أقر مرشحا الرئاسة الأميركية باراك أوباما وجون ماكين بأن تواصل الأزمة المالية التي تعصف بالولاياتالمتحدة يهدد وجود البلاد في الخارج وقدرتها على التدخل في أزمات العالم مقابل تصاعد تحديات روسياوإيران ودول أخرى.وقالت صحيفة وول ستريت جورنال إن المرشح الديمقراطي ومنافسه الجمهوري أعربا عن قلقهما من أن عدم قدرة واشنطن على كبح جماح الأزمة الحالية سيضر بمصالحها وبقدرتها على التدخل في أزمات العالم.وأوضح سيناتور أريزونا جون ماكين أن الأمم القوية عسكريا يميزها اقتصاد قوي، مشيرا إلى أن هذا أحد التحديات التي تواجهها أميركا.ووافق سيناتور إيلينوي باراك أوباما على ما قاله خصمه معتبرا أنه لا توجد في تاريخ العالم دولة انهار اقتصادها وحافظت على تفوقها العسكري. وكان أوباما وماكين تطرقا في مناظرتهما الثانية التي استضافتها جامعة بلمونت في ناشفيل بولاية تينيسي الثلاثاء للأزمة المالية وقضايا السياسة الخارجية. وحذر المرشحان الطامحان لدخول البيت الأبيض من عودة روسيا ودورها المحتمل في "تراجع الديمقراطية" في دول وسط وغرب أوروبا والعمل على إيقاف تزويد الغرب بالنفط والغاز. وعلى الرغم من عدم إشارة أوباما وماكين إلى أن العالم دخل في حرب باردة جديدة، فإنهما أكدا أن على الولاياتالمتحدة وحلفائها كبح "جهود موسكو لتقويض الحكومات الموالية للغرب" في أوروبا وآسيا. وفي إجابته عما إذا كان يعتبر روسيا إمبراطورية للشر، أعرب أوباما عن اعتقاده أن الروس "يتصرفون بشكل سيئ"، لكنه أكد أنه "يجب أن نفهم أن الأمر لا يتعلق بالاتحاد السوفياتي القديم، لكن لا تزال لديهم ردود فعل قومية خطيرة جدا". أما ماكين فأجاب "ربما"، "إذا قلت نعم فهذا يعني أننا متشددون ونعيد إطلاق الحرب الباردة، وإذا قلت كلا، فهذا يعني أننا نتجاهل تصرفاتهم". إيران والعراق وتوافق المرشحان على منع إيران من الحصول على السلاح النووي، والعمل على ما سمياه حماية إسرائيل من إيران إذا تطلب الأمر ذلك دون انتظار مجلس الأمن، وعلل ماكين ذلك بقوله إن الصين وروسيا ربما تضعان العراقيل أمام أي تحرك دولي.وبخصوص الانسحاب من العراق، قال ماكين إنه سيعمل على سحب القوات الأميركية من العراق "ولكن على نصر وليس على هزيمة كما يريد أن يفعل أوباما"، في حين أن الأخير أكد سحب الجنود من العراق وفق جدول زمني لزيادة عدد القوات في أفغانستان، مع إعطاء المزيد من المسؤوليات للحكومة العراقية.ووصف أوباما في المناظرة الرئيس الباكستاني برويز مشرف بالدكتاتور وقال إنه تجب ملاحقة القاعدة وطالبان "بأنفسنا" إذا لم تكن باكستان قادرة على ذلك. الأزمة المالية وفيما يتعلق بالأزمة المالية، اعتبر أوباما أنها الأسوأ منذ مرحلة الكساد الكبير وحمل مسؤوليتها للرئيس الجمهوري جورج بوش ومن بعده ماكين قائلا إنها "النتيجة النهائية لفشل السياسة الاقتصادية خلال السنوات الثماني الأخيرة".أما ماكين فقال إنه في حال انتخابه رئيسا سيأمر وزارة الخزانة بشراء قروض الرهن العقاري المتعثرة، أي بعبارة أخرى أن تساعد الحكومة الاتحادية أصحاب البيوت الذين تضرروا من الأزمة المالية.يذكر أن أوباما عزز تقدمه على مستوى الولاياتالمتحدة في استطلاعات الرأي قبل أقل من شهر من انتخابات الرئاسة التي ستجرى يوم 4 نوفمبر/تشرين الثاني المقبل. رابح بوغنة / المصدر : الجزيرة نت