يشتكي سكان بلدية تازولت بباتنة من قيام بعض المواطنين ببناء سكنات على ضفاف ثلاثة أودية تشق وسط المدينة، مما يؤدي خلال سوء الأحوال الجوية إلى وقوع فيضانات خطيرة تلحق أضرارا بالمساكن والممتلكات، نظرا لخطورة تلك البناءات الفوضوية في معضمها على حياة السكان، حيث قام العديد منهم بالاحتجاج لدى السلطات المحلية لإزالة كل السكنات المعرضة للفيضانات وخاصة بحي أولاد عوف، أكثر الأحياء المتضررة بالسيول وأكوام الطين والحجارة المرافقة لها، إلا أن الأوضاع بقيت على حالها. وبسبب عدم وجود دراسات تقنية لحماية المدينة من الفيضانات، فإن الأودية التي تشق المدينة تعرف ارتفاع منسوب المياه من جهة، إلى جانب محاصرة البناءات الفوضوية لها من جهة أخرى، بالإضافة إلى رمي كل بقيايا البناءات بها، مما يجعلها تتعرض إلى عمليات الترسب، ولم تكف الترقيعات التي قامت بها السلطات المحلية لحل المشكل، كما أدى عدم إنجاز مشروع خاص لتهيئة هذه الأودية إلى انتشار الأوحال والبرك المائية العميقة وتوحل الطرقات وانتشار الأتربة التي تتحول إلى غبار بمجرد تحسن الأحوال الجوية، وفي غياب الرقابة قام بعض المواطنين بتغيير وجهة قنوات صرف المياه إلى مجرى أحد الأودية مما تسبب في انتشار الروائح الكريهة، وأكثر من ذلك فإن بعض أصحاب الأراضي الزراعية يقومون بسقي محاصيلهم من مياه المهندسين المعماريين في مخطط التوجه العمراني، مما أدى إلى بروز البناءات الفوضوية الناتجة عن عدم احترام قانون التهيئة العمرانية الذي تسهر البلدية على تنظيمه. وأضاف بأن مدينة تازولت القديمة الموروثة عن العهد الاستعماري مهيأة وفقا لمعايير علمية دقيقة لكي لا تتعرض للفياضانات عكس الأحياء الجديدة الغارقة في السيول والطمي، مما أدى إلى احتجاج السكان في عدة مرات. وأشار ذات المتحدث إلى أن سياسة الهروب إلى الأمام وعدم مجابهة المشاكل قد تغرق المدينة في عمران مشوه يفرز مشاكل اجتماعية يكون حلها مستعصيا، وإذا كان النزوح الريفي وأزمة الإرهاب التي عرفتها البلديات المجاورة ''كلرباع'' وبني فضالة سببا في النمو العمراني الفوضوي السريع، فإن صمت السلطات المحلية لا يخدم مصلحة قاطني المدينة، التي تتحول في حالة استمرار البناءات الفوضوية إلى محتشد لتكريس جماعات بشرية غير متجانبة الأعراف لانتماء القبلي، مما يشكل خطرا على الأمن الاجتماعي.