أعلنت الشرطة الإسرائيلية حالة التأهب في أعقاب الصدامات بين العرب واليهود في مدينة عكا شمالي إسرائيل ، وقد تراشق الطرفان بالحجارة مما خلف أكثر من ثلاثة مصابين وأضرارًا مادية كبيرة، فيما قامت الشرطة الإسرائيلية بإغلاق المدينة وإطلاق الغاز المسيل للدموع، كما حلقت المروحيات في الأجواء. دعا رئيس حكومة تصريف الأعمال إيهود أولمرت العرب واليهود في المدينة إلى ضبط النفس. وحاصر اليهود 6 منازل في حي المنشية الواقع شمال مدينة عكا في ظل خطر حقيقي على حياة سكان المنازل العرب، وأطلقت قوات الشرطة القنابل الصوتية وقنابل الغاز المسيل للدموع باتجاه البيوت المحاصرة، وبدأت تعمل على تفريق المعتدين، وكانت المدينة شهدت اشتباكات ومصادمات عنيفة بين عدد من السكان اليهود والفلسطينيين بعد أن وقع اعتداء على شاب فلسطيني كان يقود سيارته في عيد يوم الغفران، العطلة اليهودية المقدسة في إسرائيل التي تتوقف خلالها الحركة تماما داخل إسرائيل، وأدت الصدامات إلى إلحاق أضرار بعدد من السيارات والمحال التجارية بعد أن تجمع مئات الأشخاص، يشار إلى أنه لا يحق لليهود بمناسبة يوم الغفران التنقل بالسيارات وهذا المنع الديني يحترم بشكل كبير في إسرائيل أكثر من احترام عطلة السبت اليهودي. يذكر أن العرب يشكلون نحو ثلث سكان عكا ويبلغ عددهم نحو 50 ألفا معظمهم يتركز في الحي القديم من المدينة، ويطالب النواب العرب الإسرائيليون في الكنيست منذ سنوات الأجهزة الأمنية باتخاذ إجراءات صارمة أكثر ضد اليهود الذين يرشقون حجارة على السيارات التي يقودها عرب في يوم الغفران. أما زعيم حزب ''إسرائيل بيتنا'' اليميني المتطرف افيغدور ليبرمان فدعا إلى قمع العرب الإسرائيليين الذين قال أنهم يقومون ''بانتفاضة جديدة في قلب إسرائيل'' واتهمهم بارتكاب ''مجازر'' ضد اليهود. من جهة أخرى قالت مؤسسة ''الأقصى للوقف والتراث'' إن مجموعات كبيرة من المستوطنين وأعضاء الجماعات اليهودية من بينهم ''حاخامات'' ورجال سياسة إسرائيليون نفذوا اقتحامات جماعية ومسيرات تهويدية داخل المسجد الأقصى، ونقلت صحيفة ''القدس'' الفلسطينية عن بيان للمؤسسة إن هذه الاقتحامات تضمنت تمتمات وإقامة شعائر دينية تلمودية في باحات المسجد بوجود حراسة مشددة من أفراد الشرطة الإسرائيلية، وأضافت أن دائرة الأوقاف الإسلامية ردت على هذه الاستفزازات والاعتداءات بإغلاق بعض أبواب المسجد الأقصى المبارك ، فيما وجهت المؤسسة في الوقت نفسه نداءًا إلى الداخل الفلسطيني وأهل القدس للتواجد والرباط المكثف في المسجد. وأشارت إلى أن طاقم ''مؤسسة الأقصى للوقف والتراث'' تواجد منذ ساعات الصباح داخل المسجد الأقصى ورصد ما يحدث في المسجد ووثقه. وتابعت: ''وفي سابقة خطيرة فقد نظمت مجموعة يهودية كبيرة تعدادها نحو 100 شخص على رأسهم ما يطلق عليهم الحاخامات بالإضافة إلى رجال سياسة إسرائيليين كالمدعو ''اوري اريئيل'' مسيرة تهويدية جماعية في المسجد الأقصى تزامنت مع شرح عن إقامة الهيكل المزعوم وتخللها إقامة شعائر دينية يهودية في ساحات المسجد الأقصى".