سعيا منها في الحفاظ على التوازن النفسي للمسجونين الجزائريين على مختلف الأصناف، إضافة الى تلقين تعاليم الدين السمحة والحقيقية في أوساط المساجين نساء أو رجالا، خاصة في ظل بعض الأفكار الهجينة التي بدأت تنتشر في أوساط المساجين، مع استفحال ظاهرة انتشار بعض الفتاوى بينهم، والتي لا تمت بصلة إلى الدين، فضلا على الدور الذي ستقوم به المرشدة الدينية في أوساط النساء في ظل غياب الوازع الديني داخل الوسط النسوي. مع العلم أن اغلب السجينات الجزائريات دخلن الى السجن بسبب المتاجرة في المخدرات أو البغاء والسرقة، أفادت مصادر من وزارة الشؤون الدينية والأوقاف ل ''الحوار'' أن وزارة غلام الله ستنظم بالتعاون مع وزارة العدل وبالتحديد مع المديرية العامة لإدارة السجون ملتقى تكوينيا لفائدة الأئمة والمرشدات الدينيات أواخر شهر أكتوبر الجاري كما كانت ''الحوار'' قد أشارت إليه في أعدادها السابقة دون تحديد التاريخ، وكان مختار فليون مدير مؤسسات إعادة التربية وإدارة السجون آنذاك قد كشف خلال الأشهر الماضية إلى أن السجون الجزائرية يزورها حوالي 200 إمام عبر مختلف السجون في الوطن، حيث يقومون بالإرشاد الديني، وهذا بتنظيم دروس وعظ وإرشاد. وسينتظم لقاء بين الوزارة والمديرية العامة للسجون من أجل دراسة زيارة المرشدين والأئمة داخل السجن خلال السنة، حيث سيجمع هذا الملتقى كل الفاعلين في القطاع من أجل تنظيم ندوة وطنية على مدار يومين دراسيين. وأوضحت مصادرنا أن هذا الملتقى سيحاول زيادة عدد زيارات الأئمة للمساجين خاصة في ظل ارتفاع السجون الجزائرية اليوم والتي تحظى بزيارة أسبوعية مرة أو مرتين بتأطير من قبل 200 أمام وعدد معتبر من المرشدات، وهذا من أجل التهذيب الديني في إطار عمليات الإصلاح التي تقوم بها المديرية العامة للسجون. ومن جهة أخرى تضيف المصادر ذاتها أن رجال الدين المسيحيين الذين يرتادون السجون للتعامل مع المساجين الأجانب من المرتقب أن تتم دراسة هذه النقطة بالذات، خاصة وأن فليون قد أكد في تصريحات سابقة أنه إذا كانت فيه طلبات لدخول القساوسة الى السجون ستوافق عليها المديرية خاصة إذا علمنا أن السجون الجزائرية تحتوي على 700 سجين أجنبي من أفارقة وأوروبيين يدينون بالمسيحية وبتهم تتعلق أساسا بالهجرة غير الشرعية وتزوير النقود.