أولوياته الاقتصادية لكنه تعهد بالمضي قدما في بعض خططه مثل تحقيق الاستقلال في مجال الطاقة.وحمل أوباما الرئيس الحالي مسؤولية أزمة هي ''حكم إدانة نهائي'' على سياسات تبناها الرئيس بوش وسانده فيها ماكين، حسب قوله،وقال ماكين إن خفض الإنفاق لا مفر منه ووافق على أن خطة الإنقاذ ستضع ضغوطا هائلة على الميزانية وأحد الخيارات تجميد الإنفاق بشكل شامل على البرامج عدا تلك المتعلقة بالجيش وقدامى المحاربين.أما في السياسة الخارجية وفي موضوع العراق قال أوباما إن ماكين أخطأ في توقع ترحيب العراقيين بالقوات الأميركية عام 2003 واعترف بتحسن الأمن لكنه شدد على أن الحرب انحراف عن الحملة الأميركية لمطاردة زعيم القاعدة.واتهم ماكين غريمه بارتكاب خطأ بتصويته ضد زيادة القوات في العراق وهي زيادة اعتبرت سببا في خفض العنف. أما عن باكستان فأعرب أوباما عن استعداده لتوجيه ضربات محددة في هذا البلد ضد ''الإرهابيين'' بإذن إسلام آباد أو بدونه لكن ماكين اعتبر توجيه هذه التهديدات بصوت عال دون أي فائدة.وفي موضوع برنامج إيران النووي دعا أوباما إلى عقوبات أكثر حزما بالتعاون مع القوى الكبرى بما فيها روسيا، لكنه دعا أيضا إلى ''الانخراط في جهود دبلوماسية حازمة'' وأبدى استعداده للجلوس مع أي رئيس ''بعد وضع شروط مسبقة". واعتبر ماكين أن الجلوس مع الرئيس الإيراني دون شروط مسبقة سيعطي الأخير مصداقية ومشروعية وقال إن تسلح إيران بالنووي ''سيطلق العنان لمحرقة ثانية ضد إسرائيل'' لن يسمح بها''.وتطرق المرشحان إلى التدخل الروسي في جورجيا وقضايا الأمن القومي حيث شدد ماكين على تطوير القدرات الاستخبارية ودعا أوباما الرئيس المقبل إلى التحلي بإستراتيجية أمن وطني واضحة.وكعادة كل مناظرة ادعى كل معسكر الفوز. وأحصى الجمهوريون 11 مرة قال فيها أوباما إنه يتفق مع ماكين، ما يعني أنه كان في موقف دفاع حسب ستيف شميت مستشار ماكين. لكن حاكم مكسيكو الديمقراطي بيل ريتشاردسن يرى أن ماكين ''لم يكن في أحسن حالاته'' وأوباما ''كان أكثر تفصيلا" واعتبرت الصحف الأميركية أن أيا من المرشحين لم يحقق تفوقا على الآخر، وأن كليهما حافظ على لهجة رصينة ولم يرتكب هفوات.