دق مدير التوجيه الديني والتعليم القرآني بوزارة الشؤون الدينية والأوقاف الدكتور محمد عيسى ناقوس الخطر، مشددا على ضرورة تغيير الخطاب الديني الموجه لإدماج المساجين، من أجل تحصينهم ضد أفكار التكفير، بعدما ثبت أن الانتحاريين يجندون بين خريجي السجون من قبل تيار نشط أصبح يعرف بالمدرسة اليوسفية. * مدير التوجيه القرآني: المؤسسات العقابية تحولت إلى مدارس للتكفير * * وكشف مسؤول التوجيه الديني بوزارة غلام الله، لدى افتتاحه الأيام التكوينية لفائدة إدماج المساجين أمس بدار الإمام، أن "السجون أصبحت مدارس للتكفير" وأن "السجن أصبح ميزة لصاحبه يمكّنه من التقدم على حامل كتاب الله" للانخراط في شبكات التجنيد خاصة تجنيد "الانتحاريين". * وحسب المتحدث، فإن تلك الشبكات المنتمية للفكر الجهادي وبالتحديد ما أصبح يصطلح عليه ب"المدرسة اليوسفية"، التي يتخذ فكرها النبي يوسف عليه السلام وبقائه في السجن سنوات طويلة قبل أن يصبح نبيا مقربا من الله، أصبحت تستغل يأس الشباب وقنوطهم من العودة لأحضان المجتمع بسبب الإجرام والانحراف، لتوجههم لأهداف أخرى، حيث قال "حالة اليأس أصبحت تجد من يوجهها ويستغلها لإقحام هؤلاء في الجريمة المنظمة التي تحولت من ظاهرة عالمية إلى ظاهرة وطنية". * كما أكد الدكتور محمد عيسى استفحال ظاهرة استغلال الشباب الجزائري من قبل الشبكات المحلية والدولية "شباب الجزائر ومنهم الحراڤة أصبحوا يجندون في معارك لا علاقة لهم بها" في إشارة إلى الحروب المعلنة في بعض المناطق من العالم والتي أصبح يقحم فيها الجزائريون بحجة الجهاد مثل العراق ولبنان والصومال. * ودعا المتحدث إلى ضرورة تغيير الخطاب الديني الموجه لاحتواء المساجين، حيث لم يعد كاف حسبه "إقناعهم أن التوبة يقبلها الله ويقابلها بالغفران لتجاوز الماضي والإقبال على المستقبل، إنما أصبح ضروريا تحصينهم ضد ثقافة التكفير التي تلقن لهم". * وقد تعاونت وزارتا العدل والشؤون الدينية بموجب اتفاقية لإرشاد المساجين والتكفل بهم من الناحية النفسية والروحية منذ 10 سنوات بغية إدماجهم في المجتمع، وهي الاتفاقية التي بلغت نهايتها وسيتم التوقيع على اتفاقية جديدة تكون أكثر وضوحا ودقة بعد ما تطورت الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية للجزائريين وتغيرت معها كثير من المفاهيم وتعددت أوجه الانحراف والإجرام، حيث ستكون الاتفاقية الجديدة في شكل "إستراتيجية عمل لتنظيف المجتمع من الآفات والانحراف وتحصينه من الأفكار الخطيرة". * وأكد المدير العام لإدارة السجون والاندماج بوزارة العدل مختار فليون أن جميع مديري المؤسسات العقابية والسجون أصبحوا يطالبون بإلحاح لإرسال الأئمة والمرشدات الدينيات للتكفل الروحي وإدماج المحبوسين، وهو حق مثلما أوضحه تضمنته الاتفاقيات الدولية، وقد وصف حالة كثير من المحبوسين باليائسة "كثير من السجناء يعتبر من الأموات لفقدان الأمل والدخول في اليأس والقنوط من الإصلاح والاندماج في المجتمع".